* تسأل سلوي محمد محمود من بورسعيد: هل الخطبة وقراءة الفاتحة مما يفيد الزواج في الإسلام أم مما يضر؟ وما النطاق الصحيح لعلاقة المخطوبين ومدي الحدود بينهما؟ ** أجاب د.علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: إذا فهمنا دور الخطبة جيداً بشكل صحيح سيكون المحبذ هو الخطبة حتي يتعرف كل واحد إلي شريك حياته. وهي فرصة تمنع تقدم الآخرين لها. كأنها في فترة حجز. فلا يشغلها أحد آخر. وتتيح الخطبة لعروسي المستقبل فهما لم يصبحا عروسين بعد أن يعرفا بعضهما البعض. فيذهب إليهم "إلي أهل العروس" في الأعياد والمناسبات وهم "أهل العروس" يزورونهم في الأفراح. ويعزونهم في المآتم.. وهكذا.فيحدث نوع من أنواع المعرفة بالأخلاق وأهم شيء: الأخلاق» لأن الدين يمكن أن يكون ظاهراً. لكن الأخلاق هذه فلتات تخرج في لحن الكلام والعينين والتصرفات في المواقف.. إلخ.. وعلي الأسرة أن تعرف أن الخطوبة لها نطاق محدد. فلا تتيح لأي من المخطوبين أن يختلي بالآخر» فالخطوبة ليست زواجاً. أما قضية خروج الخاطب مع مخطوبته» أو ركوبها معه في سيارته بعد انتهاء العلم ليوصلها إلي منزلها.. فهذه يجب أن ينظر إليها من حيث نوع الفتاة المخطوبة. فالخروج هنا يكون طبقاً للعرف. فمثلاً تأتي لي بنت وخطيبها معها في العمل أو في الكلية. موجودان مثلاً في المعمل مع بعضهما البعض. وبعد ذلك أقول: لا يخرجان مع بعضهما البعض! أو مثلاً وهما عائدان أو خارجان معاً من العمل لا يوصلها بالسيارة» لأنه غريب عنها! هو طوال النهار معها. وزميله الآخر الذي هو ليس خطيبها طوال النهار معها.. ثم أقول: لا يخرجان معاً.. يجب أن تكون فتواي مراعية هذا الجانب. حتي لا نتكلم كلاماً ليس له أي معني.. وحتي لا يضيق الناس ب "افعلوا ولا تفعلوا". أو تكون هناك تناقضات عجيبة.. كيف أنها زميلتي في العمل. طوال النهار معي. وهي خطيبتي. وعندما نخرج أقول لها: اركبي الأتوبيس. وأنا سأركب سيارتي فلن أوصلك لأنني غريب عنك؟ لكن أنا أقول للبنت وللولد: أنتما غريبان. وتعاملا بناء علي أنكما غريبان بالهدوء.. لا مانع من أن تأخذها وتوصلها بعد العمل لمنزلها في سيارتك.. فهي زميلتك وخطيبتك. ولكنك ما زلت غريباً عنها.. هذا في حالة البنت التي تخرج وتتعلم وتعمل. هناك بنت أخري مختلفة تماماً.. لم تخرج من البيت من قبل.. يسمونها "مخدَّرة". يعني محاطة ببيئة أخري غير بيئة البنت التي تعلمت وخرجت للعمل. وأصبح لها زميل في المعمل والكلية والعمل.. هناك فارق كبير جداً بين البنتين: الأولي أصبحت تصرفاتها غير متشنجة. تعرف كيف تتعالم مع الأولاد ومع الحياة.. الثانية لا تعرف ذلك.. فهي كما يقولون: تغرق في شبر ماء.. فهذه من الأفضل بُعدها عن خطيبها. لا تخرج معه. ولا يخلو بها» لأنها بطبيعتها لا تخرج من البيت. وأنا أقول للأولي التي تخرج وتعمل: يا بنيتي احرصي علي نفسك. ولا تعتبري أن الأمور قد رفعت بهذه الخطبة بينكما» فهو إنسان غريب. ولكن بينكما مشروع زواج.. هذا المشروع لا يبيح لك أي نوع من أنواع ما سيباح بعد العقد.. فبعد العقد ستكونين زوجته. وسيكون زوجك.. ويحل الاستمتاع. أما قضية لمس الأيدي.. وما إلي ذلك.. فلا يجوز بين الخطيبين.. بل علي العكس أنا في حالة الخطوبة أقول لها: ابتعدي عن حكاية لمس اليد هذه» لأنها تجر إلي ما وراءها.