أواصل حديثي اليكم عن أزمة الأمة ودعوني أتساءل ما المخرج؟ أيّها الشباب.. أيّها الأحباب لن أنظّر بعيدا عن الواقع. وإلاّ فما أيسر التنظير . ولن أنظّر للحكام أو للعلماء وإنّما أنظّر لي ولك أيّها الحبيب. لا من أجل التنظير السالب وإنّما من أجل أن نقيم الحجة علينا وعليكم بكلام الله جل وعلا وكلام الصادق رسول الله صلي الله عليه وسلم. لينطلق كل مسلم صادق يحترق قلبه الآن. بصدق ليحول هذا المنهج إلي واقع عملي.. إلي واقع عملي وإلي منهج حياة.المخرج في نقاط محددة أولها الاعتصام بالله وتحقيق الإيمان: تستطيع أن تحقق هذا وأستطيع أن أحقق هذا إن صدقنا الاعتصام بالله وتحقيق الإيمان. قال تعالي: "وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَي وَنِعْمَ النَّصِيرُ" "سورة الحج: من الآية 78".أدين لربّي أنّ الأمة لا تحتاج إلي مال. ولا تحتاج إلي نفط. ولا تحتاج مناخ. ولا تحتاج إلي عقول أو أدمغة. ولا تحتاج إلي موقع بل ولا تحتاج إلي سلاح. إن هي صدقت مع ربّها جل وعلا وعاهدت الله أنّها بدلت ما في استطاعتها. إذ لم يكلفنا ربّنا إلاّ ما نستطيع. فاتقوا الله ما استطعتم. وقال سبحانه: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةي" "سورة الأنفال: من الآية 60" لا تحتاج إلاّ أن نحقق الاعتصام بالله. لا نحتاج إلاّ أن نتعرف علي الله جل وعلا.والاعتصام نوعان: اعتصام بالله. واعتصام بحبل الله.قال ابن القيم: ¢ومدار السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة علي من تمسك بهاتين العصمتين ¢ اعتصام بالله واعتصام بحبل الله. من الذي اعتصم بالله يوم فضيعه؟ من الذي اعتصم بالله يوما فخيبه؟ ولن تستطيع أن تحقق الاعتصام بالله جل وعلا إلاّ إذا عرفت الله بأسماء جلاله. وصفات كماله.وتعبدت لله بمقتضيات هذه الأسماء وتحقيق الإيمان. والإيمان ليس كلمة. ولكنّه قول وتصديق وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا الإيمان.. لن ينصر الله الأمة قط إلاّ إذا حققت هذا الإيمان بالله جل وعلا. يتأكد لنا بحول الله مع كل محنة ومع كل أزمة أنّ الأمة لن تمكن بالمظاهرات. ولن تنصر بالهتافات الساخنة ولا حتي بالخطب الرنانة. بل ولا بحرق الأعلام والماكتات للزعماء والحكام. يتأكد لنا ذلك مع كل أزمة. يتظاهر أهل الأرض لا في بلاد المسلمين. بل في بلاد الشرق والغرب. ومع ذلك ما الذي تغير. وما الذي تحول. ما تغير أي شيء ولن يتغير علي الإطلاق أي شيء. إنّما التغيير الحقيقي أن نرجع إلي الله جل وعلا وأن نحقق الإيمان بالله تبارك وتعالي. وهذا دور كل مسلم ومسلمة وإلاّ فورب الكعبة آثم قلبه..آثم قلبه من يكتم اليوم هذه الشهادة لدين الله جل وعلا. الإيمان الخطوة الأولي علي طريق النصر والتمكين . ما ذلت الأمة وهانت إلاّ يوم أن ضاع الإيمان أو ضعف الإيمان أو رق الإيمان. الإيمان هو الذي حول رعاة الإبل والغنم إلي سادة وقادة لجميع الدول والأمم . الإيمان هو الذي أقام به النبي صلي الله عليه وسلم للإسلام دولة من فتات متناثرة وسط صحراء تموج بالكثر موجا.قال جل وعلا: "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" "سورة الروم: من الآية 47". وقال تعالي: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ" "سورة المنافقون: من الآية 8". وقال تعالي: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" "سورة النور: الآية 55". أكرر الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة. تنظم هذه الشريعة كل شئون الحياة. ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلاّ إذا صحت عقيدتهم.