الهجوم علي الإسلام ونبيه وحول قيمه ومنهجه وأصوله. ليس ظاهرة جديدة أو يتميز بها هذا العصر دون غيره من العصور. صحيح أن الهجوم يتسم الآن بالشراسة والضراوة. لكن اللافت حقا ليس تصاعد الهجوم وتزايد حدته. ولكن في أن من يقود الحرب الضروس ضده جهات عديدة بعضها ظاهر والبعض الآخر خفي ويتصدرهم غلاة التيار العلماني ومليشيات مشروع إقصاء الأديان عن الحياة وحملة لواء الحرية المطلقة. ومنظمات عالمية اخطبوطية تسعي وراء مصالحها بقوة. وإذا كان الهجوم علي الإسلام لا يتوقف في الغرب الذي يعادي الدين الحنيف لأسباب كثيرة لعل أهمها الخوف من قدرة الإسلام علي تغيير نمط الحياة الغربية. وتحكم الصهيونية العالمية المتنفذة في الرأسمالية الغربية و-لياتها وتمدد قدرتها ونفوذها داخل مؤسسات الفكر والإعلام والدوائر الأمنية والاستخباراتية. واستغلال حالة الجهل بالإسلام وقيمه لبث ونشر الخوف من تعاليمه. فهذا لا يعفينا من مسئولية الدفاع عن الإسلام وثوابته والاجتهاد في تقديم حقائقه للعالم ونشر قيمه ومقاصده للبشرية. غير انه يبقي دائما السؤال المهم: ما هي أساليب الرد الأمثل التي تدفع عن الإسلام ورسوله الكريم الشبهات والاباطيل الظالمة. ولماذا لا نري اثر حقيقي للتحركات التي تقوم بها الهيئات الإسلامية لردع المسيئين. وما هي أسباب الفشل في الدفاع عن الدين الحنيف ورسولنا الكريم. يقول الدكتور محمد عمارة. المفكر الإسلامي المعروف. إن الحملات التي توجه ضد الإسلام ليست عشوائية وانما منظمة ومدروسة علميا وينفق عليها بسخاء. مضيفا اننا مطالبون بالوعي والحكمة وادراك الموقف بابعاده المختلفة واتخاذ كافة السبل التي تمكنا من الرد علي هذه الاساءات دون تفريط في الدفاع عن مقدساتنا ورموزنا الإسلامية.ويري أن عدم وجود الخطط المدروسة علي أسس علمية وغلبة الارتجال والجهود الفردية في الرد علي حملات الهجوم من الأسباب الرئيسية في استمرارها. مشيرا الي أن اغلب ردود الفعل الانفعالية التي تحدث عقب كل اساءة لا تخرج عن الانطلاق لمحاصرة السفارات الدبلوماسية الغربية في بلادنا الإسلامية وتنتهي علي لا شيء.وقال إنه يجب علينا بذل المزيد من الجهود لايضاح حقائق الإسلام وسماحته مع الآخر. بحيث لا تتوقف هذه الجهود ولا تنتظر حملة عدوان جديدة ضد ديننا ونبينا الكريم فيكون تصرفنا دائما منطلقا من رد الفعل ولا يستند الي منظومة علمية متحضرة تأخذ بالاساليب العلمية الحديثة ويشارك في وضعها وتنفيذها جميع ابناء الأمة الإسلامية. ودعا الي قيام دول العالم الإسلامي بالضغط علي كافة المؤسسات السياسية والدينية والتمويلية لإعلان موقفها الرافض لهذه الإساءات. مؤكدا أن النجاح في حضها علي إعلان عدم قبولها الفكري والأدبي والسياسي واستهجانها للاساءات كفيل بالحد من هذه الحملات وربما يؤدي الي وقفها.ولفت الي ان إسرائيل نجحت في إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلي السامية. وحاولت أن تصدر قرارا آخر يجرم من ينكر الهولوكست. مؤكدا أن دول العالم الإسلامي قادرة اذا ملكت ارادتها وبذلت الجهود الحقيقة علي حث الأممالمتحدة ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان علي اصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلي الأديان السماوية الثلاثة. ومنع الإساءة إلي المقدسات الدينية والعدوان عليها.