* يسأل عادل عصام عبدالفتاح من الإسكندرية: هل يخفف الدعاء من المصائب؟ وهل يلطف الله بنا نتيجة الدعاء؟ ** يقول د. عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: إن الإنسان يحدد اللطف بما عرف. فأنت تريد أن تخضع حكمة الله في اللطف لحكمتك أنت. ألم تطلب شيئاً من الخير في نظرك مرة. ثم يتبين لك بعد ذلك أنه شر. بل لعل لطف الله ألا يجيبك إلي حمق دعائك.. إذن ليس اللطف بأن تأتي الأمور علي وفق ما يشتهي الإنسان وإنما اللطف يأتي علي وفق ما يريده الحق سبحانه وتعالي. فإن كنا مؤمنين بحكمة الله تعالي فيجب أن تأخذ اللطف علي هذا المعني. وليس أن اللطف هو تحقيق المراد لنا. لأن الله إذا حقق لعباده كل مراداتهم فإن هذا لا يكون مناسباً لكمال الحق وحكمته. ولكنه سبحانه وتعالي يعدل مطالبنا في الخير.. فأنت تطلب الخير علي قدر فهمك وتقديرك القاصر للأمور. أما الله فبحكمته العالية يعلم أن ما تطلب من الأمر ليس خيراً لك.. ويترك الله بعض الناس يصلون إلي خير يريدونه. ثم يعرفون بعد ذلك أنه شر. وهذا لكي يعرف هذا العبد أن الله حينما يقبض عنه طلبه: أن الخير فيما يختار الله لنا. ولو كان بعدم تحقيق رغباتنا وطلباتنا. ولو جاء علي غير مراداتنا. فإن كنت تريد اللطف من حيث تفهم أنت. فليس هذا إيماناً ولا عبودية. ولكن اللطف هو ما يعلم الله أنه لطف. ويجب أن نعلم جميعاً أن كل ما يجري علي العبد هو لطف من الله. لأنه ليس بين الله وبين عباده خصومة.. فالله قيوم. وهو رحمن رحيم. وكل صفات الله تعالي تدفعنا وتطلب منا أن نأمنه علي مصالحنا. وعلي اللطف. فلا تطلب مظهر اللطف بما تعرف من اللطف. ولكن دع اللطف لما يعرفه الله من اللطف.