اليهود جبناء ضعفاء يحتاجون إلي حماية أكبر وقوة أعظم يتسللون إليها بأموالهم ونسائهم حتي يسيطروا علي جميع مراكز القرار ومواقع السلطة وهذا هو الحبل الخاص بالناس ولا يستطيع اليهود أن يصلوا إلي أهدافهم إذا تمسكنا بوحدتنا وأخوتنا وتعاوننا وتكافلنا وتخلينا عن إثارة كل النعرات القبلية أو العرقية أو القومية أو الحدودية لا يستطيع أحد أن يشكك في مصداقية الوحي الخاتم بعد أن شهد له رب العزة بالحفظ. وصانه من العبث .. كما لا يستطيع أحد أن يجادل في أحداث الواقع التاريخي الثابت بعد أن جاءت آيات الوحي تعالجه وتصفه وتشخصه وأول ما تستدعيه الذاكرة المؤمنة من كتاب ربها ما نبه إليه من عداوة الباطل والشرك والإلحاد لأهل الحق والإيمان. وما يكنه من حقد وشراسة. وتفنن في التنكيل. وتلذذ بالتعذيب. ورغبة دفينة في الانتقام .. ويكفينا في هذا العدد ما يأتي: قال تعالي: "إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذن أبدا" الكهف 20 وقال تعالي: "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم ألسنتهم وأيديهم بالسوء وودوا لو تكفرون" الممتحنة 2 وقال تعالي: "ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة" النساء 102 وقال تعالي: "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" الأنفال 73 وقال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين" آل عمران .100 هكذا أفصحت الآيات عن حقد الكفر بجميع أنواعه علي أهل الإيمان. وهذا الحقد يدعوه إلي ارتكاب أفظع الأساليب لإيذاء المؤمنين كما عبر القرآن الكريم في موضع آخر: "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ..." التوبة 10 ولو تمكن الكفرة من أسباب القوة فلن يتورعوا عن هدم المساجد وسفك الدماء وهتك الأعراض وسب الأنبياء. كما حدث في العصر الحديث في البوسنة والهرسك .. والشيشان .. وفلسطين .. وكوسوفو .. وكم نبه القرآن إلي هذه الحقيقة منذ نزوله: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" الحج 40. ومن هنا جاء الحث علي امتلاك وسائل القوة الرادعة التي ترهب أعداء الله. بيد أن الله قد أولي عدواً شرساً عنايته. ونبهنا كثيراً إلي ضراوة عدائه. وشدة حقده علي الإسلام والمسلمين. واستمرار هذا الاتجاه لديه في المستقبل بحيث لا ننخدع إذا أعلن يوماً أنه مسالم وصديق. وأنه تخلي عن عداوته. فقال تعالي: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..." المائدة 82 وهذا الفصيل من الأعداء لا يثنيه عن هدفه في تدمير قوي الإيمان إلا أن يجد فيهم قوة باطشة واعية مدركة لمراميه .. لذا جاءت وصية القرآن عقب الحديث عن هذا الفصيل بالذات بامتلاك جميع وسائل الردع الممكنة للمسلمين لإرهاب هؤلاء وأذنابهم وذيولهم من المنافقين والمرتزقة والخونة. فقال I: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ..." الأنفال 60. كما أن القرآن - من فرط حرصه علي توفير الجهد المفروض أن يبذل من قبل الصف المؤمن لمعرفة عدوه وطبيعته وأساليبه وخططه - تكفل بكشف هذه الحقائق التي من المستحيل علي البشر أن يقفوا عليها بدون إرشاد الوحي. حيث تتعلق بما في النوايا. ولا يطمع أحد في معرفة خواطر النفوس إلا من يعلم السر وأخفي: ** ومن هذه الحقائق أن اليهود يسيطر عليهم خلق الجبن والحرص علي الحياة: "ولتجدنهم أحرص الناس علي حياة ..." البقرة 96. ولهذا الخلق لا يستطيعون لقاء المؤمنين وجهاً لوجه .. بل يلجأون دائماً إلي بناء الحصون والاختباء خلفها.. قال تعالي: "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قري محصنة أو من وراء جدر ..." الحشر 14. وهم يثقون في هذه الحصون أنها هي الدرع الواقية التي لا يمكن اختراقها. ** هذه المهارة في بناء الحصون واختراع وسائل التدمير لا يقوي عليها ولا يبطل مفعولها إلا الوصول إلي منبع الإصرار ومحرك العدوان في نفوسهم .. وذلك هو القلب إذا دخل الرعب إليه فلا معني للحصون ولا أثر للأسلحة .. وهذا ما لا يدخلونه في حساباتهم .. قال تعالي في شأن بني النضير: "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" الحشر 2. وقال في شأن بني قريظة: "وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهموقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً ..." الأحزاب 26 ** من الحقائق المتعلقة باليهود أنهم يلجأون - لضعفهم وجبنهم - للاحتماء بقوة أكبر يتسللون إليها بأموالهم حتي يسيطروا علي مراكز القرار فيها فتدافع عنهم وتحميهم وتربط مصيرهم بمصيرهم .. وهذا هو الحبل الخاص بالناس الذي تحدث عنه القرآن في معرض الحديث عن ذلتهم وأنهم لا ينفكون عنها إلا بحبل من الله يرخيه لهم ليؤدب به المؤمنين حين يتخلون عن شرع الله. وحبل من الناس يعتصمون به ليحميهم من بطش المؤمنين فقد قال تعالي: "ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ..." آل عمران 112. ** من الحقائق القرآنية أيضاً أن اليهود يكرهون الأنبياء والمصلحين والدعاة أشد الكراهية. يصبون جام غضبهم دائماً عليهم لأنهم يوقظون في أهل الحق دوافع الجهاد والصلاح والعزة والكرامة والاستقلال. وهم دائماً يسعون في الأرض فساداً. ولذلك هم يتربصون بالنبيين والمصلحين والذين يأمرون بالقسط من الناس يعذبونهم أو يقتلونهم بالتصفيات الجسدية أو بالمؤامرات الخسيسة .. قال تعالي: "إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم" آل عمران 21.