وقال إن تهاون الشعوب والدول الإسلامية في استخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي التي تملكها لاجبار الغرب علي وقف ومنع الإساءة إلي الإسلام ورسوله- صلي الله عليه وسلم- فضلا عن عدم اتخاذها موقف موحد ضد من يتجرأ علي مقدساتنا يغري بعض الدول والمنظمات التي تستهدف أمتنا بالاستمار في التطاول علي الإسلام لتيقنها أن أفعالها المشينة لن تواجه بعقوبات اقتصادية وسياسية وخيمة. ترسيخ منهج الوسطية أكد الدكتور محمد أبو ليلة- أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الأزهر- أن التحديات التي تهدد أمتنا خطيرة وتستوجب من العلماء والفقهاء والمفكرين العمل علي الارتقاء بوعي الأمة وإشاعة الثقافة والاستنارة الحقيقية والفقه الشرعي بين الناس. موضحا أن الدفاع عن الإسلام يتطلب ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال والسعي لتحرير عقلية الإنسان المسلم من الدعوات الفاسدة والمذهبية الضيقة أو الاتجاهات السياسية أو الإقليمية التي لا تؤمن بالموضوعية وتتصادم من ثوابت الأمة ولا يقرها الشرع. ورفض الاستجابة لعوامل الفتنة التي يسعي البعض لبذرها بين شعوب الأمة حتي تبقي ضعيفة مشتتة لا تقوي علي الدفاع ونصرة قضاياها ومقدساتها. وقال إن هناك تيار غالب في الغرب وفي الشرق أيضا يرفع لواء العقل ويتخذه نبيا -له ويحتكم لأهوائه ويخاصم الإسلام والعقائد الإسلامية ويجعلها هدفا -مطلقا لحملاته. مبينا أن التهافت واضح في فكر خصوم الإسلام وتأمل خطابهم وتحليله يكشف عن ضعف حجتهم وينسف كل ما يقولون وينادون به من ضرورة رفض قيم العيب والحرام باعتبارها أساس كل الأديان. ويري أن مجتمعاتنا ابتليت بتيار يرتدي عباءة المعاصرة والحداثة والتنوير ويرفض كل الثوابت ويري أن الهجوم علي الإسلام هو طريقه لفرض سيطرته الفكرية والسياسية ورؤاه علي كل حياتنا لدرجة أنه يتبني أجندة القوي الأجنبية التي تسعي إلي تخريب أمتنا وتشويه جذورها الحضارية والثقافية. مشيرا الي أن عتاة الفكر العلماني المتطرف يروجون كل شبهات ومقولات خصوم الإسلام بداء من ادعاءات اتخاذ المسلمين للغزو والحروب محور لعقيدتهم وأنهم يعيشون -متقوقعين داخل هذه العقيدة وهي سبب فقرهم وجوعهم وتخلفهم.ويقول إن الإصرار علي تبني هذا الخطاب رغم تهافته يكشف بجلاء عن جهل شديد بتعاليم الإسلام وعقائده وقيمه. وتحولهم إلي أداة وأبواق في حرب غير شريفة علي الإسلام تستخدم فيها كل الوسائل بهدف كسب المزيد من المؤيدين وإحداث ثغرات في جدار أمتنا للنفاذ منها وإعمال معاول التخريب. مؤكدا أن الموجة الرائجة الآن في العالم والتي يسعي الكثيرين لركوبها هي الهجوم علي الإسلام وفي مجملها يحكمها منظومة واسعة متعددة ومتشعبة الأطراف والأبعاد تقف خلفها الصهيونية العالمية. وهدفها هو القضاء علي الإسلام وبعد ذلك تتحول وتستدير لمحاربة بقية الأديان وفي هذه الحرب تستخدم جميع - الوسائل. - وكشف عن تطور دعاة الحداثة المتطرفة والتغريب وأنصار العلمانية الفجة في تشويه حقائق الإسلام والاستعانة بالقوي الخارجية تحت لافتات الحوار مع الآخر أو توحيد جبهات المواجهة ضد الإرهاب والفكري الديني المتشدد والمتطرف. موضحا أن الدعم الخارجي غير المسبوق الذي تحصل عليه هذا التيارات سواء في شكل معونات مهولة تقدمها الدول الغربية لأنشطته ومؤسساته المدنية جميعها توظف لخدمة المنظومة التي تستهدف القضاء علي الإسلام ومحاربته. العودة للسماحة ويقول الدكتور نصر فريد واصل. مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء. إن العودة الي تعاليم الإسلام السمحة هي الرد الامثل علي الإساءات التي يتم إلصاقها ظلما وعدوانا بالإسلام ورسوله -صلي الله عليه وسلم-. مضيفا أن الأمة الإسلامية مطالبة بالاقتداء بسيرة الرسول-عليه الصلاة والسلام- ومنهجه الدعوي والتحلي بأخلاقه وصفاته التي تحث علي العدل والإخلاص والأمانة والصدق والعمل. بحيث ينعكس ذلك علي سلوكيات الأفراد والمجتمعات ونسعي بجد لبناء امتنا ونجعلها متقدمة ومتحضرة ومشاركة في السباق الحضاري مع الأمم الأخري وننفي عن انفسنا التخلف والتراجع والتردي العلمي والمعرفي.