* يسأل علي محمد الفولي من الشرقية: انتشرت في بلادنا صناعات متعددة مجهولة الهوية لكن بعض التجار يخدع المشترين ولا يخبرهم بحقيقة البضاعة التي يبيعها مع أنه يصلي ويصوم ويفعل الخير فما حكم الإسلام في امثال هؤلاء؟ * * يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة الأنفال: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون" فمثل هذا التاجر الذي يخدع الناس ويعمل علي غشهم في سبيل الحصول علي كسب وفير هو في الحقيقة انسان خائن لا ضمير له ولا خلق له بل فيه صفة من صفات المنافقين ولا يخفي علينا جزاء المنافقين عند الله عز وجل جاء في صحيح مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان" وقال الفقهاء: الخائن غير أمين ولا ينبغي لأحد من الناس أن يتعامل معه وينبغي التشهير به حتي لا يخدع الناس بتعاملهم معه. ويكفي أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أبعده عن زمرة المسلمين لأن الإسلام سلام وأمان والخائن لا أمن ولا أمان له في التعامل معه لأنه انسان مخادع. جاء في صحيح مسلم أن سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". المشتري إذا اشتري شيئا ثم تبين ان البائع قد خدعه في الثمن أو في نوع السلعة أو صناعتها ثم تبين العكس فللمشتري أن يرد المبيع إلي البائع لأنه ائتمنه حينما اشتري منه وكان الواجب علي البائع أن يكون أمينا لكنه خان وغش وخدع وكذب فيكون ربحه حراما ومن يأكل حراما لن يتقبل الله منه صلاة ولا صوما ولا زكاة ولا حجا والبائع هنا يكون مخالفا لما جاء في قوله تعالي: "يا أيها الدين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" وأمثال هؤلاء التجار يجب علي المسئولين أن يحاسبوهم وأن يوقعوا عليهم عقابا شديدا وعلي المسئولين بالجمارك ورجال الرقابة الصناعية أن يتخذوا الاجراءات القانونية ضد الغشاشين الكذابين المنافقين وذلك يتطلب الاستعانة بذوي الخبرة من أهل الصناعات وغيرها وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "استعينوا علي كل صنعة بصالح أهلها".