مصداقاً لقول الله تعالي "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" يسعد عقيدتي أن تقدم لقرائها الأعزاء طوال شهر رمضان المعظم نماذج من القري القرآنية التي أثرت الحياة ليس في مصر وحدها بل علي مستوي العالم وذلك من خلال النجوم القرآنية التي طافت العالم شرقاً وغرباً بالقرآن والعلم. "الطنابيل" الثلاثة من القري التي أنارها الله تعالي بالقرآن الكريم قري كفرطنبول الجديد "السلام" وطنبول الكبري وكفر طنبول القديم مركز السنبلاوين دقهلية وتعدادها يقارب النصف المليون نسمة وهي قري ملتصقة ببعضها - كما لو كانت مدينة كبيرة واحدة. "عقيدتي" حرصت علي الذهاب إلي كتاب الشيخ محمد إبراهيم سعد لتجده رغم انه من مواليد عام 1922م الا انه ما زال - بسم الله ما شاء الله - يجلس بين تلاميذه يعلمهم القرآن من الكريم والقراءة والكتابة والحساب.. يقول الشيخ محمد إبراهيم شرفني ربي تعالي بالقرآن واعتبر نفسي من أسعد الناس في الدنيا. فأنا ولله الحمد لا أخرج من هذا الكتاب منذ أكثر من 60 عاماً إلا لصلاة الجمعة والفروض العادية حيث ابدأ في تحفيظ القرآن للأولاد من الثامنة صباحاً في صلاة الظهر ثم يذهبون لبيوتهم ليعودوا إليَّ في الفترة المسائية التي تبدأ عقب صلاة العصر حتي السابعة مساءً وذلك يومياً بما في ذلك يوم الجمعة وبحمد الله أقوم بتعليم المتلقي ابتداءً من الحروف الهجائية ثم بتكوين الجمل البسيطة مثل "زرع" و"حصد" و"أكل" ثم ابدأ معهم في تحفيظ قصار السور. عن أسعد لحظات عمره يقول الشيخ محمد إبراهيم: حينما يتخرج أحد تلاميذه من الكتاب حافظاً للقرآن أشعر وقتها ان ربي قد أكرمني بالقرب من الجنة والبعد عن النار. عن الأعداد التي تخرجت حافظة لكتاب الله تعالي يقول: لم أعد أتذكر العدد ولكن ما قمت بتسجيله منذ سنوات كثيرة وهو عدد قليل بقدر بمائة حافظ للقرآن كاملاً مجوداً. لاحظت "عقيدتي" وجود جداول لمواد اللغة العربية والشريعة والانجليزية معلقة علي الحائط داخل الكتاب فقامت بسؤاله: وماذا عن هذه الجداول؟ قال: ان أولادي سعد ويحيي ومحمد وإدريس وإبراهيم وهارون يقومون بتعليم التلاميذ والطلاب كل حسب تخصصه وبحمد الله يؤدون رسالتهم علي أكمل وجه. عن طريقة أدائه أثناء العملية التعليمية للتلاميذ يقول الشيخ محمد إبراهيم: رغم اني أقوم بضرب المقصر علي إهماله إلا أنني أكافيء المتفوق باعطائه الحلوي وأحرص علي تكريم كل من في الكتاب إكراماً له لذلك أجد من كان مقصراً بالأمس يحرص علي التفوق اليوم وحين ينتهي أحد الطلاب من حفظ الجزء الأول فالثاني فالثالث أقوم بعمل احتفالية مصغرة يشترك فيها الجميع إلي ان يختم القرآن كاملاً تكون الاحتفالية أكبر. عن الذين تخرجوا علي يديه وأهمهم قال: انه "بحمد الله قدم للعالم الإسلامي كثيراً من الحفظة منهم العلماء وحفظة القرآن وقراء القرآن وأساتذة الجامعات وعمداء الكليات وكان آخرهم د. أحمد أبو الصمائم ود. أحمد البرعي