نداء طيب. ودعوة كريمة. وطريق أمن وأمان. وسبيل رغد وسعادة للبشرية عامة. وللمسلمين خاصة ولشعب مصر في هذه المرحلة أن يدخلوا في السِّلم كافة. وهو الأمر الذي كلفت به جميع الشرائع. حتي جاء الإسلام. وهو دين الله الذي علمه لأبي البشرية آدم عليه السلام. لحظة خلقه. ثم أوحت إلي سلسلة طويلة من الأنبياء والمرسلين. حتي أكمله. وحفظه في القرآن الكريم. وشرحه في سنة خاتم النبيين. وإمام المرسلين. سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وقد تكفل سبحانه وتعالي بحفظهما حتي يظل هذان المرجعان. مصدر الهداية الربانية لجميع من خلق حتي يرث الله الأرض. ومن عليها.. ومصر في هذه الأيام ما أحوجها إلي أن تهتدي بقول الحق سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا. ادخلوا في السلم كافة. ولا تتبعوا خطوات الشيطان. إنه لكم عدو مبين" آية 208 من سورة البقرة.. وهي تحذرهم من خطوات الشيطان. عدوهم الأول حين أخرج أبويهم من الجنة إلي دار الشقاء والنصب. وهو ما قام بالوقيعة بين ولديهما حتي قتل أحدهما أخاه ظلماً وعدواناً. ولم يزل يتربص بذرية آدم حتي أخرج قوم نوح من التوحيد إلي الشرك. ومن الطاعة لمنهج الله إلي الخروج عنه. وهكذا كان حال الشيطان مع بني آدم علي هذا المنوال في كل أمة حتي أضل غالبية أهل الأرض رغم تعدد الرسل مبشرين ومنذرين خلال رسالات السماء!!.. وأمنا الغالية مصر. وأبونا نهر النيل يمران بفترة عصيبة من حياتهما وتاريخهما بعد تسلسل الحوادث علي مدار أكثر من عامين علي الثورة المباركة في 25 يناير 2011. التي كانت معجزة بكل المقاييس. حيث ظهرت فيها حكمة الله وقدرته فاستمرت برعايته. حتي اختلف أهلها علي عرض الدنيا الزائل. ومتاعها القليل. ودبت بين أهلها الشحناء والبغضاء فتفرقوا شيعاً وأحزاباً وطوائف منها من نسي حق مصر والنيل عليه. ولم يبق في مخيلته إلا مصلحته الخاصة. ومقاعد حزبه في المجالس النيابية. والوظائف الكبري في شتي المرافق. وأحيانا تسير خطوات الشيطان بهم مسرعة فيقتل بعضهم بعضاً. ويعتدي علي حرمات مقدساتهم من مساجد وكنائس وبيع. ومقار اقامتهم. ومنتدياتهم. ناهيك عن تخريب مرافقهم وتعطيل مصانعهم. وضياع أسباب رزقهم حتي صارت مصر في ذيل قائمة دول العالم. بعد أن كانت في الصدارة. واليد العليا. والله سبحانه وتعالي خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتكاتف. لا أن نتناحر. ونتقاتل. وهنا نقع في حبائل الشيطان الذي هو عدو مبين للبشرية كلها. والله حذرنا منه. وأمرنا أن نرفض كل ما خالف ديننا من نظم موضوعة وشرائع مصطنعة. تناقض دين الله. وتتعدي حدوده. وذلك لأن الفساد في المجتمعات البشرية. يبدؤه الشيطان بإفساد العقيدة التي بفسادها تفسد كل العبادات. وتنهار الأخلاق والمعاملات. وإذا تم ذلك ساد المجتمعات الإنسانية كلها الكذب والغش والخداع. وخراب الذمم. ونقض العهود والمواثيق. وغير ذلك من شتي صنوف الانحراف!!.. وكلمة السِّلم التي هي أبرز ما في الآية التي نحن بصددها لها في التفسير معان كثيرة. وأشهرها الإسلام. والمسالمة. والمصالحة ومنها الاستسلام والانقياد. وقد نزلت الآية لما ارتدت كندة عن الإسلام بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم. مع الأشعث بن قيس. وقال ابن عباس رضي الله عنه نزلت في أهل الكتاب حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم فيما يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "والذي نفس محمد بيده. لا يسمع بي أحد من هذه الأمة. يهودي ولا نصراني ثم "يموت" لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار"!!.. وفق الله أهل مصر للسلام والأمن والأمان. والله من وراء القصد وهو المستعان..