مصر تحترق هذا هو المشهد العام للأحداث الدامية التي تشهدها محافظات مصر هذه الأيام احتفالاً بذكري 25 يناير العظيمة. وبدلاً من أن نحتفل ونتظاهر للتأكيد علي مطالب الثورة المشروعة عيش. حرية كرامة إنسانية. ونثبت للجميع بما فيهم القائمين علي السلطة بأن ثورتنا السلمية مازالت مستمرة تحول الاحتفال إلي تخريب وحرائق ونهب وبلطجة!! حتي الوجوه التي كنا نراها في ثورتنا الأولي تغيرت وتبدلت بوجوه غريبة مخربة ترتدي أقنعة زائفة تحركهم وتدفع بهم جبهة الإنقاذ الوطني وهي ليست بجبهة إنقاذ بل إشعال للحرائق والحشد وإثارة البلبلة والفتن بين الناس وحثهم للخروج علي الشرعية لإسقاط الرئيس المنتخب بإرادة شعبية حرة وإلغاء الدستور الذي وافق عليه أغلب الناس في انتخابات نزيهة. هؤلاء الذين خرجوا 25 يناير وما بعده ليحرقوا المنشآت ويقطعوا الطريق ويخربوا هم ليسوا ثوار 25 يناير. هم بلطجية ومرتزقة يلجأون للعنف والتخريب لتحقيق مآرب خاصة وأهداف خبيثة. ومنهم هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم "بلاك بلوك" تشبهاً بالغرب يغطون وجوههم بأقنعة سوداء ويستخدمون العنف من أسلحة وقنابل مولوتوف وقطع طرق وإشعال إطارات السيارات لإرهاب الناس. إن من يريد إحراق مصر هم الذين لا يريدون الاستقرار والأمن لهذا البلد. ويريدون أن تستمر الفوضي والتخريب لصالح النظام السابق وفلول الحزب الوطني المنحل وأعضاء جبهة الإنقاذ الذين لم يحصدوا غنائم ثورة 25 يناير. وكانوا يأملون بأن تشتعل البلاد حريقاً أكثر لولا الحكم العادل الذي صدر بإحالة أوراق 21 متهماً بأحداث بورسعيد للمفتي بالرغم من أنه أشعل الأحداث في بورسعيد وأدت إلي مقتل 40 حتي الآن. الفوضي والبلطجة التي نعايشها الآن لن تتوقف إلا إذا واجهتها الدولة بقوة وحسم وعلي رأسهم المحرضين علي هذه الفوضي.. ولك الله يا مصر.