تتعرض الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية لحملة إعلامية ضارية تستهدف النيل من قياداتها ومشروعاتها التي كانت إحدي ركائز الأمن والسلام الاجتماعي من خلال مشروعاتها الخيرية المجانية العملاقة التي تستفيد منها مختلف طوائف الشعب من المسلمين والمسيحيين. وقد حاول البعض الزج بها في معترك الصراع السياسي رغم منهجها منذ تأسيسها قبل مائة عام أنها لا علاقة لها بالسياسة محافظة علي أنشطتها الدعوية والخيرية التي تستهدف خير البلاد والعباد من هنا تأتي أهمية الحوار مع الدكتور محمد المختار المهدي. الرئيس العام للجمعية. لوضع النقاط علي الحروف حول مختلف القضايا الساخنة والاتهامات التي يروج لها الإعلام ضد الجمعية. ** أكد المسئولون بوزارة التضامن الاجتماعي أن قرار رئيس الوزراء حازم الببلاوي بشطب جمعية الإخوان المسلمون جاء تنفيذا لحكم محكمة الأمور المستعجلة. وإنه وفقا لأحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية رقم 84 لسنة 2002 . فإن للجمعية الحق في تحديد الجهة التي تؤول إليها أموالها في حال الحل. وقيل أن هذه الأموال ستؤول الجمعية الشرعية بحكم لائحة جمعية الإخوان التي أوصت بذلك في حال حلها فما موقفكم؟ * الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة لن تقبل الحصول علي أموال جمعية الإخوان حتي بعد أن تردد أن جمعية الإخوان المسلمين وضعت نصا في لائحة جمعيتها بأنه في حال حلها تؤول أموالها إلي الجمعية الشرعية التي لم تكن علي علم بهذا الأمر ولم تستشر بشأنه. حملة التشويه ** ما ردكم علي حملة التشويه التي تتعرض للجمعية الشرعية في الفترة الأخيرة؟ * ردي لن يكون كلاما إنشائيا وإنما سيكون من خلال ما قامت به الجمعية التي رفعت اسم مصر عاليا في العالم من خلال حصولها علي جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 2009 وهي جائزة عالمية لا تقل عن جائزة نوبل ولم تحصل عليها أي مؤسسة دعوية سوي الأزهر. وقد دعم ترشيح الجمعية الشرعية لهذه الجائزة الإمام الأكبر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي ورئيس مجلس القضاء الأعلي بالسعودية وكرمها خادم الحرمين الشريفين. والأمير خالد الفيصل باعتبارها أفضل جمعية جادة في خدمة الإسلام. وجاء في براءة الجائزة بالنص تقديرا لأعمالها الجليلة في خدمة الإسلام والمسلمين ومنها عملها الدؤوب منذ إنشائها قبل مائة عام تقريبا علي نشر الوعي الإسلامي الصحيح. وترسيخ مفهوم الدعوة إلي الله بأن تكون خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن أي مطامع سياسية واعتمادها في دعوتها علي الكتاب والسنة وتصديها فكريا وميدانيا للحملات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين وقيامها بمشروعات اجتماعية وإنسانية كبري لمساعدة المحتاجين داخل مصر وخارجها وبخاصة في فلسطين والدول الإسلامية الفقيرة في أفريقيا وآسيا وكانت المفاجأة للقائمين علي الجائزة أننا لم نتسلم الجائزة وإنما تبرعنا بقيمتها المادية لنؤكد حقيقة راسخة لدينا أننا لا نتلقي أموالا من الخارج حتي لو كانت من جائزة إسلامية كبري وان هذا الموقف ينبع من منطلق ديني هو قول النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لما أرسله إلي اليمن :¢أَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَة فِي أَمْوَالِهِمْ . تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَي فُقَرَائِهِمْ ¢ وبالتالي فإن مصر ليست عاجزة عن الوفاء باحتياجات الفقراء والمحتاجين فيها. الرد بالأرقام ** إذا كانت هذه شهادة جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام فكيف يمكن الرد من خلال لغة الأرقام التي تعد اصدق لغة لا يمكن التشكيك فيها؟ * سنقوم بسرد بعض المشروعات وليس كلها والتي تقدم خدماتها مجانا لكل المصريين مجانا وعلي اعلي مستوي من الإتقان والجودة وذلك لأن الجمعية تعتبر نفسها جزء من الأمن والسلم الاجتماعي فهي علي سبيل المثال للحصر : - تكفل نصف مليون طفل لتقيهم من التشرد. - تكفل 50 ألف طالب علم من المتسربين لفقر والدهم. - تعمل علي الوقاية من الأمراض التي تنتج عن مياه الشرب غير النظيفة ولهذا قامت بإنشاء 600 محطة لتنقية المياه يستفيد منها سبعة ملايين نسمة. - إنشاء المخابز المجانية لإطعام المحتاجين من خلال 21 فرنا. - مساعدة الشباب من أصحاب المشروعات الصغيرة للوقاية من البطالة من خلال 1600 شاب. - التعاون مع وزارة التربية والتعليم في محو الأمية حيث يتم تعليم 20 ألف أمي. - توفير العلاج المجاني المتطور بأحدث الأجهزة الطبية لغير القادرين بطريقة وجودة ليس لها مثيل في العالم فقد انشئت مراكز طبية في مختلف التخصصات بل وفي تخصصات فريدة في المنطقة مثل مراكز علاج الاورام والذي سد العجز وقت تعرض المعهد القومي للاورام للترميم حيث يستقبل مائة حالة يوميا تتلقي العلاج اللازم بالإضافة إلي مركز التجميل وعلاج الحروق. ومراكز العيون والفشل الكلوي والمناظير الطبية وحقن الدوالي والأطفال المبسترين من خلال ألف حضانة بالإضافة إلي إجراء 70 ألف أشعة تشخيصية سنويا. وبدأنا مؤخرا مشروع مراكز العناية المركزة للتخفيف من الأعباء عن أولياء المرضي والعمل علي شفاء كل المصريين بل وغير المصريين من الدول العربية والإسلامية الفقيرة التي للجمعية الشرعية مشروعات فيها. التمويل الخارجي ** لكن بعض وسائل الإعلام أذهلتها بعض هذه المشروعات ونشرت أنكم تلقيتم دعما بأكثر من مليار جنيه من الخليج لدعم الإخوان. * هذا كلام عار تماما من الصحة لأننا لم نتلق مليما واحدا من أي دولة أو شخصية غير مصرية عبر تاريخنا الطويل وليس الآن فقط. وكل مستنداتنا أمام الجهات المسئولة في الدولة بصرف النظر عن الموجود في الحكم في مختلف العصور وذلك لأننا نعمل في النور ونتعاون مع الدولة المصرية بشفافية لأداء فروض الكفاية لرفع الإثم عن الجميع. وقد قام بعض أهل الخير من دول الخليج بعرض إسهامات في بعض مشروعاتنا الخيرية مثل مشروع كفالة الطفل اليتيم إلا أننا رفضنا بإصرار. ومن لديه أي إثبات يؤكد أننا تلقينا دعما أو تمويلا خارجيا بجنيه واحد وليس مليار جنيه فليقدمه الي القضاء. التشدد الدعوي ** هناك اتهام للمنهج الدعوي للجمعية الشرعية بأنه متشدد منذ نشأتها حتي الآن؟ * لمن يعرف تاريخ الجمعية قبل مائة عام فقد تأسست علي يد علماء الأزهر ابتداء من الإمام المؤسس محمود خطاب السبكي وما تبعه من أئمة كلهم أبناء الأزهر حتي الآن مما يعني أن الجمعية "بنت الأزهر" في اعتدالها ووسطيتها. ومن يحسن تأمل اسم الجمعية نفسه سيجده معبرا عن حقيقتها فهي لتعاون العاملين بالكتاب والسنة ولم يكن "لتعاون العالمين بالكتاب والسنة" لأن بعض العالمين قد يكونوا من غير العاملين. ولم يدع أتباع أحد الجمعية يوما أننا الفرقة الناجية. ولكننا نمد أيدينا للتعاون مع المهتمين بالشأن الإسلامي للنهوض بالوطن. الخلايا النائمة ** ما ردكم علي اتهام بعض وسائل الإعلام لقيادات الجمعية الشرعية بأنها من "الخلايا الاخوانية النائمة"؟ * هذا اتهام باطل لأنها تقوم بإرسال المرشحين لمجلس إدارتها للجهات المعنية في الدولة التي تقوم باستبعاد من له انتماء أو نشاط سياسي. وقد بلغت المغالطة ضد انه نسبة من ليس منتميا للجمعية من قريب أو بعيد إلي قياداتها مثل الدكتور محمد عبد المقصود والدكتور عبد الرحمن البر بل إنهم ادخلوا فيهم الدكتور محمد عبد رب النبي. وكيل وزارة الأوقاف ومستشار الوزير لشئون المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الحالي. معاهد الدعاة ** ما هو ردكم علي الاتهامات الموجهة لمعاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية إنما أماكن لتفريخ الدعاة المتشددين؟ * معاهدنا معاقل للوسطية والاعتدال وتم إنشاؤها لنشر الوعي الديني وقد شهد بكفاءتها وكفاءة خريجيها وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق بل إن الإمام الأكبر الأسبق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق أسهم في رسم خريطة مناهج تلك المعاهد لتكون متقاربة مع المناهج التي يتم تدريسها في الأزهر سواء في المعاهد أو الجامعة. وقد أسهمت هذه المعاهد في سد العجز في الأئمة والخطباء بما يمتلكونه من فكر وسطي. واسألوا وزير من الأوقاف الحالي الذي كان مسئولا من أعضاء مجلس إدارة الجمعية عن معاهد إعداد الدعاة ومناهجها وكان المشرف علي الدعوة. أكذوبة الفساد ** ما ردكم علي ما أثير مؤخرا حول وجود فساد مالي وإداري بالجمعية؟ * هذه مزاعم روج لها بعض علماء الإخوان الذين كانوا ينتمون إلي جماعة الإخوان المسلمين وقد حاولوا إحداث فوضي وبلبلة في الجمعية والإساءة إليها من خلال التطاول علي قياداتها وتوجيه اتهامات بالفساد المالي والإداري إليها وقد تم رفع الأمر إلي القضاء وتمكنوا من الحصول علي حكم في أول درجة إلا أن الاستئناف أنصف الجمعية وأعلن براءتها من كل الاتهامات نحن حاليا رفعنا قضية بالتعويض ضدهم نظرا للإساءة البالغة التي ألحقوها بالجمعية وقياداتها. وللعلم فإن هذه البلبلة بدأت عقب ثورة 25 يناير وبالتالي فهي ليست وليدة اليوم. والحمد لله ان القضاء أثبت كذب إدعاءات خصوم الجمعية الشرعية التي تعمل في النور تحت سمع وبصر جميع الأجهزة الرقابية في الدولة. تفاوت الميزانية ** تعجب الكثيرون من التفاوت الكبير في الأرقام الخاصة بالميزانية الأخيرة الخاصة الجمعية مقارنة بما سبقها من ميزانيات فما تفسيركم؟ * يعود أصل الموضوع بالجهاز المركزي للمحاسبات طلب منا وضع القيمة الحقيقية لأصول الجمعية بدلا من وضعها كهبات تبرع بها أهل الخير بسعر رمزي كان يقدر بجنيهات معدودة باعتباره هبة . ونظرا لكثرة الهبات بسبب الثقة التي تتمتع بها الجمعية فعندما تم تثمينها بالسعر السوقي الحالي ظهر الفرق الكبير بين الميزانيتين. اتهام غير صحيح ** لكن البعض يروج أن أصول الجمعية والتبرع إليها من أهل الخير زاد خلال فترة الرئيس السابق محمد مرسي فهل هذا صحيح؟ * قد تفاجأ إذا قلت لك كان العكس هو الصحيح حيث كانت التبرعات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك كانت أكبر من عهد الرئيس السابق محمد مرسي بسبب الاضطرابات والقلاقل السياسية والأزمة الاقتصادية التي أثرت سلبا علي الأنشطة الاقتصادية في مصر بوجه عام ومنها نشاط أهل الخير الذين كانوا يدعمون الجمعية سواء من رجال الأعمال أو عامة الشعب. وقد تأثرت أنشطتنا الخيرية الداخلية والخارجية بذلك لأننا جزء من المجتمع تتحسن أوضاعنا باستقراره السياسي وعافيته الاقتصادية والاجتماعية والعكس صحيح. سبب دعم مرسي ** ما ردكم علي تبني الجمعية الشرعية موقفا سياسيا داعما لجماعة الإخوان المسلمين استنادا علي تأييدها للدكتور محمد مرسي في الانتخابات ضد الفريق احمد شفيق؟ * عندما قررنا دعم الدكتور محمد مرسي لم يكن منطلقا من دعمنا للإخوان كما يروج البعض وإنما كان منطلقا من إعلان المرشح انه سيسعي الي العمل بكتاب الله وسنة رسول الله وتطبيق شرع الله ويحمل مشروعا إسلاميا . في حين كان المرشح الآخر منتميا إلي نظام حكم مبارك لهذا لم يكن أمامنا خيار سوي دعم من تتفق دعايته كمرشح مع ما ندعو إليه بصرف النظر عن الجماعة التي ينتمي إليها وبالتالي فإن الدعم اقتصر علي التأييد البشري بالأصوات فقط دون أي دعم مالي من قريب أو بعيد ويجب أن نكون منصفين ونؤكد انه ليس كل من أيد الدكتور مرسي مجرما أو اخوانيا لأنه حصل علي أصوات أكثر من نصف الشعب فهل أكثر من نصف الشعب مجرم أو إخواني. هذا بالطبع كلام غير منطقي. نرفض السياسة ** إذا لم تكن لكم علاقة بالإخوان المسلمين فأي فصيل سياسي فمن تساندون؟ * نحن لسنا جمعية سياسية حتي تساند فصيل ما أو نعادي فصيل آخر سواء من الإخوان أو غيرهم من التيارات السياسية الأخري بل إن تاريخنا من حيث النشأة أقدم الإخوان وغيرهم ونحرص طوال تاريخنا علي الالتزام بما تم إنشاء الجمعية من اجله وهو تلازم الدعوة والعمل الصالح بعيدا عن أي صراعات سياسية وهذا ثابت في شروط انضمام أي عضو جديد الي الجمعية حيث يشترط عدم انتمائه لحزب سياسي أو تيار أو جماعة سياسية وهذا ما تم ومازال منذ فترة طويلة وهذا أحد الأسباب الرئيسية لقوة واستمرار ونمو الجمعية الشرعية بصرف النظر عن الموجود في السلطة لأنها ليس لها انتماء أو مطامع سياسية. مظاهرات المساجد ** خرجت العديد من التظاهرات المساندة للإخوان من مساجد الجمعية الشرعية في القاهرة والمحافظات مما جعل خصومكم يتهمونكم بأنكم تساندون الإخوان؟ * إن المظاهرات التي خرجت من بعض مساجد الجمعية الشرعية. عقب ثورة يونيه. لم يكن للجمعية الشرعية علاقة بها من قريب أو بعيد. لأننا لا نملك منع احد من الصلاة أو التظاهر أمام تلك المساجد وخاصة في ظل حالة الغليان وضعف الشرطة وبالتالي لم يكن للجمعية السيطرة علي وجود أشخاص ينتمون للإخوان أو غيرهم بمساجدها. سواء الاستقامة بميدان الجيزة أو الفتح بالمعادي أو غيرهما في القاهرة والمحافظات مع أن الجمعية الشرعية كانت تقوم بالاحتياطات الممكنة مثل إغلاق مساجدها الموجودة في مناطق الأزمات. عقب انتهاء أداء الصلاة مباشرة. ومن يتأمل الأحداث سيجد أن المساجد الكبري لم تكن هناك سيطرة للجهات المشرفة عليها سيطرة تامة وكاملة بدليل مسجد الفتح في رمسيس ومسجد رابعة العدوية بالقاهرة وكذلك مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية وهي مساجد تابعة للأوقاف ومع هذا شهد أحداث دامية وليس مجرد مظاهرات أو مسيرات فقط. مشكلة الفتح بالمعادي ** إذن ماردكم علي الاتهامات الموجهة إليكم من وزارة الأوقاف بدعمكم التوغل السياسي الحزبي بالمساجد مما جعل الوزير الدكتور محمد مختار جمعة يقرر إغلاق مسجد الفتح بالمعادي وضمه للأوقاف. بسبب خطبة الدكتور طلعت عفيفي. وزير الأوقاف السابق بالمسجد؟ * تعجبنا كثيرا من هذا القرار للدكتور محمد مختار جمعة ابن الجمعية الشرعية واحد قياداتها سابقا حيث لم يستشرنا في قراره حول احد مساجدنا وبدلا من محاسبة الدكتور طلعت عفيفي وسحب ترخيصه أو التحاور معه حول ما قاله وخاصة أن العلاقة الشخصية بين الوزيرين طيبة قبل توليهما الوزارة أو حتي أثناء تولي الدكتور عفيفي الوزارة وبدلا من أن يتم ذلك التفاهم والتحاور فإذا بوزير الأوقاف الحالي يقوم بسحب إشراف الجمعية الشرعية علي المسجد كاملا.