يبدو ان الشعوب العربية والاسلامية مكتوب عليها الفرقة والنزاع الذي افقدها عزها وكرامتها امام البشر حتي وصل الامر في بعض الاحيان - للاسف الشديد - يكون الدم المسلم ارخص من دماء الحيوانات التي تجد من يدافع عنها ويعطف عليها ويرعاها في ان دماء المسلمين تسيل في كل قارات العالم ولا تجد من يتحرك ضميره لهذا الاستهتار بدم ادمي اغتيل ظلما وعدوانا. هذا الوضع السيئ لم يات من فراغ وانما هو حصاد ما اقترفته ايدينا من الذنوب والآثام والفرقة التي جعلتنا لا نكتفي بعدم القدرة علي مواجهة مؤامرات الاعداء بل اننا نعجز عن مواجهة مؤامرات المسلمين والعرب ضد بعضهم البعض. من يتامل خريطة العالم الاسلامي سيجد ان دول الخليج وعلي راسها قطر التي يعد دخل المواطن فيها الاعلي في العالم وعلي النقيض من ذلك نجد أن دولة مثل النيجر - غالبية سكانها من المسلمين - تأتي في مؤخرة خريطة العالم من حيث الدخل مما تسبب في مجاعات وجفاف ولم يتحرك ضمير الأغنياء للمشقة والفقر المدقع الذي يعيش فيه إخوانهم في الدول الفقيرة وتناسوا أن الله خاطب المؤمنين علي أنهم أخوة فإذا بنا أكثر عداوة لبعضنا من بعض أعدائنا. هذا الوضع الذي لا يرضي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم سهل علي الأعداء تنفيذ مخططاتهم في تفتيت المفتت وتمزيق الممزق ووضع خريطة تحول الأمة إلي كونتونات متناحرة بسب الخلافات العرقية والمذهبية وتناسينا جميعا التحذير الإلهي الخالد في قوله تعالي : ¢وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ¢ وهذا التنازع جعلنا ممن قال فيهم رسول رسول الله صلي الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوشك أن تداعي عليكم الأمم من كل أفق كما تداعي الأكلة علي قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت¢. من يقرأ التاريخ في فترات عزة الامة يتحسر علي ما وصل اليه حال الاحفاد بعد الاجداد الذين كانوا يعيشون في عز الاسلام.