* تسأل مريم أحمد عبدالعزيز من بورسعيد: سيدة مات ابنها. وهي تذهب إليه كل يوم جمعة.. وهي تسأل سؤالين: الأول هل يشعر الميت بذويه أو بأمه وهي موجودة جالسة عند شاهد قبره؟ والثاني: ماذا عن الكلام الذي يتردد بأن روح الأموات ترفرف حول القبور يوم الجمعة واليوم الذي يليه واليوم الذي يسبقه؟ ** يجيب د. علي جمعة مفتي الجمهورية: بالنسبة لزيارة المرأة القبر ففيها كراهة. لأن الإسلام يريد لها أن تنسي الحزن وتزاول أعمالها مرة ثانية في الحياة.. ولكن نحن نفتي للمرأة بالذهاب إلي القبر من أجل حالتها النفسية. فربما لو لم تذهب تجن أو تتأثر حالتها النفسية والصحية.. لأنها فقدت ابنها. وهي محرومة منه. وهذا الذهاب للقبر سيريحها.. فنفتي لها أن تذهب. ولكن المهم ألا تحدث مخالفات شرعية. فلا نياحة ولا أصوات مرتفعة بالبكاء ولا تلطم الخدود ولا تشق الملابس. لا تقول إلا ما يرضي الله - عز وجل - وإنما ذهابها مع الالتزام هو من باب العلاج.. ولكن الأفضل أن تبتعد. وتنسي الأحزان. وتخالط الحياة.. ولا داعي للإصرار علي الذهاب كل جمعة حتي وإن كان ذلك يسلي قلبها. ويحدث شيئا عن تسلية القلب.. إلا أن الأفضل أن تبتعد عن كثرة زيارة القبور. وربنا يكرمك إن كان لك أولاد آخرون. أو يكرمك في حياتك بصبرك.. ويدخلك به الجنة.. ودائما نحاول أن نجعل الإنسان ينسي أحزانه ويزاول حياته مرة ثانية. أما بالنسبة للأرواح التي تحس بالزائر. أو ترفرف حول القبور يوم الجمعة أو أي يوم آخر.. فليس في الكتاب ولا في السنة الصحيحة عن سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في هذا الأمر هذا التفصيل. إنما هو موجود في كتبنا التراثية منسوبا إلي التابعين.. فبعض تابعي الصحابة أو بعض تلامذة الصحابة "كما في كتاب التذكرة للإمام القرطبي صاحب التفسير" يقول: إن الروح لها اتصال بعد عصر يوم الخميس وإلي فجر السبت.. وكأن هناك تليفزيونا تفتحه الروح للاتصال بزائري القبر. فيري فيه زائريه. ويري فيه من يذهب إليه.. هذا الكلام ليس موجودا في الكتاب. وليس موجودا في السنة.. إنما هو موجود في التراث.. ونحن في هذه الحالة غير ملزمين باعتقادها. فإنها غير موجودة في القرآن أو السنة الصحيحة.. وهي وإن كانت ممكنة عقلا. فالسؤال كيف عرفها التابعي.. ربما يكون قد قرأها في رواية من روايات بني إسرائيل.. أو وردت عن أنبياء بني إسرائيل.. وقد يكون عرفها عن طريق آخر.. ولذلك أنا لا ألتفت إليها. لا أكذبها وكذلك لا أصدقها. لا أكذبها ولا أنكرها. إلا إذا ترتبت عليها مفاسد. ففي هذه الحالة أكرها وأكذبها.. لكن هي كمعلومة غيرموثقة. فهناك معلومات في الدين غير موثقة. ولذلك لا نعتمد عليها. لأنها غير موجودة في الكتاب ولا في السنة الصحيحة.. وإن كانت موجودة في كلام التابعين.. فإنها لا ترقي إلي مرحلة الاعتقاد أو التعامل معها علي أنها حقيقة لا خلاف عليها. نقد الصحابة.. بالأدب * يسأل أحمد علي موسي من المنصورة: هل يجوز لي نقد أحد الصحابة. بمعني أن أقول فيه رأيي جهرا. وأنقده سواء في وسائل الإعلام أو مع مجموعة من الناس. أقول مثلا: الصحابي فلان أخطأ في كذا. أو لا تعجبني طريقة إدارته للأمور. سواء في شئون الدين أو الدنيا؟! ** يجيب د. علي جمعة مفتي الجمهورية: سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "دعوا لي أصحابي". فلا داعي أن تتكلم في أناس حملوا كل هذا العبء في الدعوة. ويقول - صلي الله عليه وسلم - "فوالله لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبا لا يبلغ مُد أحدهم أو نصيفه..". وجبل أُحد ضخم جدا. وهو سلسلة من الجبال وليس فقط المكان الذي حدثت فيه المعركة.. فتخيل أن وزنه ذهبا.. أطنان من الذهب والمد هو 125 جراما. فلو أن الصحابي أنفق 125 جراما ذهبا في سبيل الله. وأنا أنفقت مثل أُحد في سبيل الله فلن أصل إلي نصفه.. هذا الكلام لا يعجب بعض الناس.. هم أحرار. لكن هذا هو الدين الموروث. هذه هي وصية رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أصحابي كالنجوم. بأيهم اقتديتم اهتديتم". "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. عضّوا عليهم بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور". الصحابة في المكان الأعلي.. الصحابة كانوا 114 ألف صحابي. وصل إلينا أسماء 9500 صحابي. بما فيهم النساء.. روي عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - منهم 1800 صحابي. نحترمهم كلهم. ونقدرهم. ونبجلهم وعند أهل السنة يقبل الصحابة كلهم.. لأنهم الجيل الذي فيه المثال. بعضهم أخطأ.. بعضهم أذنب.. بعضهم قد صدرت منه معصية.. ولكن مازال في نطاق المثال.. ماذا يفعل الإنسان اليوم إذا أخطأ؟ يفعل مثلما فعل الصحابة ماذا يفعل الإنسان إذا رأي أخاه يخطئ؟ أو يفعل الشر؟ "من ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله يوم القيامة" فهكذا.. علمونا لأنها حياة.. علمونا حتي في معصيتهم.. نحن لم نؤمر بتقليدهم في المعصية.. لا نقلدهم في الخطأ.. ولكننا أُمرنا أن نتبع مجمل الصحابة.. وأن نتأدب معهم. هناك فرق بين الأدب وبين قلة الأدب.