بدأت فعاليات الدورة العشرين لمهرجان القراءة للجميع الذي أرسته واسسته ورعته سيدة مصر الاولي سوزان مبارك وانطلاقة هذا العام لها طابع مميز حيث تركز علي شعار مهم وهو: »القراءة حق للجميع« مثل الحق في الغذاء، والتعليم والمسكن والعلاج لكل فئات المجتمع. لقد اعتبرت كثير من الاسر المصرية مشروع القراءة منهجا ودستورا في حياتها خاصة ان معايير التقدم لمجتمعات الدول الراقية والمتقدمة تقاس بمدي اقبال افرادها علي التفاعل مع الكتاب ومعانقة صفحاته وعشق القراءة المتجددة والمتعددة. وفي تصوري اننا لابد ان ننمي ثقافة عشق القراءة ونسعي نحو مجتمع يعشق القراءة من خلال: اولا: ان تتضافر جيمع الوزارات والهيئات والاجهزة الاعلامية وقصور الثقافة ومراكز الشباب والجامعات المصرية لنشر الوعي بين الجماهير وان يتابع المحافظون فعاليات المهرجان وانشطته لمعرفة اكثر المكتبات جذبا للقراء والقراءة، واقترح الاحتفال بتكريم افضل المكتبات في كل محافظة حتي تنشأ روح التنافس بين هذه المكتبات. ثانيا: ان يكون للمرأة دور مهم كأم في تنمية حب وعشق القراءة عند الصغار من خلال القراءات غير المنطوقة وان تقدم لاطفالها في اعياد ميلادهم او في الاعياد الموسمية »كتبا جميلة« مع نمو عمرهم وتقدمهم الدراسي وبحيث ينمو ويشب الطفل علي القراءة سنويا ويكون لنفسه مكتبة مليئة بالهدايا الثقافية. ثالثا: ان نبتعد عن ثقافة الاستهلاك في التليفونات وعبر الانترنت وبدلا من النميمة وتضييع الوقت في اشياء غير مفيدة، نصطحب كتابا او مجلة او صحيفة او جريدة في وسائل المواصلات، في الحدائق في البنك، في عيادة الطبيب، اثناء السفر بالقطار او الطائرة في المطاعم والفنادق، والاماكن التي بها انتظار. رابعا: ان ننمي ثقافة عشق القراءة عند التلاميذ في المدرسة وخلال تكليف الطالب بقراءة احد الكتب ويلخصها ويبدي برأيه فيما يقرأ اثناء العملية التعليمية، ولدينا دور نشر متميزة مصرية تنتج كتبا متميزة منشرا وصورا وطباعة ونصا وامتاعا وفي مرحلة اعلي مثل الاعدادية والثانوية يقرأ كتابا متنوعا في موضوعاته في احدي المرحلة التعليمية »ثلاثون كتابا خلال مراحل تعليمه الثلاثة« وذلك يحدث في المدارس الاجنبية في اليابانوانجلترا وفرنسا. خامسا: ننمي ثقافة عشق القراءة في الجامعات المصرية من خلال الكتب الاضافية وتزويد المكتبات او القاعات في الكلية او اي مكان مناسب للقراءة بالصحف اليومية والمجلات المصرية خاصة ان عددا قليلا من شبابنا وطلاب الجامعات لا تسمح ظروفهم الاقتصادية بشراء جريدة واحدة في اليوم وتوجد هذه التجربة في امريكا وشاهدتها بنفسي في انجلترا خاصة ان هناك عددا غير قليل يرغب في القراءة والاطلاع علي الاحداث الجارية، ويقترح ان تكون التكلفة من ميزانية الانشطة الطلابية في الجامعات المصرية. واخيرا نحن بحاجة الي استثمار مفهوم »القدوة في حياتنا« من خلال توفير الكتب والمؤلفات والمنشورات التي تناولت السير الذاتية للمؤلفين والعمالقة والمفكرين والادباء والعلماء والمثقفين المصريين الحائزين علي جوائز نوبل وجوائز الدولة، وتوجيه الشباب نحو قراءة هذه الكتب وبذلك ننمي لديهم الفكر المستنير، والعقل الناقد، ونضعهم في اطار المنافسة العالمية. كاتبة المقال : استاذ بجامعة عين شمس