كل عام وأنتم بخير أيام قليلة وتحل علينا ذكري عطرة مولد خير البرية ومنقذ البشرية الهادي سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - خاتم النبيين الذي بعث بالدين الحق دين الإسلام والسلام. وحتي نحتفل بهذه الذكري العطرة احتفالا صادقاً نابعاً من قلوب مؤمنة تليق بصاحب هذه الذكري يجب علينا ان نتبع هدية - صلي الله عليه وسلم - ونتخلق بأخلاقه الكريمة التي قال عنها الله - عز وجل - في كتابه العزيز: "وإنك لعلي خلق عظيم". ونتخذه - صلي الله عليه وسلم - قدوة حسنة كما أمرنا الله - سبحانه وتعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". ما أحوجنا هذه الأيام فعلاً للاقتداء والتأسي والتخلق بأخلاقه الكريمة - صلي الله عليه وسلم - خاصة ونحن نعاني فساداً كبيراً في القيم الإنسانية وتدهوراً خطيراً في الأخلاق بين الناس وسوء معاملة وإنعداماً في الضمير وتناسينا أن النبي العظيم - صلي الله عليه وسلم - قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". أين نحن الآن من أخلاق الرسول - صلي الله عليه وسلم - ونحن نشاهد كل يوم هذا الكم الهائل من السباب والخلاف والتطاول الذي أصاب الناس فيما بينهم وأصاب النخبة السياسية تحت مسمي المعارضة وجعلهم يخرجون عن حدود الأدب ويسيئون الأدب فيمن يختلف معهم في الرأي ويلجأون إلي البذاءات والشتائم وتزوير الحقائق والكذب والافتراء لتحقيق مصالح شخصية وأهداف خبيثة. هذا الفساد الأخلاقي الذي نعيشه الآن جعل البعض لا يتطاول فقط علي كثير من الناس أو الشخصيات العامة والرموز الوطنية بل امتد فساده الأخلاقي وتجاوز الحد وتمادي في غيه وبهتانه مما جعله يتطاول علي الثوابت الدينية كما فعل المدعو محمد أبوحامد عندما تطاول علي كتاب الله وعلي ألفاظ القرآن الكريم وقال إن ألفاظ القرآن تسبب حرجاً وتؤذي مشاعر الطرف الآخر النصاري!! فإذا أردنا ان نصلح من أنفسنا ونبني مجتمعاً إسلامياً متكاملاً مثقفاً واعيا متحضراً فعلينا بالتأسي بأخلاق الرسول - صلي الله عليه وسلم - حتي نعبر بمصر إلي بر الأمان ونفوت الفرصة علي المتربصين في الداخل والخارج.