كثُرت التقارير الراصدة لحقيقة وجود ¢حُسينيات¢ شيعية بمصر. وتباينت بين التأكيد والنفي بل وصلت حد الاتهام بترويج الشائعات بوجودها لأسباب سياسية ففي حين ترصد بعض التقارير الصحفية وجود عدد كبير من تلك الحسينيات يشير البعض الي أنها مجرد شائعات واتهامات باطلة بغرض النيل من مساعي التقريب بين السنة والشيعة.. بين هذا الجانب ونقيضه حاولنا الوصول للحقيقة فكانت هذه هي النتيجة. في البداية نستعرض بعض التقارير الاعلامية - وليست الأمنية والتي هي غير متوفرة بالأساس- وتشير الي نشر الخلايا الشيعية الإيرانية بمصر. العديد من الحسينيات في سرية تامة من جانب القائمين علي المخطط لإصرارهم علي تنفيذه. وهو الأمر الذي بدأ يتكشف بعد زيارة الداعية الشيعي علي الكوراني لمصر في مايو 2012. وتم وقتها الإعلان عن أول حسينية شيعية في مصر وسط ردود أفعال غاضبة. إلاپ أنها لم تكن الأولي من نوعها.پ فظهور حسينية الكوراني لم يأت إلا بعد تدشين عشرات الحسينيات الشيعية سرًا. وتقول التقارير إن مخطط نشر المذهب الشيعي بدأ منذ عشرات السنين تحت الإشراف الشخصي للمرشد العام للثورة الإيرانية علي خامنئي. وذلك من خلال إنشاء عدد من الحسينيات الشيعية بالقري والمدن المصرية ونجحت المؤسسة الدينية الإيرانية تحت إشراف محمد تقي الدين المدرسي أحد أقطاب المؤسسة الدينية الإيرانية في تجنيد نحو 55 مصريًا ممن يميلون للفكر الشيعي وتم دعمهم ماديًا ليقوموا بإنشاء عدد من المراكز الشيعية في خمس محافظات مصرية تحت مسمي ¢الحسينيات¢ تكون كلها تحت مستوي قيادي حمل اسم ¢المجلس الشيعي الأعلي لقيادة الحركة الشيعية في مصر¢.وأن التنظيم الذي يقود المخطط داخل مصر يتم تمويله بمبالغ طائلة من إيران. ويضم أعضاء مصريين ترددوا علي إيران خلال السنوات الأخيرة. والتقوا مع قيادات شيعية. ونجحت الأجهزة الأمنية في اختراق التنظيم والحصول علي معلومات من داخله حول البناء التنظيمي وأساليب التجنيد والتمويل ومخططات التحرك.پوتبين من التحقيقات التي أجرتها الأنظمة الأمنية وقتها أن ¢حسن شحاتة¢ إمام مسجد الرحمن. علي علاقة بالتنظيم ومنذ هذا التاريخ والتنظيمات والمحاولات الإيرانية لم تنته وقد نجحت بالفعل في إقامة العشرات من الحسينيات في ربوع مصر وخاصة بعد أن تسترت تحت عباءة الصوفية. وتقول التقارير الصحفية: بالفعل نجحت الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق في دعم العشرات من أئمة ومشايخ الطرق الصوفية لإقامة حسينيات شيعية داخل مراقد ومقامات الأولياء والصالحين والمنتسبين لآل البيت عليهم السلام ومن أبرز المراقد التي نجحت المراجع الشيعية في تحويلها إلي حسينيات ضريح الإمام سلامة الرضا والسيد الشاذلي وضريح السيد أبو العزائم وضريح الإمام صالح الجعفري وضريح الإمام علي زين العابدين بن علي وضريح الإمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق لسيدنا الحسن والحسين وأخيرًا ضريح الإمام مالك الأشتر الذي يعد أخطر وأحدث حسينية في مصر تكلف إنشاؤها نحو 5 ملايين دولار من أموال الحوزات الشيعية الإيرانية وبمباركة من وزارة الأوقاف. تشير إلي أنه في محافظة أسوان علي وجه التحديد نجحت