استقرار نسبي بأسعار اللحوم في أسوان صباح 22 نوفمبر 2025    أسوان – أسعار الحديد تسجّل تراجعًا جزئيًا صباح 22 نوفمبر 2025    أمريكا تسجل أول حالة وفاة بسبب سلالة نادرة من إنفلونزا الطيور    دميترييف: خطة واشنطن للسلام تهدف لوقف خسائر أوكرانيا    منافسات قوية في دوري المدارس    ليفربول في ورطة.. عقد صلاح يقترب من نهايته والعروض السعودية تضغط بقوة!    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    محاكمة رمضان صبحى فى قضية تزوير محررات رسمية.. اليوم    تحذير من الأرصاد: شبورة كثيفة تصل لحد الضباب وتخفض الرؤية على الطرق الرئيسية    تخفي وراءها أمراضا قاتلة، خبراء أعصاب يحذرون من مخاطر نوبات الضحك غير الطبيعية    استقرار مؤقت ل أسعار الذهب اليوم 22 نوفمبر في سوق الصاغة.. تفاصيل    عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    دافع عن خطيبته من متحرش.. فشوه المتهم وجهه وجسده بساطور    تعريفة ثابتة ولون موحد للمركبات البديلة للتوك توك قريبًا.. تفاصيل    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    انخفاض كبير بأسعار الفراخ إلى 56 جنيهًا للكيلو ومنتجي الدواجن يطالبون بوقف استيراد المجمد    سارة الشامي بفستان كلاسيكي أنيق في ختام مهرجان القاهرة السينمائي    الكشف الطبي على 5 أطفال في واقعة التعدي عليهم داخل مدرسة دولية بالسلام    ضباب وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تحذر من الساعات المقبلة    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    بعد تصديق الرئيس.. تعديلات قانون الإجراءات الجنائية نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان    برنامج «دولة التلاوة» يعيد لمة العيلة المصرية على شاشة واحدة    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    بيسكوف: مستوى اتصالات التسوية بين موسكو وواشنطن لم يحدد بعد    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    رئيس المدينة اكتشفه بالصدفة، هبوط أرضي مفاجئ أمام مستشفى ميت سلسيل بالدقهلية (صور)    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    التوقعات السامة| خبيرة أسرية توضح كيف تحول الزواج لعبء على المرأة    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    الصورة الأولى لعروس المنوفية التي لقيت مصرعها داخل سيارة سيارة الزفاف    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي مؤقتا بفوز ساحق على نيس    ترامب: نعمل مع لبنان لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ونمارس ضغوطًا لنزع سلاح حماس    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    نصر عبده: إعادة الانتخابات تصحح الصورة الدولية.. ومصر تأتي ببرلمان يريده الشعب    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    البابا تواضروس الثاني يلتقي مقرري اللجان المجمعية    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة ¢الشهاوي¢ ..أمل الإصلاح للطرق ¢الصوفية¢
التبرّك بالأضرحة .. الاختلاط .. تقبيل الأيادي .. ممارسات محرّمة
نشر في عقيدتي يوم 26 - 11 - 2013

أصدر الشيخ محمد الشهاوي- شيخ الطريقة البرهامية الشهاوية. رئيس منظمة المجلس الصوفي العالمي-پوثيقةپپ¢الصوفية والتصوف ودستورها¢ وتوجه بها الي جميع مشايخ وقادة الطرق الصوفية وعلماء الاسلام بجميع دول العالم العربي والاسلامي دون استثناء. مطالباً إياهم بضرورة تنقية الصوفية مما علق بها من شوائب وإعادتها الي الطريق الصحيح باعتبارها المنهج الوسطي المعتدل الذي يُعبّر عن الإسلام الحنيف بسماحته ووسطيته. انتقد ¢الشهاوي¢ في وثيقته الكثير من الممارسات الصوفية واصفاً إياها بالمخالفة لأحكام الشريعة. وفيما يلي نتعرف منه علي بنود تلك الوثيقة. ودوافع صدورها.
