يسأل حمادة الأسيوطي من منطقة ميامي بالاسكندرية: ما حكم الدين في الاتجار في السلع المهربة من الجمارك؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر الشريف: ان الله سبحانه وتعالي بين لنا الحلال ودعانا إليه وبين لنا الحرام وحذرنا منه وأمرنا ان نأكل من الحلال الطيب ونتعفف عن الخبيث الحرام فقد روي الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال "إن الله طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله تعالي أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً" وقال "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" وذكرالرجل يخرج من بيته أشعث أغبر يقول لبيك اللهم لبيك ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك" والمؤمن يتحري الحلال في كل أموره ولا يقترب من الحرام ولا مما فيه شبهة حرام.. فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعي حول الحمي يوشك ان يرتع فيه ألا وان لكل ملك حمي الا وان حمي الله محارمه ألا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" رواه البخاري ومسلم. نقول ان الضريبة الجمركية حق الأمة وهي تعتبر من المال العام الذي هو ملك للشعب فاذا تهرب من هذا الحق انسان فكأنه أكل أموال الناس بالباطل وقد نهانا الله عن ذلك قال الله تعالي "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون" البقرة. فالتهرب من الضريبة الجمركية هو أكل لأموال الناس بالباطل والتاجر الذي يتناول هذه البضائع بالبيع والاتجار فيها هو شريك في هذه الحرمة لانه يعين السارق لهذا المال وآثم علي هذا العمل غير المشروع.. فان القناعة بالرزق الطيب ولو كان قليلاً خير من الكثير الخبيث والقناعة كنز لا يفني. * يسأل حلمي السوهاجي "رجل أعمال": هل نبالغ في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم.. وكيف نعبر عن حبنا لنبينا.. وما حكم من يكذب علي النبي؟ ** يجيب: مدح الرسول أمر مشروع ومطلوب لأن ذلك دليل علي حبه وحب النبي واجب فاذا كان الحق سبحانه وتعالي قد مدحه فكيف لا نمدحه؟ يقول سبحانه وتعالي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ويقول سبحانه "وإنك لعلي خلق عظيم". وقد مدح الرسول نفسه بما يؤكد صدقه في رسالته وليس للفخر يقول "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر" أما الكذب علي الرسول فهذا ممنوع ومرفوض فلا نمدحه بشيء لم يصدر عنه أو ليس موجودا فيه يقول النبي: "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ومعلوم ان شدة الحب قد تعمي وتصم عن الحق وقد تجر الانسان إلي وصفه بما لا يجوز أن يوصف به ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام "لا تطروني كما أطرت النصاري عيسي ابن مريم. فانما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله" ويقول عليه الصلاة والسلام "من أحبني فليستن بسنتي" .