** من المفاهيم الشائعة أن حواء هي السبب في خروج آدم أبوالبشر من الجنة ولهذا فهم يوجهون إليها اللوم الشديد بأنها سبب ما فيه البشرية من شقاء بسبب النزول إلي الدنيا بدلاً من العيش بالجنة. ** يقول الدكتور محمد عبدالمنعم البري.. الأستاذ بجامعة الأزهر: هذا المفهوم خاطئ وتنافي مع ما جاء صراحة في القرآن الكريم حيث ذكر قصة سورة طه قال تعالي: "ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا أبليس أبي. فقلنا يا آدم إن هذا عدو تعري. وأنك لا تظمئ فيها ولا تضحي. فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي. فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصي آدم ربه فغوي. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدي. قال أهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقي". تؤكد هذه الآيات نسيان آدم لعهد ربه وهو طاعته وعدم عصيانه وكذلك أن وساوس الشيطان كان لآدم وليس حواء بدليل مخاطبة الشيطان لآدم أما حواء فكانت مجرد شريكة لآدم في المعصية ولكنها ليست سبباً وأن العصيان إنما جاء من عند آدم وليس من عند حواء ومن ثم فإن المخطئ هو آدم وليس حواء وأن سبب خروج البشر من الجنة هو آدم وليس حواء. من المؤسف أن هناك شبهات استند بعضها إلي ما جاء في كتب الأقدمين وكلها أخطاء في فهم النصوص حتي أن منهم من يصور المرأة بأنها شيطان لأنها حليفة إبليس وسبب خروج آدم من الجنة وهذه كلها دسائس وشبهات لتشويه صورة الإسلام بتشويه صورة المرأة فيه.