منذ أن هبط الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحتي اليوم والمحاولات لاتتوقف عن ابتكار أشكال مختلفة من المصحف الشريف. فقد لقي رعاية بالغة عبر التاريخ من ناحية الشكل والخط والتزيين. فضلاً عن المواد المستخدمة في ذلك من صحف وعسب وورق ولخاف وغير ذلك من مواد الكتابة وفنون التجليد. ويرجع الفضل إلي الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في جمع المصحف الشريف من صدور الحفظة بعد استشهاد عدد كبير منهم في معركة اليمامة. واستجابة لاقتراح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال له: إن القتل قد استحرَّ بقراء القرآن يوم اليمامة. وإني أخشي أن يستحرِّ القتل بالقراء في المواطن كلها وأري أن نأمر بجمع القرآن. ولكن أبا بكر الصديق رضي الله عنه تردد في البداية خشية أن يفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد فترة شرح الله صدره لما اقترحه عمر بن الخطاب فكلّف زيد بن ثابت وقال له: إنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب لرسول الله صلي الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن . منذ أن هبط الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحتي اليوم والمحاولات لا تتوقف عن ابتكار أشكال مختلفة من المصحف الشريف. فقد لقي رعاية بالغة عبر التاريخ من ناحية الشكل والخط والتزيين. فضلاً عن المواد المستخدمة في ذلك من صحف وعسب وورق ولخاف وغير ذلك من مواد الكتابة وفنون التجليد. ويرجع الفضل إلي الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في جمع المصحف الشريف من صدور الحفظة بعد استشهاد عدد كبير منهم في معركة اليمامة. واستجابة لاقتراح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال له: ان القتل قد استحرَّ بقراء القرآن يوم اليمامة. واني أخشي أن يستحرِّ القتل بالقراء في المواطن كلها وأري ان نأمر بجمع القرآن. ولكن أبا بكر الصديق رضي الله عنه تردد في البداية خشية أن يفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد فترة شرح الله صدره لما اقترحه عمر بن الخطاب فكلف زيد بن ثابت وقال له: إنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب لرسول الله صلي الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن. ومن هنا جمع المصحف علي صحائف من الرق متشابهة في الطول والعرض متفقة في النوع مرتبة بين دفتين بعد أن كان مدوناً علي قطع كبيرة وصغيرة من العظم والعسب والألواح واللخاف. كان شكل كتابة زيد بن ثابت بأن يترك فراغاً بين كل آية وأخري أوسع قليلا من الفراغ الذي كان يتركه بين كل كلمة وأخري. كذلك كان يترك فراغاً أوسع قليلا من الفراغ الذي كان يتركه بين كل سطرين متتاليين في حالة الفصل بين السور وكان يستخدم الخط الجاف الذي يميل إلي التربيع أو الخط ذا الزوايا والخط اللين الذي يميل إلي الاستدارة وكان الخط الأول "الجاف" يستعمل عادة في الشئون الهامة. بينما يستعمل الخط الثاني في الشئون اليومية العادية. وقد استخدمه الصحابة حينما كان يمليهم الرسول شيئاً من القرآن لسهولته ويسره. والراجح أن الخط الذي كتب به زيد بن ثابت صحائف أبي بكر كان من النوع الجاف الذي يمتاز بجلالته وفخامته. والذي تمثله المصاحف المكتوبة بالخط المعروف "الخط الحجازي" والتي وصلت إلينا تطوراً له في شكل المصاحف المعروفة. بعد الفتوحات تعددت اللهجات وحدثت مشكلات من خلال تعدد المصاحف الأمر الذي جعل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يوحد المصحف. ويكتب المصحف العثماني المتداول حتي الآن. وقد أرسل عثمان بن عفان مع كل مصحف من المصاحف المرسلة إلي الأمصار إماماً قارئاً. فكان زيد بن ثابت مقريء المصحف المدني. وعبدالله بن السائب مقريء المصحف المكي. والمغيرة بن شهاب مقريء المصحف الشامي. وأبو عبدالرحمن مقريء المصحف الكوفي. وعامر بن عبد قيس مقريء المصحف البصري. ويرجح أن هذه