* ما السبب الحقيقي وراء إصدارك تلك الوثيقة؟
* * السبب الحقيقي هو ما تشهده مصر من مرحلة انتقالية صعبة بعد ثورة 25 يناير وما يجري علي الساحة من تقاطع خطوط الاتصال بين التيارات الاسلامية من صوفية وسلفية وإخوان مسلمين وجماعات اسلامية وكذا تيارات ليبرالية وعلمانية. الأمر الذي أوجد خلافات حادة يري البعض أنها قد تصل الي حد الحرب الأهلية - لاقدر الله - إلا أن هناك محاولات طيبة تحاول لم الشمل ووقف زعزعة الصف وإتاحة الفرصة لصوت العقل كي يسود هذا الموقف.لذا كانت هذه الوثيقة المقترحة التي تعمل علي نبذ الخلافات ووقف الفتن ووأدها.
وجاء في مقدمتها: الصوفية والتصوف وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا. وإنما هي أحد أركان الدين الثلاثة "الإسلام. الإيمان. الإحسان" فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام. وعلم العقيدة بالإيمان. فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان "وهو أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إليپالله. أي الوصول إلي معرفته والعلم به. وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات. وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة. وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يستمد أصوله وفروعه منپالقرآنپوالسنة النبويةپواجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص. فجعلوه علما سموه بعلم التصوف. أو علم التزكية. أو علم الأخلاق. فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده.
والخلق الحسن كما قال عنه الرسول الكريم : ¢إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق¢ فمن مكارم الأخلاق الإيثار والإخلاص والوفاء بالعهد والأمانة وعدم اللصوصية.
ولا أحسب مسلما صادق الإيمان يعتلج حبه بالتقوي لا أحسبه يكون مذبذبا بين غدر ووفاء أو خيانة وأمانة. فالمسلم الحق أبعد ما يكون من الذبذبة لأنه ربي نفسه علي خصال حميدة تجعله قدوة لغيره يحذون حذوه ويسيرون علي منهجه ويقتفون أثره.
* وهل تقدمت بتلك الوثيقة الي اي جهة رسمية؟
* * بالفعل تقدمت بها الي فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب باعتباره شيخ الأزهر الشريف الذي هو مرجعية دينية للمسلمين جميعا ليس في مصر وحدها بل العالم الإسلامي كله. لكن للأسف الشديد لم يهتم بها الاهتمام الكافي وحوّلها الي مستشاره د.محمد مهنا ولم تلق اهتماما! وها انا ذا أتقدم بها من خلالكم الي كل المسئولين والمهتمين خاصة مشايخ ومريدي واتباع الطرق الصوفية لتطبيقها وتنفيذ ما جاء فيها لخير الصوفية والمتصوفة.
* وما هي تحفظاتك علي الصوفية المعاصرة؟
* * لنا تحفظات محددة تخص الصوفية والمتصوفة بأن نلزم علماء ومشايخ الصوفية بأن تنقي الشوائب العالقة بالتصوف كتصوف وليس كمتصوفة لأن المتصوفة أدخلوا بعض الشوائب التي تخالف أحكام الشريعة الاسلامية. ونلزم القائمين علي الطرق الصوفية - العمل بجدية وفورا بمنع الممارسات المخالفة بأي شكل من الأشكال حتي لا يُساء الي الصوفية والاسلام منهم براء. والالتزام بأحكام الشريعة الاسلامية بكل دقة وعمق .
هذه رسالتنا نطلقها الي جميع المنتمين الي الطرق الصوفية بجميع دول العالم العربي والاسلامي دون استثناء لتطبيق ما جاء فيها بدقة وعمقپمراعاة لله سبحانه وتعالي.
ممارسات خاطئة
* وما هي المحظورات أو الأمور التي يجب تجنبها وأوردتها في وثيقتك؟
* * المحظورات: أولا يجب اللجوء في الدعاء مباشرة لله - سبحانه وتعالي - قال تعالي : "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" دون غيره من بشر أو خلافه.أما الممنوعات: فممنوع منعا باتا تقبيل يد أي انسان "بقصد التبرك" أيا كانت درجته. وعلي أصحاب السماحة مشايخ الطرق الصوفية تطبيق هذا المبدأ.
