** اعتقد ان مصر والمصريين اليوم في اشد الحاجة الي الصدق مع النفس.. في امس الحاجة الي التطهر الحقيقي.. في ان يضع الجميع مصر الوطن امامهم وليس في الخلفية أو علي الراية فقط أو في الحرب الكلامية الطاحنة.. فمصر هي الحاضر الغائب.. والمصريون هم اللاعنون والملعونون.. هم الخاسر الاكبر.. الخاسر الاول و الاخير.. نحن نعيش الآن حالة من الكيد السياسي الخالص بامتياز.. هذا هو سر المأزق التاريخي لما نحن فيه الآن.. عادت نغمة الرغبة في الاقصاء والابعاد ولا اقول الانتقام.. كل القوي تعمل الآن وكأنها تساق من مرتعها الي مصرعها ولا تعرف من هو الذي يسوقها.. اصبحنا نتفنن في صنع الازمات ثم نذوق الامرين في البحث عن حل لها.. ننهك ونجهد انفسنا في الدوران في الحلقات المفرغة إلي ما لا نهاية.. وكأننا لا نعيش ازمة اقتصادية طاحنة.. ولا حالة فراغ تشريعي.. ولا حالة عدم استقرار سياسي او انفلات امني.. فقط نحن نعيش حالة من الكلام والصراع علي الكلام.. تغذيه جماعات تبحث لنفسها عن دور اي دور ولو علي حساب مصر الوطن والمواطن المسكين.. الذي لا يشغله ما يشغل هؤلاء الآن.. المصري المسكين الغلبان المطحون لا يعرف الا طريقا واحدا الآن ولا يريد البحث الا عن سؤال مهم ورئيسي هو كيف يعيش امنا مطمئنا علي نفسه واولاده.. كيف يحصل في الصباح علي قوته.. ويسعيپلتحصيل رزقه والعمل علي تأمين غده هو اولاده.. اما الصراعات الحالية والبحث عن زعامة .. والشعارات المرفوعة والحرب الحامية الوطيس.. لن نتركها لهم.. مصر اكبر منهم.. مصر لن يحكمها الخارجون من السجون.. اوالمتخلفون او اصحاب اللحي.. ثم الشعارات المضادة لا ليبرالية و لا علمانية.. اسلامية اسلامية.. لا لن نتركها لهم.. الآكلون علي كل الموائد.. المتواطئون المتورطونپاصحاب الاجندات الاجنبية وغير ذلك من كلام وشعارات تصيبك بالغيظ والضيق والضجر.. الغريب ان احدا من هؤلاء المتباكين علي الديقراطية و ضياعها لم يفكر أحد ان يتساءل عن كشف حسابهم.. و لم يتوقف عند ما تم انجازه او ما يراد.. الحصيلة معارك كلامية فقط لا تقدم ولا تؤخر بل هي تزيد اشعال الموقف علي كل صعيد.. تدفع القوي الي طرق فرعية وجانبية وقضايا خلافية حتي تظل الامور الي الوراء دائما او في افضل الاحوال محلك سر.. و لن احدثك عن حالة الخلل واللخبطة والارتباك التي تشوه الصورة العامة.. وجعلتنا اضحوكة امام القاصي والداني.. يخيل اليك في كثير من الاحيان ان هناك حالة ترصد و تعمد خلاصتها لا يجب ان نترك هذا الشعب الغبي الذي اختار قيادة "........" يهنأ بأي فرصة للانطلاق او الاستعداد للعمل علي الطريق الصحيح.. لابد ان يعود للخلف.. لابد ان يجتر المر ويبتلع المرار.. يتحدثون عن التطهيرفي كل القطاعات.. والنفوس لا تزال مريضة ومشحونة بكلاكيع سياسية واجتماعية وغيرها.. كلاكيع تحب الرؤية وتعوق الفكر في الاتجاه الصحيح.. كل القوي بما فيها الاسلامية و الليبرالية تحتاج الي دورات مكثفة وسريعة في كيفية التطهر من هذا الرجس الخطير الذي يضرب الساحة السياسية ويكاد يعصف بالجميع.. يعوق المسيرة ويهدد بتفجير الموقف رأسا علي عقب.. ولا يهم ايضا ان تغرق السفينة.. خاصة وان البعض لا يمانع صراحة في هدم المعبد في مقابل ان يحقق حلمه في تحقيق شعار .. ¢ارحل ¢.. من هو؟.. پلا يهم المهم ان يرحل اي احد لتظل مصر في حالة من الفراغ المقيت والفوضي المؤلمة.. بعض المهيجين والمحرضين لا يريدون ان يدركوا ان البلاد تعيش مرحلة انتقالية شديدة المرارة.. يتحدثون عن الديمقراطية ويتطاولون علي ادواتها ويرفضون نتائجها.. يحدثونك عن ديموقراطية