الظروف الاقتصادية الآن عسيرة والأسعار أصبحت مستحيلة وبين اللحوم والفقير هوة سحيقة. ونحن علي بعد أيام من دخول عيد الاضحي ومع هذه الظروف الصعبة يتجه بعض المسلمين لذبح الأضحية قبل العيد بيوم أي يوم وقفة عرفات وتوزيعها علي الفقراء في نفس اليوم توسعة عليهم قبل العيد وأوله. هذه القضية تقديم الذبح قبل يوم العيد فيها نوع من الرحمة وفيها خروج عن روح وهدف وثواب الشعيرة الشيخ عبدالعزيز النجار عضو لجنة الفتوي ومدير الدعوة بالأزهر يوضح أبعاد هذه القضية. ويقول: الأضحية اسم لما يذبح في أيام عيد الأضحي وهي سنة مؤكدة في حق القادر عند جمهور الفقهاء وشرعت هذه السنة في السنة الثانية من الهجرة ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه ضحي بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وكبر ولهذه الشعيرة حكمة في مشروعيتها فهي شكر من المسلم لله تبارك وتعالي علي وافر نعمه علينا جميعا وجميل إحسانه ومراعاة الغني للفقير في هذه الأيام المباركة كما أن فيها إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام في فداء ابنه إسماعيل بذبح عظيم يقول تعالي: "فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري. قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم". ويضيف الشيخ عبدالعزيز النجار: وسنة الأضحية ليست سنة للذبح وفقط وإنما وضع لها الشرع شروطاً حتي يحصل المسلم علي ثوابها وشروطها عديدة أهمها النية أي ينوي المضحي بأن ما يضحي به هي قربة لله عز وجل ومعروف فقهيا أن كل قربة تحتاج في صحتها إلي النية لقوله صلي الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوي" والنية تكون عند الذبح ولو نوي قبل الذبح أجزأه علي المشهور من أقوال الفقهاء. وأهم الشروط التي تهمنا في هذه القضية المعروضة الآن هو وقت الذبح حيث يعد وقت الذبح أهم شروط هذه السنة ووقت الذبح كما قال الفقهاء بعد صلاة عيد الاضحي بإجماع المسلمين لقوله تعالي: "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر" فمن ذبح أو نحر قبل صلاة العيد فهو لحم قربة لأهله أو صدقة تصدق بها ولا يكون من أصحاب السنة وعليه أن يذبح أو ينحر غيرها حتي يحصل علي ثواب السنة فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الأضحي بعد الصلاة فقال: من صلي صلاتنا. ونسك نسكنا فقد أصاب النسك. ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاه لحم" وروي البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين".