في مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالي نكون قد انتهينا بكل فخر واعتزاز من اختيار أول رئيس لبلدنا بانتخابات حرة نزيهة.. هذا الرئيس الذي نبني عليه أمالاً عريضة لاستعادة البلاد لوضعها الطبيعي وتحقيق أهداف الثورة وفي مقدمتها بناء دولة ديمقراطية تسمح باختلاف الرؤي وترفض التخوين والاقصاء.. لذلك فنحن علي موعد حاسم يومي السبت والأحد القادمين مع المعركة الأخيرة لانتخاب رئيس البلاد بإرادة حرة مستقلة مثلماً حدث في جولات الاستفتاء والانتخابات البرلمانية والجولة الأولي للرئاسة. ولا شك أن كلا المرشحين لهذا المنصب يري فيهما الكثيرون أنهما لن يحققا أهداف الثورة. فأصيب المجتمع باللغط والعوار الفكري في الخيار بين المتنافسين علي كرسي الرئاسة.. لكن أري أن الديمقراطية التي ارتضيناها ومن أجلها قامت الثورة هي العلاج الوحيد للخروج من هذا المأزق الكبير.. فقد يلجأ المريض لتجرع الدواء المر بهدف استعادة صحته والنهوض من كبوته.. وهذا ما نتمناه في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.. وإلا فالعواقب وخيمة والتوابع أليمة والأعداء قابعون علي الأعتاب والمنافذ يتربصون بنا.. فلا بديل عن الانتصار في هذه المعركة والخروج من النفق المظلم وقطع دابر الفتنة التي تطل علينا برأسها.. وهذا لن يتحقق أبداً بوحدة الشعب.. فهو الوحيد القادر علي إخمادها.. وذلك لن يتأتي بالصمت أو المقاطعة.. فالدعوة لمقاطعة الانتخابات بحجة أن المرشحين كلاهما مر أمر مرفوض لأنها تسهل علي المزورين جريمتهم.. أما الاصرار علي الخروج للصناديق للإدلاء بالصوت الذي نراه معبراً عن إرادتنا فهو الحل الوحيد الذي يبطل القيل والقال حول التزوير ويحقق إرادة الشعب كاملة ويعيد الأمور لنصابها الطبيعي.. إنها المعركة الفاصلة ولا عذر لنا أن نتخلف عنها. وإلا فكلنا آثمون عما يحدث للبلاد من فوضي لا قدر الله فنكون أو لا نكون!! * * * وختاماً: قال تعالي: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" صدق الله العظيم "سورة الأنفال 25"