تفصيل.. يقنعنونك بضرورة المشاركة والتوافق.. وهم يرفضون أي شئ و هم ابعد ما يكونون عن التوافق واهدافه وغاياته و مراميه.. پوليس لديهم قدرة علي المشاركة الفعالة.. ان مشاركتهم مرهونةپبقدر المكاسب ولا علاقة لهم بالخسارة انهم مع نظرية المنشار.. طالع واكل نازل واكل.. لا يعرفون التضحية ولا الإيثار ولا افساح المجال للافضل پلا يتركون خلق الله تعمل لما هو ات .. تفكر في حلول عملية للمشاكل.. في تخفيف الاعباء واعطاء فرصة للامل او ان يشعر الناس ببارقة ضوء في نهاية النفق.. لا لا هيهات لما يصفون.. اذا كانت هناك رغبة حقيقية في التطهير السياسي وغيره للانطلاق بجدية نحو المستقبل ومواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهنا.. وفي مقدمتها الخروج من المأزق التي وضعنا انفسنا فيها او فرضت علينا فرضا لابد من تطهير النفوس اولا.. ولابد ان يكون هناك ايمان و قناعة انه لا تطهير ولا تطهر في ظل الاصرار علي الكيد والمكايدة السياسية.. والاستغراق في نظريات الابعاد والاقصاء وعدم الاعتراف بقدرات وامكانيات الاخر.. وايضا التخلي عن الانانية والخروج من موقف المتفرج والمشاهد الناقم الغاضب فقط والمحذرپدائما والمولول مع كل نائحة والمتحين لاي فرصة يلطم فيها الخدود ويشق الجيوب و يستمرئ احاديث التشفي والتنكيت والتبكيتپعلي كل صعيد.. وليعلم الجميع انه لن يكون هناك تطهير حقيقي في ظل حالة اللجوء الدائم الي حل ازمة الشخص او الجماعة او الحزب علي حساب ازمة الوطن.. والعمل وفق قاعدة ¢ انا ومن بعدي الطوفان ¢.. حتي ولو ذهب الجميع الي الجحيم.. وهو الموروث السيئ الذي طغي خلال العقود الاخيرة اثر انعدام القيم وتدهور واحدار قيمة الانتماء وحب الاوطان وسيادة افكار شاذة وعريبة و غربية .. اذا لم تنصلح النفوس اظلمت الافاق وسادت الفتن حاضر الناس ومستقبلهم.. ولذلك يقول الله تعالي: ان الله لا يغير ما بقوم حتيپيغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ¢ و يقول ايضا ¢ ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها علي قوم حتي يغيروا ما بانفسهم ¢ يقول الله تعالي في "الآيات 133-136 من سورة آل عمران": "وَسَارِعُوا إِلَي مَغْفِرَةي مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَي مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةى مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ". ** من جميل قول ابن الجوزي في علاج النفس واصلاحها : وما زلت أغلب نفسي تارة وتغلبني تارة. فخلوت يوما بنفسي فقلت لها: ويحك اسمعي أحدثك إن جمعت شيئا من وجه فيه شبهة أفأنت علي يقين من إنفاقه؟ قالت: لا قلت لها: فالمحنة عند الموت أن يحظي به غيرك ولا تنالين إلا الكدر العاجل والوزر. ويحك اتركي هذا الذي يمنع الورع لأجل الله أَوَمَا سمعت أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه. وكان سفيان الثوري يقول: أدركنا الناس وهم يحبون من قال لأحدهم: اتق الله تعالي وقد صاروا اليوم يتكدرون من ذلك. يقول ابو العتاهية : طَلَبْتُ المُستَقَرّ بكُلّ أرْضيپفلَمْ أرَ لي بأرْضيپمُستَقَرّا أطَعتُ مَطامِعي فاستَعبَدَتني ولَوْ أنّي قَنِعتُ لكُنتُپحُرّا واعجبني قول احد الشعراء : لاح شيب الرأس مني فنصح*** بعد لهو وشباب و مرح إخوتي توبوا إلي الله بنا *** قد لهونا و جهلنا ما صلح نحن في دار نري الموت بها **** لم يدع فيها لذي اللب فرح يا بني آدم صونوا دينكم *** ينبغي للدين أن لا يطرح و احمدوا الله الذي أكرمكم **** بنبي قام فيكم فنصح بنبي فتح الله به *** كل خير نلتموه ومنح