أسر لي أحد الأصدقاء من شيوخ المعاهد الأزهرية الكبري الذي طلب عدم ذكر اسمه حتي لا يحال الي التحقيق - أن واقع تحفيظ القرآن الكريم في المعاهد الأزهرية أليم جدا لدرجة أنهم أي شيخ المعهد بالاشتراك مع المدرسين وأولياء الأمور - يستأجرون شيوخا من خارج المعهد ليكملوا النقص الحاد في عدد محفظي القرآن الكريم في الأزهر قلعة القرآن ومنارته في العالم الإسلامي سألته : لماذا لا تقومون بسد هذا العجز الحاد الذي جعل معهداً كبيراً مثل معهد شبرا الخيمة يقوم ست مدرسين فقط لا غير بتحفيظ أحوالي 1300 طالب في المرحلتين الإعدادية الثانوية أي أن نصيب كل مدرس حوالي 420 طالباً لو استطاع حفظ أسماءهم لأصبح بطلا وذا ذاكرة فولاذية فما بالنا اذا كان مطالبا بتحفيظ عدد من الأجزاء القرآنية لكل منهم خلال العام الدراسي جاءني الرد غريبا حيث أكد لي انه لا توجد تعيينات أو درجات يمكن تعيين محفظين أو مدرسين للقرآن عليها ولهذا تم اللجوء الي استئجار محفظين من الخارج لسد العجز الكبير في المحفظين رجعت بي الذاكرة الي ما كان يكرره باستمرار الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل انه ليس بأزهري من لا يحفظ القرآن لأنه يكون أشبه بمن يدخل المعركة وليس معه سلاح فكيف ينتصر فيه وكيف يثق فيه المصلون عندما يرونه يخطئ ويلحن في القرآن وهو المفترض انه يصحح لهم الخطأ في القراءة وقديما قالوا ¢ فاقد الشئ لا يعطيه ¢ استوقفني هذا الأمر وربطته بما يؤكده ويصر عليه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من عدم صعود المنابر أو تحفيظ القرآن في المساجد إلا لخريجي جامعة الأزهر الذين للأسف كثير منهم يتأخر تخرجه سنة او سنوات لرسوبه المستمر في القرآن الذي أصبح ¢ عقدة الأزهريين ¢ وقد وصلت الجرأة عليه وعدم مراعاة حرمته لدي بعض الطلبة والطالبات الي احتراف الغش فيه حتي ولو وصل الأمر الي الدخول لمصحف الي الخلاء لغش الآيات المطلوبة في الامتحان أثناء الوجود في دورة المياه التي يعد الذهاب إليها الحجة الدائمة للبليد في كل عصر أنا بدوري اسأل معالي الوزير الصديق : أبحث لنا عن حل لهذا المرض العضال ولا تأخذكم الهواجس الأمنية والسياسية إلي معالجة المشكلة بمشكلة اكبر . ولذا لابد من قيام مسئولي الأزهر باستثناء محفظي القرآن في التعيينات بأي وسيلة ولا داعي للحجة الدائمة :¢ لا توجد درجات وليس في الإمكان أبدع مما كان ونحن عبد المأمور ¢ يا سادة: القرآن يحتضر في المكان الذي يجب أن يكون مصدر إشعاع له الي كل مصر والعالمين العربي والإسلامي فلا تلومون أبناء العالم الإسلامي عندما يتجهون الي جامعات ومعاهد أخري في العالم الإسلامي اذا تخلي الأزهر عن دوره الأساسي في إجادة وإتقان القرآن كلمات باقية : قال الله تعالي ¢ ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ¢ آية 125 سورة النحل .