تتوالي هذه الأيام. المناسبات الإسلامية. وهي نعمات تصيب المؤمن. فلا يمسه بعدها شقاء. ولا يناله عناء. فبالأمس القريب كان شهر رمضان. الذي نزل فيه دستور الإسلام. وهو القرآن الكريم. هدي للبشرية. وبينات لما يعتور طريقها. وهدياً للمسئولين. في كل ديار الإسلام. وعصمة للشعوب. والحكام من أن يتنكبوا الطريق الذي يؤدي إلي هلاك الحكام. وضياع الشعوب. ومن طالع السعد أن تكون هذه المناسبات في سنة أولي من ثورة 25 يناير 2011 المظفرة التي باركها الله فقامت. وحماها فاستمرت وهو الذي سيقيها شرور الداخل للعاقين من أبنائها. والمتربصين من الخارج!! وانتهي ركن الإسلام الرابع وهو صوم رمضان. وما فيه من نعمات للإسلام والمسلمين وللبشرية كلها. حيث نزل فيه دستورها. الذي يضمن سعادتها. ويجلب رخاءها ويعلي شأنها. ويكرم فيه الإنسان بمختلف فئاته وطوائفه. وعقائده. وأتم الله نعمة الإسلام بفريضة الحج التي لاتزال في عرسها وأفراحها وها نحن بصدد آخر النفحات وهي يوم عاشوراء الذي أقسم به المولي سبحانه وتعالي في قوله جل شأنه في بدء سورة الفجر: "والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر" الآيات من 1: 4 والفجر أول أيام المحرم علي أرجح الأقوال. ومنه تنفجر السنة الهجرية الجديدة. جعلها الله عام خير وسعادة. وأمن وأمان علي مصر وشعبها بكل طوائفه خاصة وعلي ديار الإسلام عامة!! ولا يزال عرس هجرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم يسيطر علي الأمة الإسلامية في شتي جنبات المعمورة. ويلاحقه وهو موضوع الساعة يوم عاشوراء الذي أقسم الله به. فهو أولي نفحات العام الهجري 1433. وما فيه من خيرات بدأت مع آدم عليه السلام حيث تاب الله عليه. مروراً بموسي عليه السلام. وبينه وبين عيسي في رأي بعض المفسرين ألف عام. وبين عيسي ومحمد صلي الله عليه وسلم قرابة ستمائة عام.. فهو يوم نجي الله بني إسرائيل. ونبيهم موسي عليه السلام من ظلم فرعون. وأغرقه وجنوده إلي غير ذلك من كثير من الفضائل خص الله سبحانه وتعالي اليوم المبارك. الذي أمر الله سبحانه الناس جميعاً بصيامه قبل الإسلام. وصامه المسلمون بعده!! بزغت شمس الإسلام في مكة. وتم ضوؤها بالمدينة حين هاجر إليها نبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم الذي وصل إليها فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ويعظمونه. فسأل عن السبب عن ذلك. فقالوا: إن هذا يوم مبارك نجي الله فيه موسي وبني إسرائيل من عنت فرعون وأغرقه وجنوده. فنحن نصومه شكراً لله علي هذه النعمة. فقال لهم النبي صلي الله عليه وسلم: "نحن أولي بموسي منكم" ثم صامه وأمر بصيامه. إلا أنه قال لأصحابه: "لئن عشت إلي عام قادم. لأصومن التاسع والعاشر" فكان صيام عاشوراء مع يوم قبله ويوم بعده من ذلك الحين سنة مؤكدة اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم حيث أضاف "أن صيامه يكفر سنة من الذنوب والآثام ويخفف عذاب القبر"!! هذا التصرف من محمد صلي الله عليه وسلم حيال يوم عاشوراء يدل علي سماحة الإسلام ورحابة صدره. وتأكيده علي كل ما هو نافع. وشجب كل ما هو ضار. ولو كان عن طريق شريعة أو ملة غير الإسلام الذي هو دين البشرية كلها من لدن آدم عليه السلام إلي حفيده محمد صلي الله عليه وسلم فلم يعترض علي صوم اليهود يوم عاشوراء. وكان حديث عهد بالمدينة. فلما عرف ما فيه من خير أقره. وأكده قولاً وعملاً بصيامه اقتداء بأخيه موسي عليه السلام. فيا بني إسرائيل لم يعاندكم الإسلام في عيدكم يوم عاشوراء فعلام ظلمكم للمسلمين في فلسطين التي اغتصبتموها وشردتم أهلها وقتلتموهم ولاتزالون؟؟! فما أعظم الإسلام حين يجامل أعداءه في العبادة. وهم يجادلون أهله في حق الحياة!! والله من وراء القصد وهو المستعان.