أكد خبراء الاجتماع والإعلام والتربية . ضرورة تكاتف جهود جميع مؤسسات الدولة مع الأسرة في تربية الأجيال الجديدة علي تذوق الإبداع الصحيح .. وطالبوا بوضع استراتيجية تجمع كل الأطراف المشاركة في بناء عقل ووجدان الإنسان حتي يكون بينهما تناغم وتكامل وليس تصادم وتصارع يدفع المجتمع ثمنه غاليا من تذوق أبنائه للإبداع الحقيقي وليس الإسفاف والعري والفسق الموجود حاليا ويقلده دعاة التغريب قلادة ¢الإبداع¢ وهو ابعد ما يكون عنها. في البداية يوضح الدكتور نبيل السمالوطي . العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية وأستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر . أن مصطلحات حرية الإبداع والابتكار ونحوهما اختلف المفكرون في تحديد تعريفهما نظرا لاختلاف التخصص من جهة وكذلك اختلاف الميول من جهة أخري لهذا ينظر كل فريق إلي الإبداع من منطلقه الفكري ويحاول أن يضع له أسس وسمات وخصائص تميز المبدعين الحقيقيين عن الدخلاء والمزيفين . ويشير الدكتور السمالوطي. إلي أن أبرز ما يميز العمل الإبداعي أنه عملية فكرية تجمع بين المعرفة المتألقة والعمل الخلاق. وتتعامل مع الواقع و تسعي نحو الأفضل من خلال إبراز التفاعل بين المتغيرات الشخصية والبيئية والسلوكية . وقد حاول البعض حصر أبعاد الإبداع في تعريف شامل وهو أنه مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترتقي بالعمليات العقلية لتؤدي إلي نتائج أصلية ومفيدة سواء لخبرات الفرد أو المنظمة أو المجتمع أو العالم . وبالتالي فإن أي عمل لا تتوافر فيه تلك السمات لا يعد إبداعا حقيقيا وخاصة في البيئة الإسلامية والعربية التي تحكمها تعاليم الدين وتقاليد وعادات شرقية. وطالب الدكتور السمالوطي مختلف مؤسسات الدولة التعاون مع الأسرة في وضع إستراتيجية متكاملة للارتقاء بالذوق والإبداع لجميع الفئات وفي كل المناطق بدلا من حالة التخبط والعشوائية الحالية التي جعلتپ السوقة والدهماء يقودون المجتمع الي الهاوية وصدق فيهم قول النبي سول الله صلي الله عليه وسلم: ¢سيأتي علي الناس سنوات خدّعات. يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق. ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين. وينطق فيها الرويبضة¢. قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". كامل تربوي أوضح الدكتور سعيد إسماعيل علي . أستاذ التربية بجامعة عين شمس . أن يمكن الارتقاء بالإبداع في مختلف العلوم وخاصة ما يتعلق منها بالنواحي الفنية من خلال العديد من الخطوات يمكن إيجازها في النقاط التالية : - الأسرة باعتبارها المحضن الأول للإنسان الذي هو في المستقبل مبدع أو متلقي للإبداع . ومن هنا تبرز أهمية التنشئة الدينية والأخلاقية السليمة التي تميز بين الغث والثمين. - الحضانة باعتبارها المرحلة التالية للأسرة وتتشارك معها في بناء كيان وشخصية الإنسان في المحافظة علي فطرته السوية من التلوث وغرس القيم والفضائل. - المدرسة ثم الجامعة ويمكنپ الميل إلي مشاهدة الإبداع الحقيقي وتنمية الإبداع سواء من خلال تدريب الأفراد أو الجماعات أو توفير المناخ الملائم للإبداع بالنسبة للتلاميذ والطلاب. - قصور الثقافة ومؤسسات الدولة ذات الصلة بالثقافة والتي يجب أن تلعب دورا في تشجيع المواهب الإبداعية وتحفيزها وتشجيعها ماديا ومعنويا واحتضان الموهوبين منهم ليكونوا نجوما في مختلف الجوانب التي يحتاج إليها المجتمع في مسيرته في بناء منظومة القيم والأخلاق - وأشار الدكتور سعيد إسماعيل علي .إلي أهمية دور وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات التي أصبحت تلعب دورا كبير في بناء وتشكيل وجدان وفكر كل طوائف المجتمع وفي مختلف الأعمار والتخصصات . بل إن دوره قد يفوق تأثير العديد من المؤسسات السابقة لاعتماده علي الإبهار واستخدام أكثر من حاسة في تلقي الرسالة الإعلامية بالإضافة الي كثرة الأجندات التي تم وضعها لهذه الوسائل لتحقيق مكاسب مادية من جهة وتغيير المفهوم التقليدي للإبداع الي الأسوأ حتي يصبح الإنسان أسيرا لغرائزه ونزواته والدليل ما نراه من تهافت الناس علي مشاهدة الأعمال الفنية الخليعة . وانه أصبح المثل الأعلي للأطفال والشباب والفتيات نجوم الفن والكرة وليس العلماء في مختلف العلوم والمجالات. طالب الدكتور حسن علي . رئيس قسم الإعلام بآداب المنيا ورئيس جمعية المشاهدين . بتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية من جانب واستكمال أي نقص فيها بحيث تضع الإبداع الحقيقي الذي يبني الفكر والعقل والوجدان وليس ما يثير الغرائز ويحقق المكاسب المادية ولو علي حساب القيم والأخلاق التي تربينا عليها عبر الأجيال. حث الدكتور حسن علي . علي ضرورة تفعيل القوانين الجادة التي تتصدي للمنحرفين بمفهوم الإبداع وكذلك التصدي للانحراف إلي حول الفن إلي تجارة للجنس والعري والابتذال . ولابد أن يكون لمؤسسات حماية الذوق العام وكذلك المؤسسات الدينية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية ابتداء من الأسرة حتي الجامعةپوذلكپللمساهمة في تنمية القدرات الفكرية والعقلية للمبدعين الحقيقيين والتصدي للمفسدين وطالب الدكتور حسن علي . جموع المواطنين الي تقوية الرقابة الذاتية لديهم والتعاون مع جمعيته التي تتعاون مع جهاز حماية المستهلك في التصدي لمخططات طمس الهوية وتحقيق المكاسب المادية من خلال الكذب التلفيق والإثارة والعري عبر وسائل الإعلام. أنهي الدكتور حسن علي كلامه بالتأكيد إلي أنه سبق للجمعية التصدي لمحاولات كثيرة لتزييف مفهوم الإبداع لدي المشاهدين في مصر بالتعاون مع المؤسسات المهتمة بنفس المجال وكذلك بالتعاون مع الأفراد وتلقي شكواهم والتواصل مع مؤسسات الدولة حتي وصل الأمر إلي رفع كثير من الدعاوي القضائية ضد مزيفي الإبداع وأعداء القيم والفضائل ومكارم الأخلاق . ولكن المخالفات تحتاج الي عمل متواصل ومشاركة اكبر من الجميع لأن كم المخالفات كبير ولا تستطيع جهة واحدة التصدي له ومحاصرته.