* يسأل "س.س.م" من القاهرة: إن بعض زملائي في المؤسسة التي أعمل بها يتبع فكرا معينا من بعض الزملاء وحينما نصحته بأن يحكم ضميره فيما يقوم بنشره من أخبار ضارة أجابني بقوله: أنا استحي من فلان لأني أخشاه فما الحكم الشرعي في أمثال هؤلاء؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في سنن ابن ماجة: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يحقر أحدكم نفسه قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يري أمرا لله عليه فيه فقال ثم لا يقول فيه: فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشي. وهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد لنا أن الإنسان المؤمن هو الذي تكون خشيته من الله وهذا لله يتحقق ألا يقول الحق مهما كان مرا. قال تعالي في سورة الرعد: "والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والواجب علي الإنسان أن يخشي الله وأن يكون حياؤه من الله فقط دون سواه جاء في سنن الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتي يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تدخلنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وأجعله الوارث منا واجعل ثأرنا علي من ظلمنا وانصرنا علي من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الاثنين واستعصم عند المعصية واستشر الذين يخشون الله وما دام هذا الإنسان لا يؤمن شره وشيطانه لا يمنعه من التحريض علي بعض الله فلا تصاحوه مادام لا يخشي الله عز وجل قال الحسن البصري: الإيمان من خشي الله بالغيب ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما اسخط الله.