بعد أن أصبحت شبكة الانترنت هي لغة العصر في التواصل بين الشباب والبنات وتبادل المعلومات ومعرفة مايجرى من حولنا من أخبار وأحداث يومية، نشأت الجروبات على شبكات التواصل الاجتماعي والتي تتكون في الغالب من مجموعات من الذكور والإناث والتي تكون دائما بزعم مناقشة بعض الأمور . وحول هذا الأمر يقول الداعية مصطفى حسني انه عندما تكلم العلماء عن ضوابط علاقة الرجل بالمرأة قالوا إنها علاقة أصلها سببية أي إذا كان هناك سبب للتعامل فلنتعامل، وإذا لم يكن هناك سبب للتعامل فيستحسن ألا يكون هناك تعامل. وأوضح أن سبب التعامل مثلا يكون على سبيل المثال في زمالة الكلية، العمل، القرابة، وأي شيء يجعل هناك تعاملا بين الرجل والمرأة.. وإذا لم يكن هناك سبب للتعامل فيكون هذا تعديا على حدود الله.. وأضاف أنه إذا كان هناك سبب فلنتعامل بضوابط، موضحا أن هذه الضوابط تكمن في نهي الشخص الخروج عن المألوف فإذا مزح الإنسان مزحة ليس لها معنى أو مزح مزاحا زائدا فقد وقع في الخطأ.. بل إن البعض يقول: لا مزاح، لافتا إلى تحريم الخلوة بمعنى إغلاق باب على سيدة ورجل، كما أن الخلوة هي أي مكان لا يجوز أن نرى رجلا وامرأة فيه. وقال أن الخلوة الشرعية، تكون مثلا مع الخطيب والخطيبة بشرط وجود "محرم"، وهذا ليس معناه أن يكون بينهم ولكن يمكن أن يكون موجودا معهم ويراهم ولكن لا يسمعهم. وفيما يتعلق بأمر "الشات" يقول "الشات هذا مصيبة أكثر من أي شيء لأن الإنسان عندما يتعامل مع الشخص الذي أمامه فالحواس تستحي أن تقول خطأ أمام أي إنسان غريب، .. "فأنا لا يمكنني أن أقول شيئا به عيب وأنا أنظر لعين الشخص الذي أمامي، أما في التليفون فأكون أكثر جرأة لأنني لا أرى من أحدثه فيقل حيائي منه"، لافتا إلى أن الشات فيه كلام مرعب، والسبب أنني لا أراها ولا تراني.. والعلماء قالوا لو لم توجد ضرورة فلا تقوم ب"الشات" لأنها علاقة، وعلاقة البنت بالولد سببية في الأساس كما ذكرنا، ولكن هناك "شات" سببه العمل مثلا وهنا أصبح هناك سبب ويعد هنا جائز. وأكد الداعية الشاب أن صداقة البنت مع الولد شيء مرفوض؟ وأن العلاقات التي تنشأ في الجامعات تحت مسمى (جروب) أمر مرفوض أيضا، مستدلا بقوله تعالى: "محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان".. وقال تعالى في الرجال: "محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان".. مشيرا إلى أن محصنات معناها متزوجات غير مسافحات.. أي لا يقمن بالزنا، ولا متخذات أخدان أي ليس لها صاحب ونحن لا نسمع أن النبي كان عنده (جروب) مثلا، وهذا يعني أن علاقة العمل تكون بضوابط أثناء العمل فقط. من جانبه أكد الدكتور أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، أن الحديث بين الجنسين (ولو عبر النت) ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من باب التصدي لتسويل الشيطان ومكائده، بحد قوله. وقال الدكتور أحمد الحداد أن الدردشة عبر الإنترنت، وخدمة الهاتف المرئي تعتبر من المحرمّات، لكونها تعتبر بمثابة "خلوة شرعية"، تقود إلى الفتنة والزنا. وأضاف الحداد أن "غرف الدردشة أشبه بمجالس الخلوة المحرّمة من حيث الأنس والاطمئنان، واستخدامها يضيع الوقت، ويأتي بسفه القول، ثم خسّة العمل".