- لا يجوز مطلقا وبأي شكل من الأشكال اختلاط النساء بالرجال في حلقات الذكر أو في احتفالات الموالد فهي محرمة شرعا ومحظورة كمبدأ من مبادئ الصوفية. -زيارة الأضرحة: لايجوز تلمس الأضرحة ومشتملاتها تحت دعوة التبرك فهو محرم شرعا.
وقراءة الفاتحة أو بعض آيات من القرآن الكريم جائز تلاوته وإهداؤه الي صاحب الضريح للانتفاع به.
- حلقات الذكر: لا يجوز التراقص ولا التمايل وعدم استخدام الآلات الموسيقية كالمزمار بما فيها من جميع الآلات الموسيقية والذاكر يؤدي الذكر بصوت خاشع وبأدب جم مثل تأدية الصلاة كما بنفس أداء الصلاة "قياما أو جلوسا " فهذا من شروط الذكر بوصفه عمدة الطريق عنده وعند الصوفية.- وكذا الاهتمام بالنظافة وإزالة الرائحة الكريهة. فقد قال صلي الله عليه وسلم: ¢من أكل ثوما أو بصلاً فليعتزلنا. أو فليعتزل مسجدنا¢ رواه البخاري ومسلم.
اضافة اليپهذه الشروط الستة المتمثلة في: طهارة القلب. والتفرد في الخلاء. والوضوء. والإخلاص. واستقبال البيت. قوله تعالي: -وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ- وقوله تعالي: -إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"
فالذكر كما حدده رسولنا الكريم - صلي اله عليه وسلم - للذاكر عند أداء الذكر هو أن يغمض عينيه ويذكر رافعا صوته.
تذكر المصادر التاريخية أن علياً بن أبي طالب جاء الي النبي صلي الله عليه وسلم پپيوما فقال له النبي: يا علي. عليك بمداومة ذكر الله في الخلوات. فقال له علي : هذه فضيلة الذكر وكل الناس يذكرون. فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم : ¢ياعلي لا تقوم الساعة وعلي وجه الأرض من يقول: الله. فقال علي : كيف أذكر يا رسول الله؟ قال :¢أغمض عينيك واسمع مني ثلاث مرات. ثم قل أنت ثلاث مرات. وأنا أسمع. فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ¢ لا إله إلا الله ثلاث مرات مغمضا عينيه. رافعا صوته. وعلي يسمع : ثم قال علي: لا إله إلا الله. ثلاث مرات مغمضا عينيه. رافعا صوته. والنبي صلي الله عليه وسلم يسمع.
فالذكر كما حدده رسولنا الكريم - صلي اله عليه وسلم - للذاكر عند أداء الذكر هو أن يغمض عينيه ويذكر رافعا صوته. قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم:پ¢إنپلله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهلپالذكرپفإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إليپحاجتكم¢.
المنهج الصوفي
* والي أي شيء استندت في إصدار وثيقتك تلك؟
* * استندت الي دستور الصوفية كما وصفه الله تعالي : ¢ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ¢ وما بلغ الرسول صلي الله عليه وسلم دعوته الي الناس إلا برحمته : ¢ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ¢ وقال صلي الله عليه وسلم: ¢المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وادون وإن بعدت منازلهم وأبدانهم¢.
فمنهج الصوفية : القرآن والسنة. فالتصوف فرع من الجذور الاسلامية القائمة علي الكتاب والسنة.