إيران في إنشاء عشرة حسينيات شيعية داخل أضرحة ومراقد بعض الأولياء المنتسبين لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهذه المراقد الصوفية الشيعية ترفرف فوقها الأعلام الحسينية الشيعية الخضراء. خريطة الحسينيات وتمتد خريطة الحسينيات الشيعية في مصر ويأتي علي رأسها ¢حسينية الأشتر¢ حيث يعد مقام الأشتر من أبرز الحسينيات والعتبات المقدسة الشيعية التي تلقي فيها الدروس الدينية الشيعية وتوزع فيها الكتب والمراجع الخمينية وفي حدائقها يتم التبشير للمذهب الشيعي الإمامي. پومن قداسة هذا المقام لدي الشيعة تم دفن شقيق شيخ طائفة البهرة في هذا المقام.بداية إنشاء الحسينيات كانت غامضة وذلك عندما تقدم رجل أعمال هندي من التجار البهرة الطائفة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية والذي يحمل الجنسية المصرية لوزارة الأوقاف بطلب لترميم أحد الأضرحة القديمة الهالكة بزمام الجبل الأصفر بمنطقة القلج بالمرج القديمة التابعة لمحافظة القليوبية وهذا الضريح مسجل في وزارة الأوقاف باسم ضريح الشيخ العجمي. إلا أن هذا المقام هو لمالك الأشتر وهو مالك بن الحارث النخعي المعروف بالأشتر الذي كان قائد جيوش الإمام علي رضي الله عنه في معركة صفين والجمل وكان والي مصر الذي عينه سيدنا علي بن أبي طالب عقب فتنة سيدنا معاوية بن أبي سفيان. إلا أن الأشتر قد مات مسمومًا في ضاحية عين شمس بالمرج ودفن في هذا الضريح قبل أن يتولي عرش مصر فأطلق عليه المصريون ضريح الشيخ العجمي. حيث كانوا يطلقون علي كل غريب عن مصر لفظ ¢العجمي¢. وقام أحد رجال الأعمال ¢البهرة¢ بشراء جميع الأراضي والمنازل المجاورة للضريح وحصل علي ترخيص من وزارة الأوقاف بترميم المقام وأعاد بنائه علي أحدث طراز معماري إسلامي وقام بنقشه بمياه الذهب وكتب عليه اسمه الحقيقي ¢مقام الإمام مالك الأشتر¢ وكتب عليه دعوات وعبارات ولعنات شيعية تلعن قتلة الإمام علي ومن خرج علي نهجهم وتطعن في مذهب أهل السنة والجماعة في بلد الأزهر الشريف.أما المرقد الثاني. الذي قام الشيعة بإعادة ترميمه وتجديده وإنشاء حسينية بداخله فهو ضريح الأمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق للإمام الحسين وابن الإمام علي بن أبي طالب والذي يقع وسط أكثر من خمسة ملايين مقبرة بمقابر باب الوزير بالدرب الأحمر ومن المستحيل أن يعرف مكانه أحد ولكن الشيعة يمتلكون خرائط بجميع المراقد في مصر- وحسب رواية عمال الضريح أنفسهم الذين أكدوا أنهم فوجئوا بأحد الشيعة الباكستانيين قد حضر إليهم وادعي أنه يحمل تصريحا من وزارة الأوقاف وكان معه خرائط مساحية حدد بها مكان الضريح من بين أكثر من خمسة آلاف قبر بترب الغفير.وأكد العمال أن الضريح تم ترميمه علي أحدث طراز وتم نقشه بماء الذهب وتم تزويده بعدد من الكتب الشيعية والمصاحف غير المعتمدة في مصر وقاعة دروس تستقبل الزوار وتلقي فيها الدروس الشيعية. أما الحسينية الثالثة. التي نجح الشيعة في إنشائها تحت ستار الصوفية فهي حسينية زين العابدين هو زيد بن الإمام زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي الواقع بالقرب من مسجد السيدة زينب بالقاهرة وكان من أبرز رواد هذا الضريح اللواء عبد الحليم موسي وزير الداخلية الأسبق والملقب بشيخ العرب وكان في آخر حياته يلقي الدروس الدينية في مقام زين العابدين بن علي الذي صار بعد موسي حوزة علمية شيعية توزع فيها الكتب الشيعية وتلقي بها الخطب الحسينية التي أعدت مسبقًا في طهران أو النجف الأشرف بالعراق.