* يسأل المحاسب الأحمدي عبدالغفار تلا منوفية: ماهي الأعمال التي يصل ثوابتها إلي الأموات. وهل يحسن بنا عند زيارتهم. وهل يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن لهم وهل ينتفعون به؟ ** ويجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: الثابت الصحيح من أحدايث النبي -صلي الله عليه وسلم- فيما يلحق المرء بعد موته من ثواب الاعممال ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "إن ما يلحق - ينفع - المؤمن من عمل وحسناته بعد موته: علم تعلمه وعلمه ونشره أو ولدا صالحاً تركه. أو مصحفا ورثه. أو مسجدا بناه. ونهراً أجراه وبيتا لابن السبيل بناه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته فهي تلحقه من بعد موته". أما بالنسبة لقراءة القرآن وإهداء ثواب ذلك إلي أموات المسلمين. قال الإمام الشافعي رحمه الله "لا يصل إهداء ثوابها إلي الموتي لأنه ليس من كسبهم ولا من عملهم. ولقوله تعالي: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعي" "النجم 39" ولهذا لم يندب إليه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أمته ولا حثهم عليه. ولا أرشدهم له بنص ولا إماء ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة. ولو كان خيراً لسبقونا إليه. وباب القربات يقتصر فيه علي النصوص. ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة أو الآراء أو المنامات. وأما الدعاء والصدقات فذاك مجمع علي وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما. وقال الحافظ بن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالي: "إن ليس للإنسان إلا ما سعي" أي كما لا يحمل عليه وزر غيره كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو بنفسه. وأما حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية من بعده أو علم ينتفع به" فهذه الثلاثة من كده وسعيه وعمله. كما جاء في الحديث "إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وأن ولده من كسبه". من هنا فإن أعظم هدية يرسلها الأبناء لآبائهم وأمهاتهم بعد موتهم ان يستقيموا لأن كل عملهم الصالح في ميزان حسنات آبائهم وأمهاتهم. وبخصوص الأموات يحسون بزائريهم: نعم يحسون ويفرحون وينتفعون بالدعاء لهم والاستغفار لهم والترحم عليهم كما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عند زيارته لمقابر المسلمين "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون: اسأل الله لنا ولكم العافية" والله أعلم.