المصاحف كتبت بالخط المدني الذي كان في المدينة علي الرقوق المصنوعة من الجلد حيث أجمع الصحابة علي كتابة القرآن علي الرقّ لطول بقائه ولأنه الموجود عندهم حينئذ. يروي ابن كثير ان أشهر هذه المصاحف بجامع دمشق شرقي المقصورة. وقد كان بمدينة طبرية ثم نقل إلي دمشق سنة ثماني عشرة وخمسمائة. وقد رآه ابن كثير "كتاباً عزيزاً جليلا ضخما بخط حسن مبين قوي بحبر محكم في ورقي يظنه من جلود الإبل". أما المصحف المعروف ب "مصحف أماجور" في العصر العباسي بين سنتي "256 264 ه" فيعد أقدم المصاحف التي تحمل تاريخاً محدداً. ويتعرف الخبراء علي المصاحف الحجازية أو الكوفية المبكرة من خلال طريقة سكل كلماتها وغياب الأعجام عن أغلب حروفها المتشابهة. كما تتميز كذلك بأن عرضها أكثر طولاً من ارتفاعها. وفي العصر الحديث ظهرت مصاحف قيل عنها انها أصغر مصاحف في التاريخ وهي مصاحف صغيرة جدا. كما ظهرت مصاحف كبيرة جدا سميت بأنها أكبر مصاحف في التاريخ. ورغم كل الجهود المبذولة في كتابة المصحف الشريف إلا أن بعضها لاقي معارضة ورفضاً شديدا مثل المصحف الجديد الذي ظهر مؤخرا باسم وعُرف باسم "باربي" فقد انتشرت في الآونة الأخيرة في الأسواق السعودية وبعض الأسواق الخليجية نسخ من القرآن الكريم. بألوان زاهية وأوراق معطرة برائحة الياسمين تسمي "قرآن باربي" ويقول مروجوها إن الغرض من طرحها هو "ترغيب الأطفال في حفظ القرآن الكريم بالاستفادة من التقنيات الحديثة للطباعة. عن طريق مصاحف تجمع بين عوامل الجذب التي تخاطب ميول وطبيعة الأطفال". وكان الداعية الشيخ محمد العريفي أول من ندد بهذا الأمر علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" حيث قال: ظهرت مصاحف ملونة بأشكال غريبة: هذا يلون أسماء الله وهذا أسماء الأنبياء وأسماء المدن وهذا لكل جزء لون والقادم أدهي أرجوكم كفوا العبث بقرآننا. يقول أحمد عبدالرازق صاحب إحدي دور النشر المتخصصة في طباعة القرآن الكريم. العناية بكتاب الله جل وعلا فرض وواجب ورسالة قبل أن تكون تجارة وهي مسئولية كبيرة نقوم بها ونهتم بها كثيرا. وعلي مدار التاريخ تنوعت وتعددت أشكال كتابة وطباعة المصاحف سواء من حيث الحجم أو الشكل أو الخط. لكن الشيء الثابت دائما هو أن تكون النسخة لائقة بجلال القرآن وقدره الكبير. فنحن مثلاً قمنا مؤخرا بطباعة نسخة من القرآن الكريم اسمها "مصحف القراءات العشر" تضمنت القرآن الكريم وقراءته بالقراءات العشر وقام بالإشراف عليه فضيلة الشيخ أحمد المعصراوي. وفي المقابل فإننا لا نقبل أن نقوم بطباعة ما يسمي مثلاً أصغر مصحف أو مصحف علي أشياء معينة والتي تكون أشياء دعائية أكثر منها دعوية فهذه المصاحف لا استفادة منها والمصحف لا يوجد من أجل أن يوضع للزينة ولكن من أجل القراءة والتدبر. وأضاف: أما مصحف باربي الأخير فهو تقليعة غربية خطيرة جدا وفكرة فاسدة. وهدفها التقليل من جلال وقدسية القرآن الكريم. فالأطفال ليسوا بحاجة إلي هذا النوع من المصاحف للإقبال عليه فهو يكفيهم أن يحببهم أهلهم فيه ويقبلون عليه كما حفظناه نحن. ويقول الشيخ محمد نصر إمام وخطيب بوزارة الأوقاف. لقد تعهد الله سبحانه وتعالي قرآنه بالحفظ علي مدار الزمان. وقد أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نهتم بالقرآن ونصونه. ولا نتلاعب به ونحوله إلي سلعة تجارية. وهذه الروائح العطرة والصفحات الملونة لن تضيف للقرآن شيئاً. وهذه المصاحف يجب إحراقها فور دخولها مصر. بل يجب عدم السماح لها بالدخول من الأساس. فهي مرفوضة وتمس هيبة القرآن ومكانته. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: الحملة علي الإسلام تتواصل والهدف واضح ومعروف وهو انهم يريدون صرف القدسية والجلالة عن كتاب الله الذي تعهد الله بصيانته وحفظه إلي يوم القيامة. المصحف الشريف له فن وأصول في كتابته وطباعته لا يجب تجاوزها أو الخروج عنها وإلا أصبح شأنه شأن أي كتاب آخر وهو ما لا نقبله علي كتاب الله عز وجل.