حرمان النساء من الميراث.. قضية قديمة. وللأسف متجددة. ومازالت بعض الأشخاص الذين عمت أبصارهم يحرمون البنات ويخصصون الميراث للذكور. "عقيدتي" وصلتها العديد من الخطابات كلها تشتكي أولا ثم تستفتي ثانيا عن هذه القضية التي تمارس حتي الآن. وأهمها خطاب السيد أحمد محمد من القاهرة عن حكم الشرع في عزمه رفع قضية حجر علي والده بسبب رفضه منح شقيقته ميراثها. يقول الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية إن التوريث إجباري.. ولا يملك المورث حرمان ورثته ويجوز للأب توزيع ممتلكاته علي أولاده.. بشرط العدل فحرمان أي شخص من الميراث لا يجوز شرعا ولابد أن يعلم كل من يحرم وريثا من ميراثه الشرعي وكذلك كل من يأكل حق أحد إخوته إنه في الحقيقة يقحم نفسه في النار دون أن يستفيد شيئا. ولا معين ولا شفيع له في الحياة الأخروية. كما أن الأبناء يكسبون إثما كبيرا إذا وافقوا والدهم علي الباطل. وأكلوا حق أحد إخوتهم فالإثم لا يلحق الأب فحسب بل يشملهم أيضا. وإذا أراد الأبناء أن يصححوا الوضع وأن يرجعوا إلي الحق. فيتوجب عليهم تحكيم القرآن الكريم والالتزام بالنصوص الشرعية التي توضح الأسهم والأنصبة وإعطاء أخوتهم الذين تم حرمانهم من الميراث حقوقهم. حينئذ يكون الأبناء بريئين أمام الله - سبحانه وتعالي - وينقذون أباهم من عذاب القبر ومن عذاب جهنم. ويقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أنه لا يجوز لمسلم أن يحرم وريثا من نصيبه الشرعي في الميراث الذي أقره الشرع ومن يفعل ذلك فهو آثم ومعطل لحكم الله ومتعدي علي كتاب الله وسنة رسوله وآكل لأموال اليتامي بالباطل وقاطع للأرحام بهذه المظالم ولهذا يجب فرض عقوبة علي كل من يأخذ أموال الناس بالباطل حتي لو كانت العقوبة بالسجن أو الغرامة لمن يتجرأ علي منع حق الميراث أو يتعدي علي حدود الله باعتباره ظالما وذلك يعد قرارا منطقيا لأن المواريث تعتبر من النص العام ولا يجوز التدخل فيها ومن هنا جاءت أحكام المواريث وتقسيمها في القرآن الكريم وقد قال تعالي: "آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله والله عزيز حكيم" كما قال أيضا: "تلك حدود الله فلا تقربوها" لذا فمن يتعدي علي هذه الحقوق هو ظالم ويستحق العقوبة لمخالفته شرع الله. فإذا كنا نريد مواجهة تلك الظاهرة والتخلص منها نهائيا فلابد أن نوصل لكل مسلم يمتلك ما يورثه أو وريث أن الله الذي يأمر بالعدل أعطي كل ذي حق حقه. سواء كان رجلا أو امرأة. وإن الواجب علينا أن نعطي الحقوق لأهلها. وأن ندرك أن الله محاسبنا يوم القيامة. رجالا ونساء. وأنه لا يرضي أن يعتدي أحد علي أحد. بل لا يرضي أن يعتدي إنسان علي حيوان. بل لا يرضي أن يعتدي حيوان علي حيوان. فقد جا ء في الحديث الصحيح أن الله يقتص يوم القيامة للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.