لست مع فكر الدكتور محمد البرادعي. ولا أنتمي لمشروع حمدين الصباحي أو عمرو موسي أو غيرهم ممن يطلقون علي أنفسهم النخبة السياسية. وربما كان انتمائي أقرب لمن يسمون بالإسلام السياسي.. لكني في نفس الوقت انتقد استغلال الإسلام والدين لنصرة فكر سياسي معين. وسأظل أنتقد وأنكر ما يفعله بعض ممن ينتمون للتيارات الدينية والدين منهم براء وسأظل رافضا وبشدة لأفعالهم التي يحاولون بها إرهاب الآخر والنيل من هيبة الدولة ورجالها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. إن ما يقوم به أمثال هؤلاء ليس دفاعاً عن هيبة الدولة كما يزعمون ولكن مثل هذه الأفعال إسقاط للهيبة وبث الفرقة في صفوف الدولة.. فما حدث بالأمس القريب من اعتداء غاشم علي مقر حزب الوفد ورجاله من الساسة والصحفيين هو إرهاب للدولة وسقوط المؤسسات وتهديد للجميع.. وما حدث من حصار للمحكمة الدستورية ومنع رئيسها وأعضائها من مزاولة عملهم وتهديدهم وترويعهم ولم تتحرك الأجهزة الأمنية لمنع هؤلاء الذين يحاولون تغيير المنكر بيدهم هو إسقاط لهيبة الدولة بالقوة والبلطجة. وسقوط الدولة بدأ مع اعتداء بعض الميليشيات علي المتظاهرين أمام قصر الاتحادية بحجة الدفاع عن الرئيس وهيبة الدولة أمام الصمت المريب من الأجهزة الأمنية والمعنية بهذا المكان. السقوط بدأ مع حصار أولاد أبو إسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامي وتفتيش الداخلين للمدينة والخارجين منها بحثاً عما يريدونه للفتك به من المرتزقة والخونة علي حد زعمهم أمام استسلام كامل من أجهزة وزارة الداخلية التي مهمتها الأولي حماية المدنيين. وكأن هذه الأجهزة تثمن كل ما يفعله أولاد أبو إسماعيل بالإعلاميين المارقين ومحاولة إرهابهم عن أداء دورهم الإعلامي.. الدولة في طريقها للسقوط بعد الاعتداءات الغاشمة علي مقرات حزب الحرية والعدالة في المحافظات أمام صمت رهيب من جميع الأجهزة المعنية لصد هذا العدوان بحجة أنها لا تتدخل فيما يفعله المتظاهرون.. وبداية السقوط المدوي هو ترك الأجهزة الأمنية للمتظاهرين وهم يعتدون علي مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ويحاصرون شيخه الشيخ أحمد المحلاوي الذي بلغ من الكبر عتياً لا لشيء إلا أنه قال رأيه في قضية ما ولم يحمل سلاحاً. يا سادة يا كرام.. إن هذه الأفعال المشينة والمليونيات في مواجهة المليونيات. والاعتصامات في مواجهة الاعتصامات سوف تفقدكم قوتكم وتأثيركم ومصداقيتكم ومشروعيتكم حتي وان كان بعضها له ما يبرره لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلي ضده.. وساعتها ستندمون في يوم لا ينفع فيه الندم. *** وختاماً: قال تعالي: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" صدق الله العظيم. سورة الكهف "103 104"