وطالب بضرورة بذل الجهود الجادة والحقيقية لتفنيد كل الافتراءات التي توجه ضد الإسلام ورسوله الكريم. وقال إن امتنا لم تكن طوال تاريخها معتدية أو مغتصبة وانما كانت أمة دعوة وعلم وخير علي الإنسانية وقدمت مساهمات محترمة حققت الكثير للبشرية.وأعتبر أن الرد الأمثل علي الافتراءات يكون بالفكر ودحض الحجة بالحجة والرأي الرأي. لافتا الي أن حملات الهجوم تعتمد علي منظومة إعلامية غاية في التقدم تحتاج من الأمة ان تدرس تفاصيلها جيدا وتواجهه من خلال منظومة علمية متكاملة يشارك فيها الجميع لانها تقوم علي المحاربة بذات الاساليب التي تستخدم ضدنا. إذ لا ينفع مع هذه الحملات ويحبط اثرها سوي العلم والفكر والاعلام والفن الهادف. وشدد علي أهمية الأعمال الفنية التي تكشف عظمة الإسلام وسماحته. مؤكدا أنه يجب إنتاج أفلام دينية هادفة توضح عظمة الإسلام ورسوله وسيرته. وتترجم بلغات العالم المختلفة ويتم بثها علي الفضائيات والإنترنت. وأيضا تفنيد كافة الادعاءات الباطلة وترجمتها وتقديمها لشعوب العالم بمختلف الوسائل الحديثة. الأن الأمة أهملت هذا الجانب كثيرا ولم تعيره اي اهتمام فضلا عن تأخرها في وسائل الاتصال وتكنولوجيا الإعلام الحديث الذي يستوعب أولويات العقلية الغربية. وأشار الي أن العالم الإسلامي لم يلجأ ابدا الي ملاحقة المخطئين والمسيئين للإسلام من خلال الوسائل الدبلوماسية والقانونية. مشددا علي أهمية حشد دوله للضغط علي الأممالمتحدة من أجل استصدار قانون ينص علي منع ازدراء الأديان السماوية.ودعا الي دعم المؤسسات الدعوية والفكرية التي تقدم الثقافة والفك والعالم الإسلامي. معتبرا أن الأزهر منارة علمية ودعوية ويجب مساندته ودعمه بكافة السبل حتي يستطيع القيام برسالته ويتمكن من تقديم الإسلام في صورته الوسطية السمحة. وحذر الدكتور أحمد فؤاد باشا. المفكر الإسلامي المعروف. من محاولات الخلط بين الإسلام وسلوكيات وتصرفات بعض المسلمين التي تبتعد عن صحيح الدين باعتبارها أكثر المأخذ التي تستغل للطعن في الإسلام. مؤكدا أن الإسلام ومنهجه ومقاصده دين يدعو الي قيم السلام والحرية والعدل والقسط والرحمة والتعاطف والخيرية والفضائل الإنسانية. وينهي عن الظلم والعدوان والبغي والاثم والفحشاء والفجور والفساد والجحود وكل المنكرات.وقال إن أفعال المسلمين ترجع اليهم ولا شأن للإسلام بها. مشيرا الي خطورة وجود اتجاه يسعي الي خلق ظاهرة الخوف والعداء لكل ما هو إسلامي سواء داخل المجتمعات التي تدين بالإسلام أو غيرها من المجتمعات الأجنبية. واستغلال بعض السلوكيات الفردية الخاطئة المنسوبة لاشخاص للطعن في قيم هذا الدين الحنيف لتحقيق مآرب سياسية.وشدد علي أن تمسك المسلمين بهويتهم والاصرار علي الاقتداء واتباع سنة خاتم الرسل - صلي الله عليه وسلم- قولا وعملا. مصداقا لقوله تعالي:¢ ولن تجد لسنة الله تبديلا ¢. أفضل رد علي حملات التطاول والهجوم علي الإسلام وقيمه. وأوضح أن الجهود التي تبذل لا تستوعب العقلية الغربية والاساليب التي تؤثر فيها ولا تعتمد علي استراتيجيات واضحة للتأثير بها. مشيرا الي أنها في أغلبها تنطلق من ثقافة التنديد والاستهجان وبعضها عشوائي وفوضوي وعنيف لا يصب في صالح الإسلام بأي حال بل يظهرنا همجا وعشوائيين ويصب في تأكيد الصورة التي تصورها الأفلام والرسومات المسيئة ويجعلهم يستمرون في التنكيل بنا. ويقول إن الدفاع عن الإسلام يفرض ترتيب الافعال وتنسيق المواقف بين المؤسسات المؤثرة والأحزاب الكبيرة والجماعات المنتشرة في دولنا وفي العالم الخارجي. مؤكدا أن الأزهر هو المؤسسة القادرة علي تقديم صورة حقيقية عن الإسلام ومقاصده ومنهجه وهو ما يستوجب عليه الإسراع باخرج ورقة عمل والدعوة لفعاليات متتابعة تشارك فيها كل المؤسسات وخاصة العاملة في مجال الفكر والثقافة لتقديم خطاب حضاري يليق بالأمة ومكانتها.