الخطوة الأولي هي تحقيق العقيدة يا شباب. وربّ الكعبة لن نفتح القدس ولن نحرر بغداد. ولن نحرر الشيشان إلاّ بالعقيدة.. إلاّ بالإيمان. إلاّ بالتوحيد. والقوم كما رأيتم لا يحاربوننا إلاّ بعقيدة. الحرب صليبية قذرة. وما أعلنت الحرب علي الإسلام في أي مكان ولا في أي زمان إلاّ بعقيدة نجسة عند القوم . تحرك الشرطي ليذبح المسلم في موسمه بعقيدة. يخرج من بيته وهو يقول: سلك المسلمون طريق الشيطان.دنسوا الأرض. ملؤوها رجسا. فلنعد للأرض خصوبتها. ولنطهرها من تلك الأوساخ. ولنبصق علي القرآن ولنقطع رأس كل من يؤمن بمحمد ويتبع دين الكلاب. ولا يحرك اليهود في فلسطين إلاّ العقيدة. وما حرك الأمريكان إلاّ العقيدة. فضلا عن أسباب أخري لا تنكر. كالأسباب الاقتصادية. والسياسية. والعسكرية وغيرها. العقيدة هي الأصل. الخطوة الأولي أن نعتصم بالله وأن نحقق الإيمان. 2- تحقيق الأخوة الإيمانية: وهل ذلت الأمة وهانت وصارت قصعة مستباحة لكل أمم الأرض. تأتي كل أمة من هنا وهنالك لتنهب من الأرض قطعة. ومن المقدسات مكانا. ومن الشرف شرفا وعرضا إلاّ يوم أن مزقت معني الأخوة. وصار المسلم ينظر إلي أخيه في أرجاء الأرض يعذب وينتهك شرفه وعرضه ويسفك دمه. ويهز كتفيه ويمضي وكأنّ الأمر لا يعنيه مادام آمنا في سربه عنده قوت يومه. والله ما فعل هذا إلاّ يوم أن مزقت معني الأخوة "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةى" "سورة الحجرات: من الآية 10". معني وشراب طهور لن تجد له نظيراً في المناهج الوضعية علي وجه الأرض.فالمؤمنون وإن اختلفت ألوانهم وأجناسهم وأوطانهم. كأغصان متشابكة في دوحة واحدة. كروح واحد حل في أجسام متفرقة.لذا إن وجدت إيمان بلا أخوة. فاعلم أنّه إيمان ناقص وإن وجدت أخوة في الظاهر بلا إيمان. فاعلم بأنّها ليست أخوة الدين وإنّما هي التقاء مصالح وتبادل منافع."إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةى". "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم . مثل الجسد . إذا اشتكي منه عضو. تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي". وأنا إذ أنادي اليوم بوحدة الصف في الأمة. فأنا لا أريدها أبدا وحدة تجمع شتاتا متناقضا علي غير حق وسنة وهدي. فوحدة علي غير الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة تفرق ولا تجمع. وتجرّح ولا تضمد. بل نريدها وحدة علي القرآن والسنة. وإلاّ فما قيمة العرب قبل الإسلام. وما قيمة العرب الآن حينما انحرفوا عن الإسلام.كانوا في أرض الجزيرة لا وزن لهم ولا كرامة. فجاء الإسلام فجعل منهم سادة للأمم وقادة للأمم. وتبعثروا الآن مرة أخري يوم أن انحرفوا من جديد عن منهج الإسلام. ولا كرامة للعرب إلاّ إذا عادوا من جديد للإسلام. ورددوا مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة "سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" "سورة البقرة: من الآية 285". 3- إعداد العدة: أنت تستطيع أن تعد ما تستطيع وما تقدر عليه. وأنا كذلك. إعداد العدة ليست كلمة ترددها الألسنة. ولكنه دين كامل. "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةي" "سورة الأنفال: من الآية 60". في كل ميدان. في كل موقع عمل. في البيوت. في المساجد. في المدارس. في الجامعات. في المصانع. في المتاجر. في المزارع. في الأندية. في كل مكان علي وجه الأرض يجب علينا أن نعد العدة.لا تعلق علي غيرك. ابذل أنت ما كلفت به. وابذلي أنتي يا مسلمة ما كلفت به. "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةي". إعداد إيماني.. إعداد إيماني إذ لا نصرة ولا تمكين إلاّ بالإيمان كما ذكرت.إعداد تعليمي وإعلامي يتفق مع خطر المرحلة وعمق الأزمة التي تعانيها الأمة. والقائمون علي أمور التعليم والإعلام أناس من أمتنا. أفراد منّا نعرفهم. فكن إيجابيا ولا تكن سلبيا. وللحديث بقية العدد القادم بمشيئة الله