* لم يكلف حزب الله اللبناني نفسه أن يقرأ درسا ً هاما ً من دروس التاريخ.. * لم يقرأ كيف أضاع عبد الناصر جيشه حينما أرسله لليمن فكانت البداية لأكبر كارثة عسكرية لحقت بمصر يوم 5 يونيه 1967م؟ * ولم يقرأ كيف انتهي صدام سياسيا ًيوم أن غامر بدخول الكويت واحتلالها ؟ * ولم يقرأ درس طالبان حينما غضت الطرف عن القاعدة التي ضربت أمريكا في 11 سبتمبر فضاعت طالبان والقاعدة واحتلت أفغانستان ؟ * ولم يقرأ درس الاتحاد السوفيتي الذي بدأ انهياره حينما احتل أفغانستان وهدد بضرب باكستان.. فتكالب الخصوم عليه خارج أرضه ودمروه تدميرا ً؟ * لقد اتخذ حزب الله "أسوأ قرار استراتيجي" بالتدخل العسكري في سوريا.. وقد يكون بداية النهاية له. * لقد حظي حزب الله من قبل بشعبية جارفة في كل الأوساط المتفقة والمختلفة معه فكريا ً حينما كان يدافع عن لبنان ضد العدوان والاحتلال الإسرائيلي.. لأنه كان يدافع عن قضية عادلة متفق عليها. * أما وقد تحول اليوم ليكون نصيرا ً للظلم والبطش وخادما ًللطاغية بشار ومعينا ً له علي قتل شعبه.. فقد أضاع مصداقيته التي هي أغلي رأس مال للجماعات والدول.. إنه اليوم يدافع عن قضية باطلة وينصر الظالم علي المظلوم . * وهذه هي بداية الانهيار لأي جماعة أو حزب أو دولة.. فقوة الجماعات والحكومات وخاصة من تدثر منها بشعار الإسلام تكمن في مصداقيتها وأخلاقها والتزامها بالمثل العليا . * لقد نسي الحزب أن بشار وأمثاله زائلون وكان ينبغي عليه ألا يستجيب للضغوط السورية الإيرانية حتي لو كان لهؤلاء أفضال سابقة عليه .. كان عليه أن يتذكر فضل الشعب السوري الذي آوي مقاتليه وأتباعه حينما دكت إسرائيل لبنان ولم يفرقوا بين سني وشيعي. * لقد نسي حزب الله أنه جزء من دولة اسمها لبنان ولا يجوز في كل قواميس الفقه والسياسة أن يقوم حزب بالحرب خارج إطار وحدود الدولة دون إذن أو علم أو إرادة هذه الدولة. * إن مشكلة الحزب الرئيسية أنه يري نفسه أكبر من لبنان ودولتها وحكومتها.. وهذا العجب أكبر الشرور عليها . * إن تدخل حزب الله السافر في سوريا قد يعرض لبنان نفسها للحرب الطائفية أو التقسيم أكثر ما هي ممزقة. * ولا أدري إلي متي يستمر خداع الحزب لأتباعه والعرب جميعا ً أنه يساعد بشار لأنه رمز للمقاومة والممانعة.. مع أن بشار لم يطلق صاروخا ًعلي إسرائيل .. ولم يرد مرة واحدة علي غاراتها الكثيرة علي بلده وجيشه.. ولم يخرج مظاهرة من الجولان . * لقد سئمنا خداع أهل الممانعة الكاذبون من أمثال بشار وصدام والقذافي ومن سار علي نهجهم. * لقد نسي حزب الله ذلك كله أمام نداء الطائفية البغيض.. ونسي ذلك كله أمام مصلحة تافهة وهي تأمين ممرات انتقال الأسلحة له من الأراضي السورية. * إن هذا التدخل قد يكون بداية لحرب طائفية سنية شيعية تجتاح الوطن العربي .. لتهنأ إسرائيل بالأمن والأمان في ظل هذه الحرب التي قد تأكل الأخضر واليابس .. وقد يغذيها تفجير المساجد والسيارات المفخخة من الطرفين أو القتل بالاسم.. ويومها قد نترحم علي كل أيامنا السوداء السابقة. * لقد نسي الحزب أن تدخله السافر قد يشعل حربا ً طائفية عراقية عرقية يريدها الكثيرون.. قاتل الله حب السلطة الذي يعمي ويصم. * فهنيئا ً لإسرائيل التي سعدت بالتدمير الذاتي لجيوش عربية مع تقسيم أو تدمير معنوي لدولها.