أتناول اليوم نقطتين حول موضوعين غاية في الأهمية يتعلقان بالأمن القومي المصري أحسب أنهما لا يغيبان عن أذهان المسئولين في هذا الوطن ولكن من باب الذكري فإنها تنفع المؤمنين . الموضوع الأول يتعلق بالوقاحة الإسرائيلية إذ يصل الأمر بالصلف الأمريكي والوقاحة الإسرائيلية أحيانا إلي حدود يصعب السكوت عندها. ففي الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الاثنين الثالث عشر من يناير الحالي أدلي الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية بحديث إلي جريدة الأخبار كشف فيه النقاب عن عرض أمريكي إسرائيلي بمد حدود غزة داخل منطقة إلي مدينة العريش المصرية في مقابل تنازل السلطة الفلسطينية عن مناطق الضفة الغربية التي بها مستوطنات صهيونية وكأن سيناء هذه أرض بلا أصحاب. العرض رغم أنه قديم من أيام المخلوع حسني مبارك إلا أنه يكشف عن النوايا الخبيثة لدي هذا الكيان الإسرائيلي الذي ليس إلا نبتا كريها في التربة الفلسطينية العربية الطيبة. وعلي القيادة المصرية التعامل معه بجدية وإظهار القوة الحقيقية في مواجهة من تسول له نفسه الاعتداء علي ذرة رمل من أرض مصر. فالإسرائيليون قوم قد درجوا علي الخوف لا الحياء أو الاخلاق. نتمني علي كل مسئول مصري ومن سيأتي إلي سدة الحكم هذا العام ألا يدع مثل هذا الأمر يمر مرور الكرام. وأضعف الإيمان فتح الباب علي مصراعيه لعموم المصريين لمن يريد الاستثمار وتعمير شبه جزيرة سيناء. ولا أدري كيف تجاهل الإعلام التليفزيوني المصري هذا الموضوع فلم يتفضل مذيع ممن دأبوا علي بث بذور الفتنة والكراهية بين عموم الشعب بالانتباه لهذا الموضوع فيقدم لنا حلقة حوارية أو تحليلا رصينا متعمقا حول الطرق والوسائل التي يتم بها ردع إسرائيل عن التفكير بهذا المنطق الغبي والحقير . أما الموضوع الثاني فيتعلق بالتسجيلات التي يذيعها الإعلامي عبد الرحيم علي في برنامجه الصندوق الأسود بصوت من يُسمَّوْن زورا وبهتانا نشطاء سياسيين وهم في الحقيقة ليسوا إلا أعداء مخربين. وأود التأكيد هنا علي نقطة في غاية الأهمية وهي أنه من حق الأجهزة الاستخباراتية أن تسجل وترصد بالصوت والصورة نشاط أولئك الذين يعملون ضد الوطن سواء كانوا من داخله أو خارجه. بل هذا هو واجبها ودورها الحقيقي. وهو دور تلعبه كل الأجهزة الاستخباراتية في العالم بما في ذلك أجهزة الدول التي تتشدق بحقوق الإنسان وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي أبعد ما تكون عنها. ولربما قد تابع الجميع مؤخرا أنباء تنصت المخابرات الأمريكية علي مكالمات المستشارة الألمانية ميركل. ولما انكشف الأمر قال الرئيس أوباما : أي فعل فيه مصلحة أمريكا فهو مباح. نعود إلي موضوعنا وهو تسجيلات برنامج الصندوق الأسود وأتساءل كما يتساءل الكثيرون غيري ماذا تم من إجراءات قانونية مع أولئك الذين اقتحموا مقر مباحث أمن الدولة في مدينة نصر واستولوا علي بعض محتوياته ؟ . خصوصا وأننا سمعنا قول أحدهم لصديقه مفاخرا إنه استولي علي عدد ثلاثة هارد ديسك من المقر. مع العلم بأن الهارد ديسك الواحد يتسع لآلاف المعلومات وهي لا شك معلومات تتضمن أسرارا غاية في الأهمية تتعلق مباشرة بأمن مصر . أين ذهب الرجل بهذه المعلومات ولمن سلمها ؟ . إن الإجابة عن هذه الأسئلة تقود إلي حقيقة الطرف الذي يقف وراء هؤلاء المخربين الذين طفوا علي السطح فجأة ووزعت وسائل الإعلام عليهم ألقابا بسخاء لا يستحقونها من قبيل ثوريين ونشطاء سياسيين فأصبحوا بدون استحقاق نجوما. قال الشافعي : - الدهر يومان ذو أمن وذو خطر والعيش عيشان ذو صفو وذو كدر - أما تري البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصي قاعه الدرر - وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر