مع بدء الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي احتجب العام الماضي نتيجة اندلاع ثورة 25 يناير.. مع انخفاض نسبة الإصدار للكتب الجديدة كما تشير آخر الإحصاءات لدور النشر إلي أنه منذ عام 2006 وحتي الآن لم تتجاوز نسبة نشر الكتاب في العالم العربي ال 15% وان أعداد النسخ المطبوعة بين ألف وثلاثة آلاف وفق تقدير التنمية البشرية.. يخرج علينا السؤال الصعب والذي يفرض نفسه بقوة: هل مازالت القراءة "حية" في حياتنا كأمة أمرها قرآنها الكريم بالقراءة! أم ان ثقافة الشباب صارت "قشورا" مستمرة من الصحافة ووسائل الإعلام فقط دون الكتاب؟! خاصة في ظل تدني صناعة الكتاب العربي ونصيب مصر 25 ألف كتاب يمثل 37% من اجمالي انتاج الكتاب العربي وأن أقل من 50% منها إصدارات جديدة. عقيدتي استطلعت آراء الشباب المتخصصين في شئون المكتبات والكتب ودور النشر لتعرف اسباب العزوف عن القراءة فماذا قالوا؟ يتساءل وليد أحمد طالب كيف أقرأ كتباً سياسية أو ثقافية أو اجتماعية وليس لدي وقت لقراءة الكتاب الجامعي المقرر علي دراسته؟! بالله عليك 10 كتب كل فصل دراسي واحد فهل يكفي الوقت لقراءتها؟ وهل يكون لدي وقت لقراءة كتب سياسية أو ثقافية؟! للأسف وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي تحاولان اجهاد الطالب وشغله بقراءة كتب لا يستفيد منها ولكي أثقف نفسي أقضي وقتا بمشاهدة التليفزين والانترنت فقط ولا أقرأ كتبا عامة لأن الوقت لا يكفي لقراءتي المنهج الدراسي والقراءة لا وقت لها عندي وليست إحدي خيارات قضاء الوقت ولا تلقي اهتماما لدي. نعم أنا غير راض عن نفسي وذلك وأنا جاهل نوعا ما لأنني لم أقرأ كثيرا وهناك فرق بيني وبين زملاء لي في الثقافة وأخواتي الأكبر مني. دراسة مؤلمة وتقول هناء محمود موظفة اذا أجريت دراسة علي القارئ المصري نجد انه يقرأ في كل عام نحو ربع صفحة ومعدل القراءة عند الآخرين سبعة كتب في السنة.. والسبب هو العادة التي تعود عليها الشاب أو الفتاة وتدني مهارات القراءة تؤدي الي ضياع الأمم والشعوب ولكن ماذا نفعل؟ فالأسرة والمدرسة والجامعة هم السبب في هذا الحال الذي وصل اليه الشباب واذا قرأ الشاب المصري يقرأ حول التكنولوجيا والترفيه والمواضيع الجنسية والعفاريت والإقبال علي المجلات المخصصة للفن والفنانين أما الكتب السياسية والدينية فلا يقبل عليها الا فئة قليلة من الشباب والسبب الأسرة والدولة في جهات الأمن التي كانت تلقي القبض علي من معه كتاب سياسي أو ديني وله ميول سياسية أو دينية ونتمني ان تكون الأمور مختلفة بعد الثورة ويقبل الناس عامة والشباب خاصة علي القراءة. الحالة الاقتصادية يؤكد ياسر علام موظف ان سبب هذا العزوف عن الشباب الحالة الاقتصادية والبطالة فالشاب لا يعمل ولا يملك مالا لشراء الكتب فمن أين يأتي بالكتب للأسف المكتبات العامة ومكتبات الجامعات لا يوجد فيها ما يشجع علي القراءة وكذلك طرق عرض الكتب بها لا يليق وعدم وجود استعارة للموظف وتقدم العصر أحد الأسباب لأنه جعل وسائل الحصول علي المعلومة سهلا وخاصة الانترنت وللأسف