* تسأل سهيلة أحمد من القاهرة: تغيرت سلوكيات بعض الناس في هذا الزمن حتي أصبح التعامل مع الناس صعبا وتري البعض يثور علي غيره لأتفه الأسباب فهل للغضب علاج؟ * * يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن أمر الناس قد أصبح عجبا في هذا الزمن حيث رأينا بعض الناس يغضب ويثور ويسب ولا يبالي بالنتائج. ولا نجد من يخطئ في حق غيره ثم يعتذر بل رأينا الظالم يستبد ويتمادي في ظلمه وصاحب الحق لا يجد من يعينه ولا من ينصره مما جعل الأمور تنقلب إلي فوضي وهذا كله لا يتفق مع السلوك الإسلامي الذي يأمر بالحلم والتأني في كل أمر من الأمور وفي نفس الوقت يحذر من الغضب لأنه ليس من سلوك المؤمنين الذين يراقبون الله في أقوالهم وأبنائهم ويخشون العواقب في كل أمر من أمور حياتهم لأنهم لا يتعاملون مع الناس بل يتعاملون مع رب الناس. إن الاندفاع وراء الغضب يجعل الإنسان يفقد المرونة في الحكم والأنات في بحث الأمور بحثا عقليا من جميع جوانبها حينئذ يأتي الخطأ ويحدث الظلم ويجلب الإنسان علي نفسه شرورا كان في غني عنها لو لم يندفع وراء ثورة الغضب ولهذا فإن الناس أطلقوا علي الإنسان المتأني في أموره بالحليم. أما الذي يثور ويغضب فأطلقوا عليه الأحمق المتهور. من تخلق بالحلم وترفق مع الناس في تعامله معهم واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم لا يمكن أن يتمكن الغضب منه. مادام قد ذهب وتوضأ وصلي له ركعتين جاء في صحيح البخاري من سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال له أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب". وجاء في صحيح مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. وثبت أن رجلا سب ابن عباس رضي الله عنهما فلما فرغ قال ابن عباس يا عكرمة هل للرجل حاجة فتقضيها له فوقع الحياء في نفس الرجل وانصرف متعذرا وقال علي بن زيد: أغلظ رجل من قريش لعمر بن عبدالعزيز القول. فأطرق عمر زمانا طويلا ثم قال. أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا. فيا أبناء ثورة الخامس والعشرين من يناير يا أبناء مصر البواسل اتركوا الغضب وراء ظهوركم وتخلقوا بالحلم لتكونوا سعداء ويرضي عنا رب الأرض السماء.