أواصل حديثي معكم اليوم حول أزمة الأمة وكيف يمكن علاج الأزمة وكنا عددنا في المقال السابق بعضا من خطوات العلاج التي كان من بينها الاعتصام بالله وتحقيق الايمان ثم تحقيق الاخوة الايمانية ثم اعداد العدة. ونواصل اليوم سرد سبل علاج أزمات الأمة والتي من بينها ضرورة التخلص من الوهن والتزود للآخرة:تقدر علي ذلك. وأنا أقدر علي ذلك. والوهن حب الدنيا وكراهية الموت. يا من تريد الجهاد في سبيل الله. أسألك هل أنت صادق؟ قد تكون صادقا في كلمتك.لكن لست صادقا في إعداد العدة. "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ" "سورة التوبة: من الآية 47". يا أخي أنت ما انتصرت علي نفسك فصليت الفجر. وما انتصرت علي نفسك بين جنبيك فقمت الليل. وما انتصرت علي نفسك فكففت بصرك عن الحرام . وما انتصرت علي نفسك فأكلت الحلال. وما انتصرت علي نفسك فابتعدت عن الحرام. وما انتصرت علي نفسك فلم تسأ إلي إخوانك. و ما انتصرت علي نفسك فأحسنت إلي جيرانك . ولن تنتصر علي نفسك فتقبل ليلة أو يوما رجل أبيك أو رجل أمك فاصدق.. فما أسهل التنظير. وما أيسر الكلمات. وما أيسر الهتافات. اصدق..ورب الكعبة لن تستطيع أن ترفع راية الجهاد في سبيل الله في الميدان بين المشركين والمنافقين. ورب الكعبة لن تستطيع إلاّ إن انتصرت علي نفسك بين جنبيك. فدعك من هذه الأماني الكاذبة واصدق. والله يعلم الصادق من الكاذب فمن منّا ختم القرآن في ثلاث أيّام ماضية مرة واحدة . ومن منّا قام ثلث الليلة الفائتة . و من منّا فكر ألف مرة قبل أن ينطق مرة هل سترضي هذه الكلمة ربّه جل وعلا. أم ستسخط الله جل وعلا عليه واصدق التزود للآخرة. يلي ذلك ضرورة إعداد جيل النصر فهيا ربي نفسك. وربي امرأتك وربي بناتك. وربي أولادك علي القرآن.. علي السنة.. علي العمل.. علي الإبداع.. علي الإبداع في كل المجالات. في مجالات الذرة. في مجالات الكيمياء. في مجالات الجيولوجيا. في مجالات الطب. في مجالات الهندسة. في مجالات الفلك. كل هذا بعد أن تربي ولدك علي القرآن والسنة. علي أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم. فلن ينصر جيل ما زال يقضي الليل أمام المسلسلات الفاجرة والأفلام العاهرة. ومازال يقضي وقت الجمعة في ¢استاد¢ الكرة ثم بعد وقبل هذا كله الثقة المطلقة في نصرة الله جلا وعلا لهذا الدين. وأخيرا يجب علينا أن نثق ثقة مطلقة في نصرة الله لهذا الدين. وهذا هو العنصر الأخيرأمة الإسلام شروق لا غروب. لا أقول ذلك رجما بالغيب. ولا من باب الأحلام الوردية الجاهلة. ولا من باب السياسة الغبية الجاهلة القاصرة. إنّما أقول ذلك من باب الفهم الكامل لآيات الله القرآنية. ولسنن الله الكونية ولسنة سيد البشرية صلي الله عليه وسلم. فأمة الإسلام نامت ومرضت وطال مرضها وطال نومها. لكنها ما ماتت. ولن تموت بإذن الله لا لشيء. إلاّ لأنّ الله قد شرّفها وحمّلها الرسالة الأخيرة لتبلغها لأهل الأرض إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها . فمهما انتفخ الباطل وانتفش كأنّه غالب فإنّه زاهق .ومهما انزوي الحق وضعف كأنّه مغلوب فإنّه ظاهر. قال تعالي: "وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً" "سورة الإسراء: من الآية 81". وقال تعالي: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَي الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقى وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" "سورة الأنبياء: من الآية 18". وقال ربّنا جل وعلا: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ"171" إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ"172" وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"173"" "سورة الصافات: من الآية 171 إلي الآية 173". وقال نبينا صلي الله عليه وسلم: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار. ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين. بعز عزيز أو بذل ذليل. عزاً يعز الله به الإسلام. وذلاً يذل الله به الكفر". وأختم مقالي بهذه الكلمات لمجلة "لودينا الفرنسية" إذ تقول في دراسة استراتيجية حديثة خطيرة: مستقبل نظام العالم سيكون دينيا. وهذا واقع..مستقبل نظام العالم سيكون دينيا.. والنظام الإسلامي سيسود في المرحلة القادمة بالرغم من ضعفه الحالي الظاهر. لأنّه النظام الوحيد الذي يمتلك شمولية هائلة. يعني لأنّه دين الله. يعني لأنّه دين الفطرة. فمعني الحق الذي من أجله خلق الله السموات والأرض. والجنّة والنّار. معني الحق الذي من أجله أنزل الله كل الكتب ولأ جله أرسل كل الرسل .وقبل ذلك. وبعد كل ذلك معنا الله.. معنا الله.. يا لها من معية لو عرفنا قدرها.. ويا لها من معية لو عرفنا جلالها. نريد أن نخطو من اليوم خطوات عملية تقرب الأمة للنصر خطوة. وتبعد الأمة عن الأزمة والذلة والمهانة خطوة. أقسم بالله أخيرا. آثم قلبك إن لم تشهد لدينك هذه الشهادة. بعدما شهدت له بلسانك. فهيا اشهد بلسانك وجلالك وعملك. اللّهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين..اللّهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين.. اللّهم اشفي صدور قوم مؤمنين.