هذا هو دستور كل من ينتمون الي الصوفية والتصوف. وثيقة الصوفية والتصوف. تقوم علي معرفة كلمة "التصوف" أولاً والتي تعني العمل علي تطهير النفس من الصفات المذمومة. وهذا هو لب الإسلام وجوهره. وكلمة "التصوف" ككلمة "التزكية" الواردة في القرآن كلاهما بمعني واحد. وعلي هذا فكل مسلم صادق في إسلامه مستجيب لأوامر الله الواردة في كتابه. لابدَّ أن يكون متصوفاً أو بتعبير آخر مهتماً بتزكية نفسه
الصوفية المنضبطة بالكتاب والسنة لبّ الإسلام وجوهره.پ
الصوفية هي نبات طيب في الأرض الصوفية الطيبة. الأرض العريقة والعتيقة الأصيلة التي توجد منذ قرون وبالتحديد منذ زمن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
فالتصوف فرع من الجذور الاسلامية القائمة علي الكتاب والسنة .وهذا التصوف تحدث فيه الكثيرون من رجال الصوفية وأهل المحبة في الله التصوف الذي هو منهج للوصول الي الله و تحقيق مقام الاحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة وهي: الاسلام والايمان والاحسان.. ونقصد بالاحسان من خلال تعريف جدنا وقدوتنا سيدنا محمد صلي الله علية و سلم "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ويرجع أصل الصوفية إلي عهد رسول اللهپمحمد بن عبد اللهپصلي الله عليه وسلم عندما كان يخصّ كلا من الصحابة بورد يتفق مع درجته وأحواله:
- أما الصحابيپعلي بن أبي طالب. فقد أخذ من النبي الذكر بالنفي والإثبات وهو "لا إله إلا الله"
- وأما الصحابيپأبو بكر الصديق. فقد أخذ عنه الذكر بالاسم المفرد "الله".
ان التصوف علم و عمل و اجتهادپپفي العبادات وابتعاد عن المحرمات وهو تربية النفس وتهذيبها وصفاء القلب وتطهيره من الشوائب والاخلاق السيئة.
التصوف طريقة حسنة ومنهج في التربية والتزكية والتخلية والتحلية والأذكار والمداومة عليها بالأوراد والعهد مع الله باتقائه في السر والعلن.
ووثيقة الصوفية أساسها: الخلق الحسن الذي نربي عليه النفس من فضيلة وحق وحب للمعروف وحب للجميل وكراهية للقبيح والرغبة في الخير حتي يصبح ذلك طبعا فيها فتصدرعنها الأفعال الجميلة بسهولة دون تكلف فنكون بها عنوانا للحب والحلم والأناه والصبر والإيثار والكرم والشجاعة والعدل والإحسان وغيرها. من هو صاحب الخلق الحسن أي علامته؟ قالوا لنا: أن يكون كثير الحب. قليل الأذي. كثير الإصلاح. صدوق اللسان. قليل الكلام. كثير العمل. قليل الزلل. قليل الفضول. برا وصولا. وقورا. صبورا. شكورا راضيا حليما. وفيا عفيفا. لا لعانا ولا سبابا. ولا نماما ولا مغتابا. ولا عجولا ولا حقودا. ولا بخيلا ولا حسودا. بشاشا هشاشا يحب في الله ويرضي في الله وقال الرسول الكريم : ¢إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق¢ فمن مكارم الأخلاق الإيثار والإخلاص والوفاء بالعهد والأمانة وعدم اللصوصية.
آداب المجلس
* لمجالس الذكر والدين هنالك آداب وأخلاق يجب أن يتحلي بها الجالس. فما هي آداب المجلس الديني والإيماني؟
* * إن لمجالس الذكر التي يغشاها الصالحون آدابا ينبغي المحافظة عليها. ومنها:
1- إفساح المكان للداخل إن كان بالمجلس ضيف. قال تعالي: ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ¢ "المجادلة:11"
2- ألا يقيم الداخل أحدا من مجلسه ليجلس فيه. فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر. ولكن تفسحوا وتوسعوا. رواه البخاري. وإذا قام الجالس لغرض ثم أراد الرجوع لمكانه فينبغي أن يُترك له. فقد قال صلي الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به. رواه مسلم
3- أن يجلس الداخل حيث انتهي به المجلس. فيجلس الداخل في المكان الخالي وليس له أن يزاحم الجالسين في أماكنهم.
4- ألا يفرق بين اثنين متجاورين لا فرجة إلا بإذنهما. فقد قال صلي الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما. رواه أبو داود والترمذي.
