الرجل الأفريقي المسلم محظوظ وهو بالتأكيد أسعد رجل في العالم فبالرغم من أنه يجمع بين ثلاث أو أربع زوجات وهي عادة تنتشر بنسبة 80% بين الرجال إلا أن الزوجات يعملن جميعاً كفريق واحد لتلبية حاجات وإسعاد زوجهن بغير تنافر أو تشاحن بينهن علي غير عادة نساء الكرة الأرضية اللاتي يشتركن في زوج واحد ومن عجب الأعاجيب أن تجمع الألفة والمحبة بين الثلاث أو الأربع زوجات بتلقائية وبغير تدخل من الزوج السعيد فكل زوجة تؤمن بأن للزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة نفس الحقوق التي لها في الزوج ومن حقها أن تسعد وتستمتع به حتي ولو كان أمام أعينها بل هي تسعد لسعادة ضرتها ولسعادة الزوج المشترك. وبالتأكيد فهذه طبيعة خاصة جداً للمرأة الأفريقية لا تنازعها فيها امرأة أخري في بلاد الدنيا. وللغوص في طبيعة النفس البشرية لهذه الزوجة الأفريقية التي جعلتها تنفرد بهذه الخصوصية وللوقوف علي أسبابها وعواملها التقت "عقيدتي" بعض علماء الأزهر الشريف الذين عملوا لسنوات بجمهوريات مالي وأوغندا والنيجر وأكلوا خبزاً وملحاً فترات طويلة مع أهلها. 1⁄4 الشيخ سالم عز الدين يقول إن الرجل في جمهورية مالي يجمع بين ثلاث وأربع زوجات وذلك لاعتقاد ديني مشترك بين الرجل والمرأة بأن الأصل في زواج الرجل هو أن يجمع بين ثلاث وأربع زوجات وحجتهم في ذلك الآية الكريمة التي وردت في سورة النساء "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع" والرجال والنساء يعتبرون ذلك تكليفاً إلهياً والزوجات الثلاث أو الأربع في مالي يتسابقن علي الحصول علي رضا الزوج وكل واحدة منهن تحث شريكاتها في الزوج ببذل كل الجهد لإسعاده ومن الغريب أيضاً أن الزوجة لا تغار علي زوجها من زوجاته الأخريات ولكن تغار علي زوجها من امرأة غريبة فقط. والزوجة في جمهورية مالي تشجع زوجها علي الزواج عليها أكثر من مرة إذا كان يرغب في ذلك بحثاً عن السعادة وتغني وترقص في فرح زوجها اعتقاداً منها بأن ذلك سيدخلها الجنة وسيكون هذا الزوج ظلاً لها يوم القيامة. والمرأة في مالي وبعض دول أفريقيا تعمل إلي جانب الرجل في الزراعة أو الرعي أو التجارة وتهتم بمظهرها وملبسها في المنزل وتستقبل زوجها بالبخور والعطور وهي زوجة مخلصة ومطيعة وتبتسم دائماً في وجه زوجها ومن الأشياء الطبيعية أن يشارك الرجل يومياً زوجاته الرقص في فناء المنزل. الغسيل وقوف وقد لفت نظري والكلام للشيخ سالم عز الدين أن المرأة حين تغسل ملابس زوجها تحرص علي الوقوف والانحناء نحو الأرض حيث الإناء الذي تغسل فيه ملابس الزوج وذلك تكريماً وتقديراً لهذا الرجل وتحرص الزوجة علي غلي بعض الأعشاب المحلية وإعطاء كوب منها كل صباح ومساء للزوج لتقوية بدنه وصحته وزيادة نشاطه. والزوجة كذلك لا ترهق زوجها في مصروفات المنزل ويكفي تناول طعام "الدخن" وهو من طحين الذرة ويشبه "العصيدة" ولهذه الأسباب لا توجد حالات طلاق في جمهورية مالي التي يعتنق أهلها المذهب المالكي إضافة إلي أن تكاليف الزواج بهذه الدولة زهيدة. 1⁄4 الشيخ عادل الصاري يؤكد أن بنفس الاعتقاد الديني في مالي يجمع الرجل المسلم في جمهورية النيجر بين ثلاث وأربع زوجات والغريب أن المرأة في النيجر تشاطر الرجل نفس الاعتقاد وتري الزواج بامرأة واحدة مخالفاً للشرع والسنة ويعزز هذا الاعتقاد الديني في جمهورية النيجر كما شاهد أثناء تواجده للعمل سنوات في هذه الدولة زيادة نسبة المواليد بين الإناث بنحو 10% عن الذكور إضافة إلي ضآلة تكاليف الزواج بسبب تردي الحالة المعيشية في هذه الدولة الإسلامية الأفريقية. ويضيف الصاري أن معظم السيدات والفتيات في جمهورية النيجر يحفظن القرآن الكريم وعدد كبير منهن يتحدث باللهجة المصرية التي اكتسبتها من خلال تواجد بعثات الأزهر التعليمية في بلادهن أو من خلال من أسعده الحظ والتحق بجامعة الأزهر بالقاهرة من الرجال أو النساء أو من يسافر للسياحة أو العلاج في مصر ويري أن المرأة في جمهورية النيجر لا تغضب ولا تثور في وجه زوجها أبداً حتي لا تقترف ذنباً يدخلها النار إضافة إلي أنها بطبيعتها صابرة متفائلة ترضي بما قسمه الله لها من زوج حتي وإن شاركته فيه أخريات ورزق كتبه الله لها. والفتاة في جمهورية النيجر تفضل الزواج من شخص كبير في السن حتي يكون قد اكتسب خبرة واسعة في الحياة وتشاركه الحياة مع أخريات كزوج وأب في وقت واحد لذلك فهي لا تبدو نكدية وتحرص علي الاهتمام بتلبية رغبات الزوج وتوفير الراحة له والمرأة في النيجر تهتم بصحة بدن الزوج وهي لا تنسي أن تعطي زوجها يومياً ثمرة أو أكثر من ثمار "البرو" بكسر الباء وضم الراء وهي ثمرة تشبه ثمرة التين الأخضر شديدة المرارة غير مسكرة تزيد من قوة وحيوية الرجل. ومن غرائب المرأة في النيجر أنها في حالة إقدام الزوج علي الزواج للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة تذهب الزوجة إلي منزل العروس وتعدد لها محاسن زوجها وتقدم لها النصائح التي تجعل الزوج يحبها وتقدم لها التهاني. 1⁄4 والأمر لا يختلف في جمهورية أوغندا فتعدد الزوجات للرجل شيء طبيعي كما حدثنا الشيخ محمود علي حسن رئيس بعثة التعليم الأزهري فبالإضافة إلي الاعتقاد الديني تري الفتاة في أوغندا الزواج من رجل حتي ولو يجمع بين زوجة أو أكثر ضرورة لها وحصناً يمنعها من الوقوع في خطأ مع غير مسلم حيث إن عدد المسلمين في أوغندا يقدر بنحو ثلث سكان الدولة تقريباً والرجال في أوغندا يتمتعون بقوة بدنية عالية لاعتمادهم في الطعام علي الخضراوات والفواكه والأكلة الشعبية الأكثر انتشاراً في أوغندا تسمي "الماتوكي" وهي ثمرة تشبه الموز المطبوخ وأهم ما تتميز به المرأة المسلمة في أوغندا الرشاقة ونظافة المنزل وحبها لزوجها وزوجاته الأخريات كما أنها تبدو دائماً سعيدة تكره النميمة تساعد زوجها في تحمل أعباء الأسرة بالعمل في الزراعة أو التجارة.