شرع الله الأضحية بقوله تعالي في سورة الكوثر( فصل لربك وانحر), وقوله تعالي في سورة الحج( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله), تعد الأضحية سنة مؤكدة ويكره تركها إذا كان الإنسان قادرا , حيث ضحي رسول الله صلي الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمي وكبر. وللأضحية تعريف وأحكام وشروط, حيث يقول الدكتور محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية السابق إن الأضحية هي الذبيحة التي يقدمها المسلم تقربا لله وطالبا رضاءه, وذكري لمشهد التضحية والفداء من سيدنا إبراهيم عليه السلام فيما أمر بذبح ابنه إسماعيل كما قال تعالي في كتابه الكريم)( وقال إني ذاهب إلي ربي سيهدين* رب هب لي من الصالحين* فبشرناه بغلام حليم* فلنا بلغ معه السعي قال يبني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين* فلما أسلما وتلة للجبين* وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذلح عظيم* وتركنا عليه في الآخرين* سلام علي إبراهيم! كذلك نجزي المحسنين* إنه من عبادنا المؤمنين). يقول محمد نبيل عوضين أستاذ الشريعة وأمين عام للمجلس الأعلي لشئون الإسلامية سابقا إن الأضحية سنة مؤكدة وهو الراجح عند الفقهاء ودليل مشروعيتها أنه ورد ان النبي صلي الله عليه وسلم ضحي بكبشين أملحين قرنيين وقال هذا لمحمد وأهل بيته ولأمة محمد, ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا, كما تعد الأضحية نسكا وعبادة, ليس الهدف الأصلي منها اللحم وتوزيعه لأن النبي قال لابنته فاطمة رضي الله عنها قومي إلي أضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه, وقال تعالي في هذا المقام( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين), وعلي المسلم أن يختار أضحيته بالطريقة الصائبة إذا كانت من الضأن ما أتم ستة أشهر ودخل في السابع وإذا كان سمينا عند الحنفية والحنابلة وبعض الشافعية وبعض المالكية, والمعز ما أتم سنة ودخل في الثانية عند الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية, والأبل ما أتم خمس سنوات ودخل في السادسة, والشاه تغني عن الانسان وأسرته, ولا يجوز الاشتراك فيها لأكثر من أسرة, أما الأبقار وما في حكمها والإبل يجوز أن يشترك فيها7 أشخاص كحد أدني لكل شريك سبع الأضحية تجزه عنها استقلالا وعن اسرته, ويجوز للانسان أن يستقل بالذبيحة الكبيرة إذا كان قادرا أو يشترك مع اثنين أو ثلاث افراد حسب مقدرته. وقد اوصانا النبي صلي الله عليه وسلم بآداب الأضحية من ناحية وجوب الالتزام بالزمن الذي تذبح فيه وإذا تم الذبح قبل ذلك تصبح صدقة, والزمن هو فترة ما بعد صلاة العيد وحتي غروب شمس اليوم الرابع من العيد لقوله تعالي( فصلي لربك وانحر), وهو ما يسمي بأيام التشريق لتفادي الزحام والتكالب علي الذبح في أول الوقت, كما ينبغي أن يحافظ الإنسان علي مشاعر الذبيحة فلا تذبح بآلة غير حادة أو امام باقي الدواب أو استعمال القسوة معها. كقيام البعض بقطع الذيل قبل خروج الروح كاملة فهذا تعذيب يخالف قول النبي إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته, وعن تقسيم الأضحية بعد ذبحها التقسيم المشهور ثلث للمضحي ولبيته, وثلث للهدايا للأقارب والأصدقاء, وثلث للفقراء والمساكين, وينبغي علي ربة البيت التي تشارك في هذه الشعيرة وتشهدها مع اولادها ألا تميز نفسها في حصة الأسرة بالقطع المتميز وتحرم الفقراء والمهدي أليهم منها, لأنها تقدمة تقربا لله سبحانه وتعالي. ومن السنة أن يشهد المضحي ذبيحته ويعلم أولاده سلوك الفداء والتضحية والشعور بمشاعر الفقراء والمساكين فإن تعزر عليه ذلك وكل غيره وقد تكون في صورة شراء صك أي دفع قيمة الأضحية مقدما, ومن ثم تقوم المؤسسة أو الجهة بالذبح والتقسيم والتوزيع فالأمر جائز لأن كل ما هو للانسان جائز ان يوكل فيه غيره, لكن عليه أن يتأكد ويتحري عن المؤسسة من اتجاه الثقة والامانة وأن يتوفر لها متخصصون في الدين ويتحققوا من شروط صحة الأضحية. * ويقول محمد الشحات الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية الأسبق شروط الاضحية هي أن تكون ذات سن معينة ليست صغيرة ولحمها نضج وتجاوزت الفترة الأولي بعد الولادة, وألا تكون مصابة, ولا عوراء أو عرجاء, وذبحها في وقتها المحدد وكل هذا ثابت عن الرسول صلي الله عليه وسلم, ويجوز توكيل الاضحية إذا لم يستطع الشخص الذبح بنفسه. رابط دائم :