** في حواره مع رؤساء التحرير حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من أننا أمة تقتل نفسها.. سواء الأمة العربية أو الأمة الإسلامية. علي الصعيد العربي هناك دول عربية تموّل وتساهم في إسقاط دول عربية أخري في إطار مخططات دولية تسعي لتقسيم الوطن العربي وإضعافه. وعلي المستوي الإسلامي فقد انتشرت بعض الحركات والتنظيمات المنتسبة -زوراً- للإسلام وهي نماذج حقيقية للتطرف وتقدم نماذج مسيئة للإسلام كدين.. بل ان بعض هذه النماذج قد تدفع بعض الشباب ضعيف العقيدة إلي الإلحاد. وهناك من يدعم هذه الحركات والتنظيمات لأنه يستهدف تقويض الدين الإسلامي وإضعافه كعقيدة.. حيث تتزامن مع هذا التطرف ظهور دعاوي للتطرف الآخر في العقيدة.. من خلال ضرب الثوابت في الدين..!!! ** هذا التحذير ليس بعيداً عن تحذير آخر في أن هناك مخططا إعلاميا ضد مصر يضم ثلاثي العداء لمصر وهم: قطر "عربيا". تركيا "إسلامياً". الإخوان في الداخل.. وهذا الثلاثي يخطط وينفذ بأموال ضخمة للحرب علي مصر واستقرارها من خلال كل الوسائل المتاحة إعلامياً..!! وبرغم تأكيد الرئيس علي أن الوطن في أزمة إلا أنه أكد وبحزم وثقة أنه لا خوف علي مصر. وأن مصر قادرة علي مواجهة كل التحديات.. بل أكد بوضوح شديد أن مصر قادرة بوحدة الشعب مع الجيش علي "فرم" داعش أو أي قوة أجنبية تهدد الوطن. هذه الرسائل تؤكد علي عدة حقائق دينية لا بد أن نشير إليها بوضوح شديد: أولاً : ان العقيدة هي خط الدفاع الأول عن الوطن وأن عقيدة المصري الوسطية المعتدلة ترفض التطرف والتنطع وترفض التساهل في ثوابت الدين.. وأن عقيدة المصري الدينية لا تبعد عن عقيدته الوطنية» فحبه للوطن ودفاعه عنه مرتبط بحبه لدينه والدفاع عنه.. وتلك هي القضية التي لم يستوعبها الإخوان ومن دار في فلكهم..!! ثانيا : ان مصر ستظل مستهدفة دائما من الخارج سواء علانية أو من خلال إثارة الفتنة في الداخل.. وسيظل جيشها في رباط إلي يوم الدين لحماية الوطن والعقيدة.. لكن الأخطر أن من يخطط ضد مصر الآن هم مصريون يحملون جنسيتنا.. وعرب يحملون قوميتنا.. ومسلمون يحملون اسم ديننا..!! ثالثا : برغم صدق مقولة اننا أمة تقتل نفسها إلا أن الواقع والتاريخ واستشراف المستقبل يؤكد أن مصر ستقود الأمة -عربيا وإسلاميا- للدفاع عن نفسها وإعادة إحيائها بدلاً من قتل نفسها. التاريخ يقول ذلك.. والواقع يثبته. فلولا ثورة 30 يونيه لكانت الأمة العربية والإسلامية الآن قد ضاعت وتم تقسيمها بشكل خطير.. لكن الله سبحانه وتعالي الذي سيحمي أمة الإسلام حمي شعب مصر لكي يعيد الأمة الإسلامية والعربية إلي سابق عهدها.. واقرأوا التاريخ جيداً لتعرفوا ذلك. الأزهر أقوي .. وأبقي ** الأزهر الجامع والجامعة ليس ملكاً لمصر وحدها بل ملك للإسلام وحصن للمسلمين.. الأزهر ليس مجرد تاريخ.. وليس مجرد جامع أو جامعة. إنه المعني والإرادة والعطاء. الأزهر ثورة في وجه الإلحاد.. وثورة في وجه التطرف والتشدد. الأزهر ثورة في وجه كل من يسيء إلي الإسلام.. الأزهر قوة للإسلام والمسلمين.. ومنبر الوسطية والاعتدال.. لا يمكن أن يتأثر بمحاولات خطف ريادته ومكانته مهما كانت الأموال التي ستصرف لهذه الغاية. تركيا تسعي لإقامة جامعة إسلامية كبري.. ونحن نرحب بوجود أكثر من جامعة إسلامية.. المهم ان يكون هدفها نشر الدين والدفاع عن الإسلام.. لكن الهدف شبه المعلن هو أن تركيا تريد إنشاء جامع وجامعة بديلاً عن الأزهر.. وهو أمر غريب يؤكد خللاً في فكرهم وأن الحرب ضد مصر تأخذ كل شكل وكل لون.. ولكن هل يمكن أن تنجح هذه الحرب؟ لا أعتقد أبدا.. فمصر المحروسة يحميها رب العالمين.. والأزهر.. الحاضر والواقع والمستقبل أقوي وأبقي بكثير..!! متي نتعلم القراءة ؟ "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم" تلك أول آيات الكتاب الكريم.. نزلت علي قلب رسولنا الكريم في غار حراء.. في إشارة ربانية لمعني الرسالة المحمدية واكتمالها بالصحة والقراءة والفهم "علم الإنسان ما لم يعلم"..!! هناك خلط غريب بين القراءة كمحو لأمية الكتابة والقراءة ومعرفة الحروف "أ. ب. ت. ث"... إلخ.. وبين محو أمية الفكر والثقافة من خلال القراءة.. فكم من خريج للجامعة لا يعرف كيف يقرأ؟ بل كم من أستاذ لا يعرف كيف يقرأ؟ القضية ليست في أن تعرف قراءة الكلمات بل المهم أن تعرف قراءة وفهم الكلمات وتعي معناها ومرادها. رسولنا الكريم النبي الأمي علم الأمة كلها وكان المعلم الأول والأستاذ الأول والفاهم الواعي لكل معاني الكلمات.. وما كان يدري قبل الرسالة ما الكتاب وما الإيمان.. لكن علمه العزيز المتعال.. علَّمه العليم الكريم سبحانه "علم الإنسان ما لم يعلم".. فما بالك عندما يعلم خير البشرية؟ ** من هنا كان حرص البعض علي التفرقة بين الأمية والجهل.. فالأمي لا يعرف القراءة والكتابة كحروف وأشكال لكنه ليس جاهلاً بالضرورة.. والجاهل قد يعرف القراءة والكتابة كحروف وأشكال.. وقد لا يعرفها لكنه في الحالتين لا يعرف معاني الكلمات ومقاصدها وما وراءها. نحن لم نعرف كيف نقرأ- أغلبنا بالطبع ولا أقصد التعميم.. ونريد أن نتعلم القراءة. وعندما نتعلم القراءة سنفهم المقاصد والمعاني.. وسنفهم التاريخ جيدا. ** عندما نتعلم القراءة لن يكون للتطرف مكان بيننا فهم الخوارج بشكل عصري.. وعندما نتعلم القراءة سيكون لنا موقف حقيقي وجاد ومحترم مع دعاة الإلحاد .. فحديثهم اليوم ليس بجديد. وعندما نتعلم القراءة لن نجد هذه المعارك الجانبية عن صحة حديث أو تشكيك في البخاري أو مسلم فكلها قضايا قديمة حملت أسماء وأشكالا عديدة. لكننا لا نريد أن نتعلم القراءة بحق!!