* يسأل م. س. م - من دمياط: إذا كان الزوج يسئ عشرة زوجته ويسبها دائماً أمام الأولاد وهي صابرة من أجل الأولاد ولا تجد من يقف بجانب الحق من أهله ويدعي الزوج أن من حق الزوج أن يعامل زوجته كيفما شاء فهل هذا القول صحيح؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الحياة الزوجية السعيدة هي التي تقوم علي تبادل المحبة والمودة بين الزوجين لأن حسن المعاملة يمد الحياة الزوجية بشحنات متعددة من المحبة والمودة والرحمة. أما المعاملة السيئة فمن شأنها أن توجد التوتر والبغضاء والشحناء. وهذا يؤدي إلي سوء الحياة الزوجية ويتأثر الأولاد تؤثراً شديداً بسبب سوء الحياة الزوجية وقد يؤءي هذا إلي الأثر السييء في السلوك الاجتماعي بين الأبناء وعلاقتهم بالآخرين وحينما يتناسي الزوج واجبه نحو زوجته ويسئ عشرتها ولا تجد الزوجة من ينصفها من زوجها. أما أهله فهم يقفون بجانبه وهم علي يقين أن الزوجة مظلومة مقهورة ولكن النفاق والمجاملة والكبرياء يجعلهم لا يقولون كلمة حق فإننا نقول لأمثال هؤلاء استمعوا إلي قول الله عز وجل في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لانتقمن من الظالم عاجلاً وآجلاً ولانتقمن ممن علم بالمظلوم وقدر علي أن ينصره فلم ينصره عاجلاً وآجلاً". وهذا معناه أن الله سينتقم من كل إنسان لا يقف بجانب المظلوم. ونقول للمظلوم ثق أن الله معك فالإنسان كما يدين يدان. علي الزوج أن يعلم أن المرأة إما أن تكون أماً وإما أن تكون بنتاً وإما أن تكون أختاً وإما أن تكون زوجة وكل واحدة من هؤلاء لها حقوق واجبة علي الرجل فإذا كان الإسلام قد حرم علي المسلم أن يظلم أخاه المسلم بنظرة أو كلمة أو إشارة وأوجب عليه ايضا أن يحترم مشاعر غيره فما بال الزوج الذي يسيء معاملة الزوجة ألا يعلم أنها ستأخذ بتلابيبه يوم القيامة لتطالب بحقها يوم القيامة؟ إذا كان الإسلام قد حرم ظلم الحيوان أو الإساءة إليه فكيف بالزوجة التي تركت أهلها وضحت بكل رخيص وغال لكي تعيش مع رجل رأت منه ما لم تره من غيره؟ جاء في الحديث النبوي الشريف أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي أن يقول الرجل لزوجته "قبحك الله" أو "قبح الله وجهك" فما بالنا بالسب والشتم واللعن والضرب؟ فالمسلم الكامل الذي يعرف دينه لا يظلم زوجته بحال من الأحوال أبداً لأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.