هذا بالإضافة إلي ضريح السيدة أم كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق في مقابر قريش بجوار مسجد الإمام الشافعي بحي السيدة زينب وهو من أقدس الأماكن عند الشيعة العرب والمصريين ويعد من أخطر الحسينيات التي تقام فيها كل المناسك الشيعية. كلامم وبس .وللحقيقة فإنني لم أتحدث مع أحد لاستجلاء حقيقة الأمر إلا ونفي علمه أو رؤيته لأي حسينية وإن كان يسمع عنها مجرد سماع فقط ليس هذا فحسب بل إن الشيخ عبد الحليم العزمي- مدير تحرير مجلة الإسلام وطن المتحدث الإعلامي باسم الطريقة العزمية- يصفه بأنه ¢تصفية حسابات¢ ولا يتحدث بها سوي أتباع السلفية ويقول: حسب معلوماتي لا توجد حسينيات إطلاقا في مصر حتي عندما ذكر الإعلامي وائل الإبراشي في إحدي حلقات برنامجه التليفزيوني موضوع الحسينيات وصوّر مكاناً بمنطقة طنطا ومكتوب عليه يافطة ¢أبناء الطريقة الليثية الحسينية¢ ظناً منهم أنها تنتسب للشيعة مع أن الحقيقة هي انتسابها للإمام الحسين ونفس الشئ مثلا بالنسبة لمركز الحسينية بالشرقية فهل يعني أنه ينتسب للحسينيات؟! إنها مجرد تسميات ولا علاقة لها بالشيعة من قريب أو بعيد. ويُدلل ¢العزمي¢ علي كلامه بقوله: الواقع أننا إذا طالبنا هؤلاء الذين يروجون لإشاعة وجود الحسينية بتحديدها ومكانها يعجزون لأنه لا وجود لها أصلاً ويقول: كفانا إلقاء اتهامات وأباطيل جزافا ولننتبه لما هو اهم ويوحد صفنا. غطاء سياسي يتفق معه الدكتور احمد راسم النفيس- والذي يعد من القيادات الشيعية البارزة- مؤكدا أن الحديث عن وجود حُسينيات ليس إلا افتراء وأباطيل يروجها أعداء الأمة لإشغالنا وتفريقنا ويلاحظ زيادة جرعتها مع كل تقارب أو مسعي للتقريب السني الشيعي أو للتغطية علي الأحداث السياسية الكبري سواء المحلية أو الإقليمية وإبعادنا مثلا عما يحدث في سوريا فهي حملة ¢تحشيد¢ موجهة لصالح الحرب علي محور المقاومة وتحديدا في سوريا لصالح إسرائيل وعلينا أن نتذكر الحملات السابقة ضد الشيوعية الكافرة في أفغانستان والحملة علي أسلحة الدمار الشامل في العراق وغيرها ونُحكّم العقل فيما يراد ويخطط لنا من أعدائنا. وبنظرة تأريخية يشير الدكتور عبد المقصود باشا- رئيس قسم التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر- الي أنه منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لم يجد العراقيون دارا وموئلا لهم إلا مصر فحضر الآلاف منهم واستوطنوا مناطق متفرقة وعلي رأسها 6 أكتوبر ومدينة نصر وبعض الأقاليم في الدلتا والصعيد نظرا لضخامة أعدادهم وظل الشيعة منهم علي فكرهم ومبادئهم التي تشربوها وهم في أرحام أمهاتهم ولعلنا نذكر كيف ان طائفة البُهرة الشيعة استوطنوا منطقة الجمالية وأرادوا نشر صلوات معينة ذات إيماءات خاصة ونتيجة للخواء الفكري عند العوام المصريين والتجهيل الديني المتعمّد من قبل الدولة والإعلام أراد بعضهم التقليد لولا أن تصدت لهم وزارة الأوقاف أيام أن كان علي رأسها فضيلة د. حمدي زقزوق فاندحرت الجماعة في حينها وإن كانوا مازالوا موجودين بأجسادهم يحجون الي جامع الحاكم بأمر الله ويذهبون للمساجد ومراقد آل البيت.