بعد الجرائم التي ارتكبت في الأسابيع الماضية ولا تكفي مياه المحيطات لتطهير مخططيها ومرتكبيها.. لطمتنا أمس الأول جريمة جديدة وفظيعة.. حيث قام أكثر من 500 مجرم وهمجي باقتحام مقر حزب الوفد وصحيفته وحرق أجزاء منهما وتحطيم عدد من السيارات. كما استهدفوا صحف الوطن والمصري اليوم والدستور والأسبوع والتحرير انتقاماً من رؤساء تحريرها.. مما يؤكد ما قلته في مقالي الأسبوعي قبل هذه الأحداث بساعات من أن دولة القانون قد سقطت فعلاً.. وأزيد علي ذلك بأنها "شبعت سقوط" ولن تقوم لها قائمة إلا إذا استقامت الأمور. الآن.. أصبح "اللعب علي المكشوف".. والرسالة الصريحة والمباشرة تقول: إما الإذعان لكل مخططات تيار الإسلام السياسي ولو كانت أخطاء وخطايا وجرائم وكوارث.. والكف تماماً عن الانتقادات.. وإلا.. الحصار ثم الاقتحام والحرق.. ووارد جداً القتل أيضاً..!! ولأننا لا ولن نخشي هؤلاء ولا نعير لرسالتهم اهتماما.. فسوف نستمر في كشف مخططاتهم وفضحهم أولا بأول.. وبالنسبة للجريمة الأخيرة فإننا نضع كافة الخيوط المتوافرة حتي الآن أمام الشعب دون تربص لأحد أو افتئات علي حقيقة.. وفي النهاية.. الحكم للشعب: * أولاً: قيل إن هذا الهجوم كان له هدفان: الأول: إرهاب جبهة الإنقاذ المعارضة وحزب الوفد وجريدته والصحف الخاصة المؤثرة. والثاني: شغل كل هؤلاء بما يحدث لهم وما يمكن أن يحدث وتعميتهم عما يجري من تزوير مفضوح وفاجر للاستفتاء شهده العالم كله وموثق بأدلة.. ولكن.. إذا صح هذا فإن ما لا يدركه "المزورون" انه حتي لو مر هذا العك الدستوري.. فإن فضيحته تعدت المحلية إلي العالمية.. ولا مفر من إسقاطه. * ثانياً: أصابع الاتهام تتجه إلي أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل.. وهذا الاتهام ذكره صحفيو الوفد الذين واجهوا الموت وكذلك مدير الأمن العام ومدير أمن الجيزة.. ولكن نفي أبوإسماعيل أن يكون أنصاره هم المهاجمون. ونفس النفي ذكره التيار السلفي. أما حزب الحرية والعدالة فقد أدان الهجوم..!!! أكيد.. أكيد.. مخلوقات من كوكب آخر هي التي ارتكبت الجريمة..!!! * ثالثاً: للأسف.. رغم أن هذه الجريمة القذرة استمرت ساعات فإننا لم نسمع أن قوات الأمن التي تحمي مقر الوفد والصحف قد ألقت القبض علي أحد من المهاجمين.. كما لم يصدر بيان فوري من الداخلية يوضح ملابسات هذا الهجوم المدبر والمخطط له من "كبار"..!!! * رابعاً: أين مؤسسات الدولة الرسمية من رئاسة ومجلسي وزراء وشوري ووزارات وأجهزة أمنية من كل ما حدث علي مدي ثلاثة أسابيع..؟؟ ولماذا هذا الصمت الرهيب تجاه جرائم كارثية يعرف الكافة مرتكبيها والمخططين لها..؟؟ علي الجميع أن يربطوا كل هذه الخيوط مع بعضها ليعرفوا علي وجه التحديد من هم المجرمون الذين يتشدقون بالدين.. ولا أدري كيف بعد كل ما يفعلونه يقفون أمام الله خمس مرات في اليوم..؟؟ وماذا يقولون أو يبررون له جرائمهم التي يندي لها الجبين..؟؟ إن الذين حاصروا المحكمة الدستورية العليا ومنعوا قضاتها من الدخول وحاصروا أيضاً مدينة الإنتاج الإعلامي وروعوا الإعلاميين وحاولوا قتل المخرج خالد يوسف. والذين هاجموا المعتصمين العزل أمام الاتحادية وضربوهم وعذبوهم واستجوبوهم بأوامر عليا. والذين اقتحموا مقر الوفد وجريدته. والذين هددوا باقتحام مقرات الصحف الخاصة.. وأيضاً الذين حرقوا مقرات حزب الحرية والعدالة في بعض المحافظات.. كل هؤلاء ينطبق عليهم قول الحق: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا.. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.. أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا".. الكهف "103 105". فليهنأوا بما كسبوا ويكسبون في الدنيا.. وليحاجوا الله به يوم اللقاء.