لعل الأزهر وشيوخه يشعرون اليوم أنهم قاموا بدور بطولي حينما استقبلوا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ببرودة واستنكار وسخط واعتراض على الإختراق الشيعي لمصر وتكوين التنظيمات والحسينيات الشيعية التي تدعمها وتمولها إيران. ومهما يكن من شدة التصريحات، وصاروخية البيانات، فإن مجرد هذا اللقاء المهين لنجاد، والذي أسعد الكثيريين، لا يعد تبريرا ورخصة تقف بالأزهر عند هذا الحد من المواجهة ، وبعدها نضع جميعاً خدودنا على أيدينا ونحن نشاهد هذا التمدد الذي يستشري يوما بعد يوم! فزعت حينما علمت أن أحد رجال الأعمال الذين ينتسبون لفرقة البهرة، قام بشراء جميع الأراضي والمنازل المجاورة لضريح (مالك بن الأشتر) أحد قادة جيش الإمام علي رضي الله عنه ، وحصل على ترخيص من وزارة الأوقاف بترميم المقام ، وأعاد بناءه على أحدث طراز معماري إسلامي ، وقام نقشه بمياه الذهب وكتب عليه اسمه الحقيقي (مقام الإمام مالك بن الأشتر) وكانت الفاجعة حينما قاموا بكتابة عبارات ودعوات ولعنات شيعية ..تلعن قتلة الإمام علي، وكل من خرج عن نهجهم ..وتطعن في مذهب أهل السنة والجماعة وفي بلد الأزهر الشريف وبين أساطين العلماء من أهل السنة. أما ضريح محمد بن الحنفية فتم ترميمه على أحدث طراز، وتم نقشه بماء الذهب وتزويده بالكتب الشيعية والمصاحف غير المعتمدة ، ناهيك عن سيطرة الشيعة على غيرها من الأضرحة كضريح زين العابدين وأم كلثوم بنت القاسم. يحدث هذا التسلل الرهيب في الوقت الذي اكتفى فيه الأزهر بمجرد لقاء غير ودي للرئيس الإيراني ! يحدث هذا الإختراق في الوقت الذي يتحدث فيه دعاة الأوقاف وشيوخها عن الإختراق الإخواني لمفاضل الدولة ووظائفها الإدارية وتعيين أكثر من 140.000 إخواني في 7 شهور وكأن الإخوان مستعمرون أو لصوص سرقوا ثروة البلاد..! إن الغضب وحده لا يكفي للتصدي لهذا الإستهداف .. لابد من هبة جماهيرية لكل شرائح المجتمع تواجه هذا الخطر الكبير.. وهناك مسؤولية كبرى على الأزهر ودعاته وعلماؤه..المنوط بهم حرب هذه الأفكار المتطرفة التي تتنافى مع الفهم السني...وإذا كانت الأنظمة السابقة قد أضعفت من دور الأزهر وأثره وأثر شيوخه في نفوس المصريين ..فإن الفرصة مواتية بعد ثورة 25 يناير لإحياء هذا الأثر من جديد، وتنصيب علماء عاملين يخشون الله وحده ،، ويعملون لصالح البلاد والعباد..فلو كان هناك العالم الرباني المؤثر، ما كنا اليوم نعاني اليوم أو نحاذر مما نحاذر منه ، فكلمة واحدة منه تكفي لهدم ما يريده المتآمرون. لقد كانت الأمة المصرية قديما أوعى مما نحن فيه اليوم، فقد حاول الفاطميون تغيير عقيدة هذا الشعب من السنة إلى الشيعة، ولكنه أبدا ما استسلم للسلطة الحاكمة وتمسك بسنيته وحافظ على عقيدته وظل الفاطميون وحدهم على تشيعهم يحكمون شعباً سنياً .! ولا أعلم على مرور الأيام ..هل نزداد علما ووعياً ،أم نزداد جهلاً وخرفاً؟! حينما قرأنا مذكرات حسن البنا وجدناه يقص علينا كيف استطاع الإخوان المسلمون في بداية نشأتهم أن يتصدوا لحركات ومؤسسات تنصيرية وتعويق مسيرتها ومستهدفاتها...لكن الإخوان اليوم ومن تبعهم من التيارات الدينية لا يتفرغون لمثل هذه الأمور التي تمس عقائدهم ، فهم مشغولون بالسياسة والحكم ، وحينما يأتي اليوم والوقت الذي تستقر لهم البلاد ..إن استقرت!! ساعتها سنجد قطاعات ضخمة من الشعب المصري قد تشيعت وأقامت الحسينيات في الأزقة والشوارع.!والشيخ القرضاوي ومعه شيوخ الإخوان يعلموننا أن دروب الدعوة لابد أن تسير بشكل متواز حتى تنجح الدعوة وتحقق غايتها ، وأن أي إخلال بأحد هذه الجوانب يضر بالدعوة..ولا اعرف أليس ما يحدث اليوم ذات ما كانوا يحذرونه ويحذرون منه..؟! لقد تخلى الجميع عن دوره في حفظ العقيدة حتى تغول التنظيم الشيعي في مصر وأصبحت هناك مرجعيات مصرية منهم عدد لا بأس به مرشح لنيل درجة آية الله.. ينظر الشيعة للخلايا والطرق الصوفية ، ويعدونها الميدان الخصب لتقبل أفكارهم ونشر معتقداتهم ..ولكن ليست كل الطرق الصوفية مؤمنة بالشطحات والخرافات ، فهناك طرق قوامها على العلم الصحيح والإتباع ويمكن أن نعول على هذه الطرق لتكون حائط الصد للمد الشيعي في صفوف المتصوفة. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]