يستطرد د. باشا قائلا: ومن هنا نجد أن الشيعة العراقيين في هجرتهم الحديثة الي مصر نشروا بعض أفكارهم التي لا تتناسب مع بيئتنا ومذهبنا السني وهذا يجعلنا نتساءل: هل هذا هو التشيع أم أنه رغبة في إظهار مذهب معين وأفكار معينة ظلت في مصر أكثر من 100 سنة من عمر الدولة الفاطمية لكنها لم تترك أدني أثر في الشعب المصري حتي أنها عندما سقطت الدولة الفاطمية بإعلان صلاح الدين الأيوبي وكما يقول المؤرخون: أنه لم ينتطح فيها عنزان كناية عن أن المصريين يرفضون تماما أي مساس بتبجيل وتعظيم صحابة رسول الله وعلي رأسهم الصديق ثم الفاروق ثم ذو النورين ثم حيدرة ¢الإمام علي¢ ويؤكد د. باشا أنه لا خوف مطلقا علي مصر والمصريين من أي فكر أو مذاهب وافدة وبالتالي فلا خوف كذلك من التقارب السني الشيعي أو المصري الإيراني ويقول: قمت بزيارة مؤخرا لإيران وتحدثت مع المسئولين الكبار عن بعض الشيعة الذين يسبون الصحابة فكانت إجابتهم: هؤلاء هم جُهلاؤنا ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء والجهلاء منا. مقصود الحسينية وبرؤية عقلانية يتساءل الدكتور صبري عبد الرءوف- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-: ما المقصود بالحسينيات أصلا في مصر؟ ويجيب بقوله: الذي نفهمه أن جماعة من الناس يعلنون حبهم للإمام الحسين رضي الله عنه ولآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فإذا كان هؤلاء يدّعون حبهم لآل البيت فإننا جميعا نحب الحسن والحسين ووالدهما ووالدتهما وجميع آل البيت رضي الله عنهم أجمعين والذين يكفيهم أن الله تعالي قال في شأنهم:¢ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً¢ يضيف د. صبري: ومسجد الإمام الحسين رضي الله عنه مُقام ويأتيه الناس من أماكن بعيدة يأتيه أهل السنة والشيعة والصوفية ومع ذلك لم نسمع عن واحد من هؤلاء أو هؤلاء أساء الي آل البيت أو لم نر منهم فعلا يُسي الي آل بيت النبوة ولا أدري لماذا هذه الزوبعة؟! ولماذا هذه الإساءات التي توجه لفئة من الناس وكان الأولي أن نوجه بالحسني وبالمنهج الإسلامي الصحيح عملا بقوله تعالي:¢ أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة...¢ وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:¢ آلله آلله في أهل بيتي اتقوا الله في أهل بيتي فمن آذاهم فقد آذاني¢ ولهذا نقول: نحن أبناء مجتمع واحد فعلينا ألا نتهم أحداً إلا بدليل يقيني وببرهان ساطع وهنا علينا أن نقابل الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان فمن له تأويل ناقشناه وأقنعناه أما من خرج علي المنهج الإسلامي الصحيح كسب الصحابة الكرام والإساءة إلي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فهؤلاء خارجون عن الإسلام فإن لم نستطع أن نقنعهم فعلينا أن نعاملهم بالحسني لعلّ الله أن يهديهم وإلا فإننا نقول لهم:¢ لكم دينكم ولي دين¢