محمد حسان ذلكم المواطن المصري البسيط والمذيع المتواضع الأمين علي مهنته في برنامج صباح الخير يا مصر - وليس محمد حسان رجل الدين المعروف الذي والذي والذي - شاب تحسس هموم الناس ومشاكلهم من خلال فقرة "لها حل" فتحمس للعمل علي حلها من طرحها وانتزاع الوعود من المسئولين لمساعدة المواطنين المنكوبين الذين قادهم حظهم العاثر إلي المعاناة في الدوائر الحكومية والأجهزة الإدارية لا يبتغي من وراء ذلك إلا مرضاة الله تعالي واضعا نصب عينيه ما رواه الإمام مسلم في صحيحه "8 : 18 رقم 6743" من حديث الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- قال ¢المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة¢. ولأنه مواطن مصري أصيل وصاحب قلب طيب في زمن الطيبة فيه بتتعيب علي رأي أنغام كان يغتاظ عندما يتهرب مسئول ما من تحمل مسئولياته فيعبر هذا المصري الأصيل عن ضيقه وألمه لا لشيء إلا لأنه إنسان حساس لم يتكلس إحساسه بعد كالكثيرين في هذا الجهاز الإعلامي الحيوي. ولكن تعبيرا لم يتجاوز حدود الأدب والاحترام. وربما أغلظ ما قاله عن أحد الوزراء الذي دأب علي التهرب من مواجهة مشاكل المواطنين وهو وزير مسئول عن أهم قطاع في مصر: ¢لما تكون هناك مشكلة تبحث عن حل تتهربون ولما يكون هناك إنجاز ولو بسيط لا يستحق تصريح الوزير نراكم إلي وسائل الإعلام تتسابقون¢. كنت أجلس أمام التليفزيون مع مجموعة من الأصدقاء تفاجأت بهم يصفقون للمذيع ويحيونه ويشيدون بشجاعته المشفوعة بالأدب والاحترام فهو صادق فيما قال. وكان الجميع سعداء لأن الإعلام الرسمي بدأ ينحاز للشعب ويتبني قضاياه ولكن كما يقول المثل الشعبي : ¢يا فرحة ما تمت¢ ففي يوم السبت الموافق 15 فبراير فوجئنا بالمذيع وهو ينوه عن أنه بدءا من الغد أي الأحد 16 فبراير لن يقدم البرنامج بأمر من وزارة الإعلام التي لم يرق لها أن يكشف المذيع استهتار المسئولين بقضايا ومشاكل الناس . أنا شخصيا لم اتفاجأ فوزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين أمضت ردحا طويلا من الزمن في منصب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية. والرقيب يغلب علي ثقافته دائما نوازع المنع والحجب وتقييد المبدعين . ولديه حساسية مفرطة ضد الانطلاق . إذن يا دكتورة درية من فضلك لا تلومي جمهور التليفزيون المصري عندما يتحول عن مشاهدة قنواتكم الرسمية إلي القنوات الأخري الخاصة التي تفتقد أبسط معايير المهنية فيأتي إثمها أكبر من نفعها أو القنوات الخارجية وما أكثرها. وأنا واحد ممن قرروا عدم متابعة الفقرة احتجاجا علي سياسة القمع المهني التي لا تزال تمارس في هذا الجهاز الهام وليس انتقاصا من أي مذيع يخلف محمد حسان فقد يكون أفضل منه أو يتفوق عليه وأنا أعرف جيدا أنه لا يهمكم أن ينقص عدد مشاهديكم مشاهد ولكن الإنسان مبدأ وموقف . قال الإمام الشافعي : الناس بالناس ما دام الحياء بهم - والسعد لا شك تارات وهبات وأفضل الناس بين الوري رجل - تُقضي علي يده للناس حاجات لا تمنعن يد المعروف عن أحد - مادمت مقتدراً فالسعد تارات واشكر فضائل صنع الله إذ جَعَلتْ - إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم - وعاش قوم وهم في الناس أموات