استنكر الازهر الشريف الحادث الارهابي الغادر الذي اودي بحياة الابرياء في منفذ طابا والذي راح ضحيتة اربعة سائحين ابرياء واصابة العشرات ..وأضاف في بيان له أمس أن ما حدث عمل إجرامي جبان وخسيس. لا يقره شرع ولا منطق ولا عقل. وأن مثل تلك الأعمال الإرهابية لا تخدم أي مصلحة. وإنما المقصود منها زعزعة الاستقرار في البلاد وإظهار مصر بأنها في حالة فوضي.وطالب وكيل الأزهر قوات الأمن بالتصدي بكل حزم وقوة لمثل هؤلاء المجرمين. وأكدت دار الإفتاء المصرية أن التعرض للسائحين الأجانب الذين يأتون لبلاد المسلمين بالقتل أو بالأذي منكرى عظيم وذنب جسيم» لتعارضه مع مقتضي تأميننا لهم الذي ضمناه لهم بسماحنا لهم بدخول بلادنا بالطرق الشرعية. وكذلك الحال في التعرض لغير المسلمين في بلادهم بالعمليات الانتحارية أو التفجيرية فإنه حرام لا مرية فيه أيضًا» لتعارضه مع مقتضي إعطائهم الأمان من أنفسنا بطلبنا دخول بلادهم بطريقة شرعية.وشددت الدار في أحدث فتاويها علي أن الشرع الشريف أمرنا بالالتزام بالعقود والعهود والمواثيق» فقال تعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ". "المائدة: 1". وروي البخاري أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: "أَرْبَعى مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا. وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خِصْلَةى مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خِصْلَةى مِنَ النِّفَاقِ حَتَّي يَدَعَهَا» إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ. وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ. وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ". وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ" أخرجه الحاكم . وأوضحت الدار في فتواها أن الشرع الشريف توعد أمثال هؤلاء الذين ينقضون عهود الأمان مع مَن أمَّنوهم وأدخلوهم إلي بلادهم أو باستهداف من أمَّنهم المسلمون وأدخلوهم إلي ديارهم بحمل لواء الغدر يوم القيامة. فروي ابن ماجه عن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَي دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْري يَوْمَ الْقِيَامَةِ". أضافت الدار أن هذه الأفعال من كبائر الذنوب» لأنها سفك للدم الحرام وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين التي حرم الله تعالي قتلها إلا بالحق. وقد عظَّم الشرع الشريف دم المسلم ورهَّب ترهيبًا شديدًا من إراقته أو المساس به بلا حق» قال تعالي: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" "النساء: 93". وروي النسائي في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلي مُسْلِمي". كما حرم الله قتل النفس مطلَقًا بغير حق فقال عز وجل: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" "الأنعام: 151". بل جعل الله تعالي قتل النفس - مسلمة أو غير مسلمة- بغير حق قتلا للناس جميعًا. فقال سبحانه: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" "المائدة: 32" .كما أن في هذه الأعمال الغادرة قتلًا للغافلين. وقد روي أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: "لَا يَفْتِكُ الْمُؤْمِنُ. الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ". قال ابن الأثير في النهاية: ¢الْفَتْك أَنْ يَأْتِي الرَّجُل صَاحِبه وَهُوَ غَارّ غَافِل فَيَشُدّ عَلَيْهِ فَيَقْتُلهُ¢ ومعني الحديث أن الإيمان يمنع من الفتك كما يمنع القيد من التصرف» لأنه متضمن للمكر والخديعة. وقوله عليه الصلاة والسلام: "لَا يْفْتِكُ مُؤْمِنى" هو نهي. أو خبر بمعني النهي. كما أكدت الدار أن هذه الأفعال منافية لمقاصد الشرع الكلية موضحة أن الشرع الشريف جاء وأكّد علي وجوب المحافظة علي خمسة أشياء أجمعت كل الملل علي وجوب المحافظة عليها. وهي: الأديان. والنفوس. والعقول. والأعراض. والأموال. وهي ما تسمي بالمقاصد الشرعية الخمسة مشددة أن مثل هذه التفجيرات تَكِرّ علي بعض هذه المقاصد الواجب صيانتها بالبطلان. ومنها مقصد حفظ النفوس» فالمقتول إن كان هو الانتحاري القائم بعملية التفجير الذي يقحم نفسه في الموت إقحامًا بتلغيم نفسه أو نحو ذلك فهو داخل في عموم قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءي فِي الدُّنْيا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ". من ناحية اخري استنكر الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف الحادث الإرهابي الغاشم علي الحافلة السياحية بطابا. مؤكد أن هذا الإرهاب الأعمي يستهدف سفك الدماء وقطع الأرزاق. ويشوه حضارة الإسلام. ويعرض مصالح الوطن العليا لخطر داهم وقال :لا بديل عن تضافر كل القوي الوطنية المخلصة في مواجهته وكشف من يدعمونه أو يوفرون له غطاء ماديًا أو معنويًا أو لوجستيًا. كما أنه لا بديل عن تغليظ العقوبات والأحكام الرادعة. وتطبيق حد الحرابة علي من يعيثون في الأرض فسادًا. تطبيقًا لقوله تعالي: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافي أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَ-لِكَ لَهُمْ خِزْيى فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابى عَظِيمى" "سورة المائدة : 33"