نواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: إذا ما بعث الانسان فلن ينصف المخالف لشرع الله ولن يأتي بجديد لمن يلتزم بشرع الله.. لن يضيف إلي الشرع شيئا ولن يحذف من الشرع شيئا فلو أن علماء الأمة قاموا بدورهم في تذكير من نسي وإعانة من ذكر عنذئذ يكونون هداة مهديين إننا لا نريد أن ينشغل الناس بمثل هذا الأمر لأن الشرع كامل وكل ما يحتاجه المؤمن من المهدي المنتظر سيجده في كتابه الله وسنة رسوله. إن عدم فهم الناس لنظرية المهدي المنتظر أوجد كثيرا من الادعياء ويبدو لي أن مناقشة قضية المسيخ الدجال أهم من مناقشة قضية المهدي المنتظر لأن المسيخ الدجال سيعمل علي إضلال الخلق وتجري علي يده خوارق العادات كأن يطلب أحد منه أي شيء فيوجده له في الحال فيفتتن به الناس ويقول الصوفية: "إن خوارق العادات المادية لا يلتفت إليها" كأن يأكل الرجل الزجاج والمسامير أو يمشي في النار أو أي شيء غير عادي ذلك كله لا يلتفت إليه لأن أكثر خلق الله خرقا للعادة هو المسيخ الدجال أما الكرامة الحقيقية للولي فهي العلم يقول سبحانه وتعالي: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وكما قلنا من قبل: إن المشي علي الماء والطيران في الهواء ليس دليل كرامة وقال السابقون: "إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي علي الماء فقيسوا أعماله علي كتاب الله وسنة رسوله فإن وافقت فإن الملائكة تحمله وإن خالفت فإن الشياطين تحمله" لكن كيف يميز الشخص العادي بين من تحمله الملائكة ومن تحمله الشياطين وكلاهما غير مرئي؟ فهذا ما سنتناوله العدد القادم.