أكد إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس بقطاع غزة انه لن يتم الاعتراف بإسرائيل مهما كانت الأسباب ولن يتم التفريط في الثوابت الفلسطينية وأهمها تحرير كامل الأرض وطرد الصهاينة المغتصبين منها وعودة اللاجئين الفلسطينيين من الشتات لأرضهم وعدم الانخداع بالسلام الموهوم بين العرب وإسرائيل لأن المعركة معها معركة وجود لا حدود .. جاء ذلك خطبته للجمعة في افتتاح مسجد الإسلام بخان يونس بحضور أربعة وفود مصرية وعربية تضم أكثر من 300 متضامن مع أهل غزة بالإضافة إلي ضيوف من الدول العربية ولن نتنازل. وأشاد هنية بالدور الذي تلعبه دول الربيع العربي - وفي مقدمتها مصر الثورة - في دعم قضية بلاده بعد سقوط الأنظمة التابعة والعميلة التي كانت تستخدم في حصار الشعب الفلسطيني. وأوضح إسماعيل هنية أن مسيرة المصالحة الداخلية الفلسطينية تواصل مسيرتها حتي يختار الشعب من يقوده في المرحلة القادمة وفق انتخابات حرة ونزيهة وقد بدأ الشعب في تسجيل أسماء الذين لهم حق الانتخاب من مختلف فصائل الشعب حتي تكون الانتخابات القادمة فرصة تاريخية لاختيار الأفضل لقيادة المسيرة وفق الثوابت الفلسطينية. ودعا هنية الي فتح معبر رفح بالكامل لدخول المساعدات والبضائع تعزيزًا لصمود غزة لأننا في بداية الطريق ومتسلحون بالإيمان وان الله قائدنا وناصرنا علي هذا العدو الغادر ولن نفرط بأي حق من حقوقنا وزادت ثقتنا في التحرير بعد ما حققته حرب ¢حجارة السجيل¢ من نصر للأمة وستعقبه انتصارات بعد أن تم ضرب منظومة الأمن والاقتصاد الإسرائيلي وقهر الجيش الذي لا يقهر وقد استضافت عائلة ¢المصري¢ - التي قامت بإنشاء مسجد الإسلام - كل أعضاء الوفود المصرية والعربية من اتحاد شعراء بلا حدود والمجلس الاعلي للشئون الإسلامية واتحاد الأطباء العرب وغيرها في مشهد تضامني رائع مع أهل غزة مما كان له أثر طيب في نفوسهم ورفع روحهم المعنوية وقد ظهر هذا جليا من الاستقبال بحفاوة لكل الوفود القادمة الي غزة ابتداء من معبر رفح حتي المغادرة. سلاح التعليم لاحظنا الإصرار الغزاوي من القيادات والأهالي علي مواصلة المقاومة حتي التحرير إلا أننا لاحظنا شدة حرصهم علي التعليم من الابتدائي حتي الجامعة باعتباره السلاح الرئيسي في الحرب مع الصهاينة الذين يحاولون طمس الهوية وقد شعرنا بالفخر من اعتزاز كثير من الغزاوية افتخارهم بأنهم تلقوا تعليمهم في المدارس والجامعات المصرية أو أن أمهاتهم مصرية وقد حصلوا علي الجنسية المصرية التي يفتخرون بها وعلي الجانب الآخر طالب قرابة الخمسة آلاف فلسطيني بضرورة تنقية كشوف سلطات الأمن المصرية من بعض المعلومات الخاطئة عن بعض الفلسطينيين الذين يمنع دخولهم مصر لأسباب غير معروفة بسبب معلومات غير صحيحة سجلها جهاز أمن الدولة المصري في عهد النظام المصري السابق الذي كان المخزون الاستراتيجي للكيان الصهيوني في حصار غزة سواء وقت الحروب أو التهدئة والهدنة أذهلنا الإصرار لدي أبناء قطاع غزة علي مواصلة التعليم لأعلي درجاته سواء في المدارس التي تشرف عليها المفوضية الدولية لشئون اللاجئين ¢ الانروا¢ أو في الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية والمدنية علي حد سواء لدرجة نتمني أن نجدها في مصر فمثلا أثناء زيارتنا لحفل تكريم الطلاب الأوائل بمدرسة ¢ خان يونس¢ الابتدائية لاحظنا أن مدير المدرسة حاصل علي الدكتوراه في التربية من مصر وهو الدكتور أيمن حجازي كذلك مدير الإدارة التعليمية حاصل علي الدكتوراه وأن عددا كبيرا من المدرسين يستكمل الدراسات العليا - وليس همهم الدروس الخصوصية- وقد انعكس ذلك ايجابيا علي مستوي التلاميذ الذين لاحظنا بلاغتهم بشكل كبير في الحديث وحسن نطقهم للغة العربية والجرأة في الكلام وحسن تعبيرهم عما يجيش في نفوسهم واعتزازهم بفلسطين ومعايشتهم لهمومها ومعرفتهم لتاريخها والتحديات التي تواجههم في مستقبلهم ..إنهم ليسوا أطفالا بلا قدوة أو هدف أو ممن يحفظون أغاني التافهين من المغنين والمغنيات وإنما يحفظون الأغاني والأناشيد الوطنية والدينية بشكل أثار إعجابنا بشكل مذهل وأقررنا أن الله قد سخر أهل تلك البلاد من مختلف المراحل العمرية ليكونوا علي قدر المسئولية في تحرير الأقصي وعدم الاستسلام لمخططات الصهاينة وأتباعهم شهدنا هؤلاء بأعيننا من حيث التنشئة التصميم والإرادة لدي الأطفال الذين يصرون علي حمل علم فلسطين طوال الاحتفال وتأكد لدينا أنهم هم المحررون للأقصي مهما طال الوقت انه توجد في كل مدرسة وجامعة خريطة تفصيلية لكل فلسطين التاريخية بمدنها وقراها ونجوعها ويحفظها الأطفال عن ظهر قلب وإذا ساروا في الشوارع نجد فكرة عبقرية في كل مكان توضح المسافة بين هذا الشارع أو الميدان وبين القدس بالكيلو متر ليعرف كل طفل وشاب وفتاة ورجل أو امرأة أن المسافة قصيرة بين غزة والأقصي إذ لا تتجاوز الثمانين كيلو علي أقصي تقدير لعل هذا سر التطوير الأخير لصواريخ المقاومة بأن مداها يزيد علي 80 كيلو لتكون قادرة علي الوصول إلي القدس وتل أبيب ..والغريب أننا وجدنا استبشارا لدي الجميع بقرب التحرير لكل فلسطين وثقة بلا حدود في نصر الله حتي وجدنا رجالا فوق الثمانين عاما لديهم أمل كبير أن يصلوا في الأقصي والدفن في القدس وفي نفس الوقت تجد التصميم لدي الأمهات اللائي يعددن أبناءهن للجهاد وتجهز له السلاح وتحثه علي الاستشهاد وتفخر بأن ينال ابنهم شرف الشهادة وأنهن أخوات "الخنساء" .. نفس الروح القتالية في التعليم وجدناها أثناء زيارتنا لكلية فلسطين التقنية بدير البلح حيث اكد عميدها الدكتور عماد عدوان أنها أنشئت عام 1992ويدرس بها 1400 طالب وطالبة لعلوم الحاسب الآلي والإدارة الالكترونية والتربية التكنولوجية بالإضافة إلي 15 تخصصا لبرامج الدبلوم وشهدنا روح الإصرار بلا حدود لدي الطلبة والطالبات الذين أكدوا أنهم سيحاربون بالعلم مع السلاح ..نفس الروح وجدناها في الجامعة الإسلامية التي ذهبنا للصلاة في مسجدها وعلي غير موعد وجدنا رئيس الجامعة الدكتور كامل ين كامل موجودا بها حتي العشاء رغم أن كل الطلاب انصرفوا منذ ساعات أكد انه لم يفعل شيئا خارقا بل انه الإحساس بالمسئولية والتفاني في العمل لخدمة دين الله والبلاد والعباد وسنواصل مسيرتنا في تحقيق اعلي نسبة تعليم في العالم العربي رغم الحصار والقهر والفقر.