لو عدنا إلي صفحات التاريخ وقبل أي تقدم حضاري وقبل ظهور أي مواثيق أو معاهدات أو إقرار أي دستور تسير عليه البلاد لوجدنا أن أول وثيقة أبرمها رسول الله صلي الله عليه وسلم في التاريخ تقضي بالوحدة الوطنية والتحالف والتأذر والتي عرفت باسم صحيفة المدنية.. هذه الصحيفة التي تبين أن الألفة بين الجماعات المختلفة علي أرض واحدة هي حجر الأساس في بناء الوطن وهي السبيل إلي بناء مستقبل قوي يتمتع به أبناء الوطن.. هذه الصحيفة التي أرست أسمي القواعد وهي كرامة النفس مطلق النفس الانسانية وحرية العقيدة والتعايش السلمي والإخاء الانساني.. وإذا نظرنا لمجتمع المدنية حينما دخله رسول الله صلي الله عليه وسلم وجد المدنية مزيجا إنسانيا متنوعا من حيث الاعتقاد والانتماء والتعايش وغير ذلك. ومضي بهم صلي الله عليه وسلم يرسم منهج الوحدة ويضع أسس التآخي وينظم المجتمع في وحدة الصف وحدة لا تعرف تفرقة بين جنس وجنس ولا بين لون ولون ولا بين طبقة وأخري.. وهذا الذي نحن في أمس الحاجة إليه اليوم كلي نستطيع أن نقف في وجه الفتنة الداخلية منها والخارجية.. فهيا بنا نهاجر من الجهل إلي العلم ومن الكبر إلي التواضع ومن السلبية إلي الايجابية ومن الأنانية إلي التعاون والإيثار. ومن الكراهية الي المحبة ومن حب الذات الي حب الغير. ومن الأنا إلي نفي الذات. ومن سناسف الأمور إلي معاليها ومن التنطع والتشدد رلي الاعتدال ومن الترود الي الثبات ومن الجبن الي الشجاعة ومن ضيق الصدر إلي سعة الأفق ومن شؤم المعصية الي لذة الايمان. ومن الشدة والقسوة الي الرفق واللين. ومن السلبية الي المشاركة والايجابية ومن الأقوال للأفعال ومن الشجا الي حسن الجوار ومن القطيعة الي الوصال ومن الانتقام الي العفو ومن الكدر الي الصفاء والنقاء ومن الانتصار للنفس الي الاذعان للحق. ومن الرزيلة للفضيلة ومن القبيح للحسن. ومن الجفاء للوفاء ومن الشقاق والنفاق الي الوحدة وحسن الأخلاق. ومن الضلالة الي الهدي ومن العوج الي الاستقامة. ومن الجور للعدل والانصاف ومن اليأس للرجاء ومن التقاعس للعمل ومن التواكل للتوكل ومن اتباع الهوي الي التجرد لله ومن إرضاء الناس الي ارضاء الله. ومن ارضاء الناس الي ارضاء الله. ومن مراقبة العباد الي مراقبة رب العباد ومن الصفات الوحشية الي معاني الآدمية. ومن الذل والمهانة الي العزة والكرامة ومن المواقف النظرية الي الخطوات العملية ومن الاستماع للتطبيق.. وكل عام والأمة الاسلامية بخير. * وختاماً: قال تعالي : "والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" الحشر آية "9" صدق الله العظيم