يسأل إيهاب أحمد ليلة ما رأي الدين فيمن يكتبون "بسم الله الرحمن الرحيم" وبعض الآيات القرآنية علي قبور الموتي وهل كان هذا التقليد معروفاً في عصور الإسلام الأولي؟ أرجو بيان ذلك علي ضوء ما ذهب إليه الأئمة الأربعة. روي النسائي عن جابر رضي الله عنه قال: "نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبني علي القبر. أو يزاد عليه. أو يجصص أو يكتب عله "وروي الترمذي" وصححه بلفظ نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن تجصص القبور. وأن يكتب عليها. وأن يبني عليها وأن توطأ أي تداس.. وفي هذين الحديثين دلالة صريحة علي تحريم الكتابة علي القبور. وعلي الأخص إذا كانت قرآناً. وقد استثني بعض العلماء رسم اسم المتوفي تجردا عن الزخرفة قياساً علي ما فعله النبي صلي الله عليه وسلم حيث وضع الحجر علي قبر عثمان ابن مظعون ليفرق به. روي أبو داود عن المطلب بن عبدالله قال: لما مات عثمان ابن مظعون خرج بجنازته فدفن. فأمر النبي صلي الله عليه وسلم : رجلاً أن يأتي بحجر فلم يستطع حمله. فقام إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه ثم حملها "أي الصخرة" فوضعها عند رأسه. وقال أعلم بها قبر أخي. وادفن إليه من مات من أهلي "والحديث يشير إلي جواز جعل علامة علي قبر الميت كنصب حجر أو نحوه. وفيه أيضاً استحباب دفن الموتي من الأقارب في أماكن متقاربة. لأنه أيسر لزيارتهم والترحم عليهم. ولهذا ذهب المالكية إلي أن الكتابة علي القبر: ان كانت قرآناً حرمت. وإن كانت لبيان اسمه أو تاريخ موته. فهي مكروهة وذهب الشافعية إلي أن الكتابة علي القبر مكروهة سواء أكانت قرآناً أم غيره. إلا إذا كان قبر عالم. أو صالح فيندب كتابة اسمه. ليعرف به. وذهب الحنفية إلي أن الكتابة أعلي القبر مكروهة تحريماً. إلا إذا خيف ذهاب أثره. فلا يكره كتابة اسمه وقالت الحنابلة: تكره الكتابة علي القبور مطلقاً من غير تفصيل بين عالم وغيره ويتضح مما ذكر أن الكتابة علي القبور لم تكن معروفة في الصدر الأول للإسلام.