5- ألا يجلس وسط الحلقة إذا كان المجلس علي شكل حلقة. فقد قعد رجل وسط حلقة فقال حذيفة: ملعون.. علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم أو لعن الله "هذا الشك من الراوي" علي لسان محمد صلي الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
6- مراعاة آداب الحديث بأن ينصت إذا تكلم أخوه. وأن ينتقي الكلام الطيب. وألا يظهر أخاه في صورة الجاهل البليد. وألا يجادل جدالا منهيا عنه ونحو ذلك. فقد قال صلي الله عليه وسلم: والكلمة الطيبة صدقة. رواه مسلم.
- أن يذكروا اسم الله تعالي في مجلسهم ويُصلّوا علي نبيهم. فقد قال صلي الله عليه وسلم: ¢ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار. وكان لهم حسرة¢ رواه أبو داود . وقال أيضا: ¢ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالي فيه ولم يُصلّوا علي نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة. فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم¢ رواه الترمذي وقال: حديث حسن. ومعني ترة أي نقص أو تبعة من الله عليهم.
8- أن يذكروا كفارة المجلس عند الانصراف. فقد قال صلي الله عليه وسلم: ¢من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه أي لغوه وكلامه فيما لا يعنيه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك. أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك¢ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.هذه طائفة من آداب المجلس نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا بها.
الدور الصوفي
* وما هو دور الطرق الصوفية في هذا المقام؟
* * دور الطرق الصوفيةپپكبير وعظيم ويكفي أنها ساهمت بقدر كبير بل رئيسي في نشر الاسلام. فكان لرجال الطرق الصوفية وعلماء الصوفية دور أساسي في نشر الاسلام في معظم دول العالم وذلك لأن الصوفية تمثل وسطية الاسلامپپفإنَّ كلّ دعوة ورسالة بحاجة إلي العاطفة الإنسانية الناجمة عن أجواء الاضطهاد عندما يري الناس أعداء الدعوة وهم يضطهدون أتباعها ودعاتها. تماماً كما هي بحاجة إلي أجواء التأييد في موقع الحركة التي تواجه التحدي المضادّ بقوّة وصلابة وثبات. فتلتقي بالفكر الذي يستجيب لها لينضمَّ إليها.
وهذا هو الذي ينطلق فيه الرسل ليستفيدوا منه علي مستوي حاضر الدعوة ومستقبلها في وعي النّاس وحركة الحياة. بين أسلوب الرفق ومنطق المواجهة.
لذا فإن الصوفية وجميع طرقها مغروسة بقوة في التربة الدينية وفي وجدان الشعب المصري. ولعل هذا المضمون السمح والمعدن الأصيل الذي إكتسبته الصوفية منذ أزمان بعيدة. ربما بعد ظهور الإسلام بسنوات لم تكن طويلة. كل هذا أضفي علي الصوفية ورجالها مصداقية الدعوة والقدوة الصالحة. لذا إلتف حولها ولاة الأمور قديما وحديثا.
فقديما كان خلفاء المسلمين يستشيرون الصوفية ورعاياها الأول من أمثال الحسن البصري وذا النون المصري وعباد الطالقاني وسفيان الثوري ورابعة العدوية وابو يزيد البسطامي وأبو السعود الجارحي وابن عطاء السكندري والطرطوشي والشعراني والبدوي والدسوقي وغيرهم كثير مما لا تستطيع هذه السطور حصرهم وعدهم.
المهم أن التصوف أضفي علي المجتمع الكثير من الأشياء الإيجابية من خلال إستشارة الحاكم لعلماء الصوفية الذين لم يبخلوا بالنصح وتقديم الموعظة الحسنة فسعد المجتمع لوجود بطانة خير تعين الحاكم علي قضاء مصالح البلاد والعباد.
المتصوفپپلا يترنح أمام المغريات لا .. لأن من ورائها فائدة . فالفائدة الدنيوية قلت أم كثرت فهي إلي زوال وهي كذلك سحت ليس فيها بركة ولن تخالطها بركة لأنها جاءت علي حساب الأخلاق التي يجب أن يتحلي بها المؤمن. وأي شئ يجئ علي حساب الأخلاق التي هي جزء لا يتجزأ من الإيمان- هو مرفوض شكلا وموضوعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.