أيضا هذه الوسيلة رغم أنها مفيدة للبعض إلا أنها هي الأخري أسئ استخدامها مما حولها من مفيدة الي غير مفيدة بل مضيعة للعقل والوقت لهذا لا نشتري إلا الكتب الدينية المفيدة لنا. يقول موسي محمد موظف بإحدي دور النشر نعم طبع الكتاب وبيعه انخفض مئات المرات والسبب الظروف الاقتصادية للأسرة وللدولة ومن يلجأ الي الشراء إما باحث يريد أن يحصل علي درجة علمية أو ترقية أما ذلك فهم قلة أو شاب متدين أو فتاة يريد أن يتثقف دينيا ولهذا فالإقبال علي شراء هذا النوع من الكتب وكذلك الجمارك علي الورق وأدوات الطبع وبيع الكتب في الخارج وتوقف بعض معارض الكتب في الدول العربية والأوروبية وغيرها. أضف الي ذلك التكنولوجيا الحديثة التي أوقفت شراء الكتب وأيضا جعلت بعض المؤلفين يلجأون اليه لتأليف الكتب أو نقلها منه وبيعها باسمه وعدم وجود مكتبات عامة يقرأ فيها الشباب ويقبل عليها. يتمني موسي ان يري بعض دور النشر والمكتبات كما في الخارج تجعل مكانا للقراءة للشباب وللجماهير مقابل مبلغ زهيد يدفعه في مكان مريح ومعد للقراءة وبه الانترنت والقنوات الفضائية في جميع المحافظات جميعها ونبدأ بالقاهرة وهي جيدة ومهمة وتدفع الناس للقراءة بديلا عن دفع مبالغ مالية ثمنا للكتاب؟! فهذا أفضل وأيضا نوع من محاربة الظروف الاقتصادية وهذا متبع في كثير من دول العالم فمتي يبدأ في القاهرة ونعيد لشبابنا ثقافته وهويته؟! نعم الإقبال علي الكتب الدينية لأنها مفيدة وأرخص للشباب وللأسر. طريق النهضة يؤكد الدكتور منتصر مجاهد كلية التربية جامعة قناة السويس ان من واجبنا اليوم اذا أردنا النهوض بوطننا وشعبنا والارتقاء به الي الأمام نبدأ بالقراءة بالتطبيق العملي لهذا العلم واستغلاله بطريقة صحيحة لخدمة الوطن هذا ويجب تغيير المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات ولا خوف من التقنية الحديثة لأنها تنهض بالكتاب ولا يمكن للشباب الاستغناء عن أحدهما دون الآخر لأن لكل واحد منهما فائدته وندفع الشباب الي استخدام ذلك أو هذا فالانترنت ليس بقادر علي ازاحة الكتاب من يد قارئه كما انه ليس بالإمكان التخلي عن الانترنت في عصر الثورة المعلوماتية وانفجار المعرفة وبمكن ان يكون الانترنت مساعدا في ترويج الكتاب ونشره وكذلك الصحافة والإذاعة والقنوات الفضائية فهناك يلجأ الي الكتاب الورقي فتساعده ومن يلجأ الي الانترنت فتساعده. مجتمع التقدم أضاف الدكتور منتصر مجاهد: ان المجتمع القارئ يعيش التقدم في مختلف المجالات والمجتمع غير القارئ يعيش التخلف أيضا في مختلف المجالات فالبطالة والجهل والتطرف والأمراض التي نعيشها سببها تخلينا عن الكتاب وهناك اقتراح لجأت اليه بعض البلاد العربية وهو ان تسن بعض القرارات مثل عدم الترقية أو فرض غرامة أو عدم نجاح الطالب أو غيرها من القرارات التي تفرض علي من لم يقرأ 12 كتابا سنويا لأنه من لا يقرأ في زمن الثورة المعرفية يرتطم في الوحل ويسحب المجتمع معه. وعلي الجهات المعنية والمراكز العلمية البحثية التحرك لمعالجة هذه الأزمة التي تؤثر علي حاضر ومستقبل الأمة.