* يسأل الحاج صباحي تاجر ببورسعيد: كنت أعمل بالتجارة وتغيرت الأحوال السوقية وتراكمت الديون عليّ. لكن زوجتي تصر علي ذبح الأضحية هذا العام فهل إذا لم أضح أكون آثماً؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن الشريعة الإسلامية رغَّبت في الأضحية لما لها من أثر طيب في حياة الفرد والمجتمع قال تعالي في سورة الكوثر: "إنَّا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر". وحينما سُئل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وقيل له يا رسول الله: ما هذه الأضاحي؟ قال: سُنَّة أبيكم إبراهيم قالوا فما لنا فيها؟ قال: لكل شعرة من الصوف حسنة. وهذا معناه أن المضحي ينال أجراً عظيماً من الله عز وجل بقدر عدد شعر ضحيته جاء في صحيح البخاري أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ضحي بكبشين أملحين أقرنين موجوءين. وذلك لأمر الله سبحانه وتعالي قال: "لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون". ولهذا من المستحب أن المضحي عليه أن يختار الأضحية السمينة كثيرة اللحم حتي ينعم الفقراء والأقارب بسبب كثرة اللحم الذي يكون سبباً في إدخال الفرحة والسعادة علي جميع أبناء المجتمع في وقت يسعد الجميع حتي يعيش المجتمع متحاباً متودداً وليكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. وهل هناك حكمة من الأضحية. إن ذبح الأضحية إحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام حينما رأي في المنام أنه يذبح ولده وأراد أن يحقق ما رآه في منامه وسلم أمره لله عز وجل واستسلم الابن البار لقضاء الله عز وجل كان النداء من رب العالمين سبحانه وتعالي. قال جل شأنه: "قال يابني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنَّا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم" ففي ذلك إحياء لسُنَّة الخليل إبراهيم مع ولده إسماعيل عليه السلام. وهذا درس لشباب اليوم الذين يسيئون إلي آبائهم ولا يكونون بارين بهم. ولكن لما كان الولد مع الله واستجاب لأمر الله جاءه الفرج من عند مفرِّج الكروب ومزيل الهموم وهذا خير درس لأبنائنا وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين. وعلي كل فالأضحية سُنَّة من فعلها كان له الثواب ومن لم يضح فلا إثم عليه. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.