قديما قالوا: إذا أردت أن تعطي حدثا ما أهمية وتجعله مثيرا للجدل. فاتخذ قرارا بمنعه. أري أن هذا اصدق تعبير عن الأزمة المفتعلة هو مجرد ورقة بيضاء كتب عليها "هل صليت علي النبي محمد اليوم؟". وهي ليس فيها تطاول علي أحد أو المساس بعقيدة أحد إنما هي تذكير بالصلاة علي النبي. انا شخصيا غبطت ودعوت بالخير للأخ صاحب الفكرة وقلت في نفسي يكفيه ثوابا أنه ذكر الملايين يوميا بالصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا". بدأت الفكرة في الانتشار في الشوارع والبيوت والمحلات المواصلات لم يكن الأمر يتجاوز كونها مجرد جملة دينية لا تدل علي أي محتوي يربط الدين بالسياسة خاصة أن من ميراث وإبداع المصريين كتابة الجمل بمدلولاتها المختلفة وإلصاقها علي الجدران سواء دعاء أو آية قرآنية أو حتي مثل شعبي وليس هذا غريبا علي شعب ورث الجداريات من أيام الفراعنة. بدأت القضية تأخذ منحي آخر بعيدا عن الهدف الاساسي من الملصق حينما طرح علي الرأي العام قرار وزير الداخلية بمنعه وتغريم من يلصقه خاصة علي السيارات. وقيام حملة الداخلية لإزالة بوسترات هل صليت علي النبي مما أثار غضب الكثيرين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية ويتساءل الجميع: ما هي الخطورة من مجرد ملصق ديني غير سياسي يذكرنا دائما بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم؟. وزاد الطين بلة تصريحات مسئولي الأوقاف بأن الوزارة تعتزم منع وجود أي ملصقات دينية أو غيرها في المساجد لمنع أي عمل سياسي داخل المساجد مع انه مكان للعبادة والصلاة علي النبي فيها خير من أي مكان آخر. ورأينا بعض الدعاة عبر الفضائيات بل وبعض الشباب في الشوارع يرتدون ملابس مكتوبا عليها "هل صليت علي النبي اليوم" فماذا تفعل معهم وزارة الداخلية؟! أيها السادة الموجودين في سدة الحكم اقرأوا سيرة الصحابي الجليل والحاكم الداهية وتأملوا مقولته الشهيرة لابنه يزيد في واد الفتنة والتعامل مع الخصوم "ما هكذا تساس الدول!!" بل يجب عليكم المحافظة علي شعرة معاوية مع كل أبناء الشعب وليس من لطخت يده بالدماء من الجميع. وتأملوا النصيحة الإلهية لرسوله صلي الله عليه وسلم: "فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين". كلمات باقية: يقول الله تعالي: "إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" آية 56 سورة الاحزاب.