* يسأل محمد درغام من دمياط.. ما حكم الشرع في زواج الفريند؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: زواج الفريند - الصديق - من نكاح السر الذي نهي القرآن الكريم عنه نهي تحريم في آيتين اثنتين: الأولي: قوله تعالي: "وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان...." "آية رقم 25 من سورة النساء". والثانية: قوله تعالي: "إذا اتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان...." "آية رقم 5 من سورة المائدة". فقد نهي الله تعالي في الآية الأولي النساء أن يتخذن أصدقاء لهن يزنين بهن من غير أزواجهن قال الآلوسي عند الكلام علي قوله تعالي: ولا متخذات أخدان.. والمراد به هنا من تتخذه المرأة صديقا يزني بها ص20 ج4 روح المعاني ونهي سبحانه في الآية الثانية الرجال أن يتخذوا صديقات لهم من غير زوجاتهم يزنون بهن. قال الطبري عند الكلام علي قوله تعالي: ولا متخذي أخدان - ولا منفرداً ببغية قد خادنها وخادنته واتخذها لنفسه صديقة يفجر بها ص315 ج2 صفوة التفاسير للصابوني. وكلمة الأخدان التي وردت في الآيتين السابقتين جمع خدن.. وهو الصديق من الذكر والأنثي علي السواء فصديق المرأة خدن. وصديقة الرجل خدن كذلك وبذلك يتضح أن تعبير جيرل فريند GIRLFRIEND بمعني صديقة الشاب وبوي فريند BOYFRIEND بمعني صديق الشابة هذان التعبيران وإن كانا من إفرازات الحضارة المادية. ونتاج التحلل الأخلاقي الغربي إلا أن أصلهما جاهلي النشأة أبطله الإسلام فقد كان أهل الجاهلية يستقبحون الزنا المعلن. ويستبيحون الزنا السري فيجيزون أن يكون للشابة صديق يستحل منها ما يستحل الرجل من زوجته. وأن يكون للشاب صديقة يستحل منها ما يستحل من زوجته علي أن يكون ذلك سرا كذلك. قال ابن عباس - رضي الله عنهما: إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون ما ظهر منه - أي الزنا - ويقولون: إنه لؤم. ويستحلون ما خفي ويقولون: لا بأس به ص20 ج4 روح المعاني. فلما جاء الإسلام والحال كذلك حرم الزنا ما كان ظاهرا منه وما كان سرا علي السواء فقال تعالي: "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" آية رقم 151 من سورة الانعام ومن هنا نعلم ان نكاح الفريند وإن كان مفهوما جديدا في تناوله فإنه قديم في جذوره وأصوله يرجع إلي الجاهلية الأولي وهو باطل بصريح القرآن الكريم. وإجماع الأمة سلفها وخلفها.