ود. أمير سعد البرعي إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه المتواجد في أمريكا حالياً. كُتاب الشيخ قنديل من كفر طنبول الجديد "السلام" تنتقل "عقيدتي" إلي طنبول الكبري لتلتقي مع علم من أعلام القرآن الشيخ عبدالعظيم قنديل بكُتابه وهو من مواليد عام 1920 فيقول أحمد الله تعالي أن وهبتي هذه النعمة الكبيرة وهي القرآن الكريم حيث حفظته علي يد المرحوم الشيخ شبانة العناني وعمري ثماني سنوات ولأن والدي توفاه الله قبل مولدي حيث لم أره لذا فقد قمت بتحفيظ القرآن وأنا في الثانية عشر عاماً. عن مكانته بين الناس يقول: إنني منذ سبعين عاماً وجميع الناس تقبل يدي ابتداء من الأطباء ووكلاء الوزارة حتي المستشارين - كل المناصب - وعن أهم الذين تخرجوا في كتاب وعددهم يقول الشيخ عبدالعظيم قنديل: بحمد الله تخرج علي يدي قرابة ال 300 حافظ للقرآن وأهمهم د. عبدالله شاهين أحد أعلام جامعة الأزهر الحاصل علي عدد 3 دكتوراه في الدعوة والشريعة والصيدلة. ثم العالم الجليل الأستاذ علي هلول ثم الشيخ ياسين حسين ندا قارئ الاذاعة والتليفزيون والقارئ الاذاعي الكبير الشيخ محمد عطية حسب والعالم الشيخ محمد العجوز ومحرز عماشة والكاتب الصحفي الأستاذ محمد فودة. أضاف الشيخ عبدالعظيم كنت رئيساً لمقرأة ميت غمر التي كانت تضم 24 عضواً منهم عمالة قراء القرآن في مصر والعالم أمثال الشيخ فتحي المليجي والشيخ محمد أحمد شبيب والشيخ الشحات محمد أنور الذي تعلم علي يدي والدتور أحمد عيسي المعصراوي وعالم القراءات الكبير الشيخ حافظ الصانع. يترحم الشيخ عبدالعظيم قنديل علي أعلام تحفيظ القرآن الذين أثروا الحياة بتقديم الأعلام في القرآن والعلم أمثال المشايخ مصطفي الزيات وولديه إبراهيم وناصر الزيات كما يترحم علي الشيخ سمري عباللطيف جاد بكفر طنبول القديم الذي قدم أعلاماً للعالم الإسلامي يحفظون القرآن كاملاً كما ترحم علي الراحل الهادي زكريا وحيا جهود الشيخ مصطفي دندش وبكر النادي والشيخ الهادي الجبالي والشيخ أحمد الموجي الذين خرجوا العديد من الأجيال الناجحة والصالحة يحفظون القرآن حفظاً وأداءً وتجويداً. مناشدة الإمام الأكبر في الختام يناشد كل من الشيخ عبدالعظيم قنديل والشيخ محمد إبراهيم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر العمل علي سرعة عودة الكتاتيب إلي سابق عهدها من حيث الاشراف عليها لانها كانت مشجعة للتلاميذ والمحفظ وذلك أسوة بلاعبي الكرة التي تهتم بهم الدولة ويقابلهم كل المسئولين بالحفاوة البالغة والنشوة والسعادة أما نحن فليس لنا قيمة نراها في أعين هؤلاء. يؤكد الشيخ محمد إبراهيم لقد كان لي مكتباً يتبع وزارة الأوقاف وأوقفته وزارة الاوقاف بناء علي تعليمات أمن الدولة وحينما تقدمت بطلب لاعادته رفضت الدولة ممثلة في أمن الدولة والأوقاف لذا نناشد الامام الأكبر ورجال الأوقاف إكرامنا بعودة الكتاتيب من أجل رفعة شأن حملة القرآن الكريم.